من المشيخات والسلطنات إلى الجمهورية.. التاريخ لا يُمحى لكنه لا يُستعاد!

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 53 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من المشيخات والسلطنات إلى الجمهورية.. التاريخ لا يُمحى لكنه لا يُستعاد!

نشرتُ في وقت سابق مقالًا تناولتُ فيه بعض الدعوات التي تنادي بإعادة إحياء المشيخات والسلطنات وها أنا أعود لأؤكد لأصحاب الدعوات باستعادة المشيخات والسلطنات ورد الاعتبار لهم، انني لست من أعداء تلك المراحل التاريخية ولا من خصوم رموزها، ممثلين بالأبناء او الأحفاد لكني انظر الى هذا الملف من زاوية اشمل تنطلق من ايمان عميق بأن مصالحة الذاكرة الوطنية مع تاريخها بكل مراحله هي مدخل اساسي لصياغة مستقبل متوازن لا يقوم على الحنين الى الماضي ولا على تفكيك الوطن.

لقد انتهى نظام المشيخات والسلطنات في الجنوب، رغم محاولات احيائه بعد عام 1990 لأهداف سياسية بحتة. وهو اليوم لم يعد قائمًا كمنظومة، ولن يعود، ولا احد يطالب بذلك، بل اصبح جزءًا من التاريخ. ومع ان جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية التي تأسست بعد الاستقلال قد وحدت المشيخات والسلطنات في اطار دولة موحدة قوية لكنه اتسم بقطيعة راديكالية معهم، إلا ان الزمن اثبت أن محو التاريخ لا يبني هوية وطنية، فالنظام الجمهوري لم ينشأ من فراغ بل خرج من رحم واقع اجتماعي وثقافي طويل كانت المشيخات والسلطنات احدى تجلياته.

الاعتراف الرمزي بالماضي لا يعني تمجيده او السعي إلى اعادة انتاجه، فليس من المنطقي ولا المقبول اليوم المطالبة بتمكين احفاد السلاطين والمشايخ، او منحهم امتيازات خاصة او تعويضات مادية. فهؤلاء، كمواطنين، تُنظم علاقتهم بالدولة وفقًا للدستور ومبادئ المواطنة المتساوية، لا على اساس امتيازات تاريخية. وفي بلد مثقل بالديون والأزمات فإن ما يمكن ويجب فعله هو انصاف رمزي يتمثل في توثيق تلك الحقبة بعدل ودمجها في سردية الوطن الجامعة عبر المناهج التعليمية والبحث الأكاديمي وربما بتحويل بعض مواقعها إلى معالم تراثية.

لدينا في العالم العربي نماذج واضحة لمصالحة متوازنة يمكن الاستفادة منها. فمصر احتفظت بآثار ملوكها ودمجت تاريخهم في الذاكرة الوطنية. والعراق وتونس فعلا الشيء نفسه بدرجات متفاوتة. اما في اوروبا، فالصورة اكثر وضوحًا؛ فرنسا الجمهورية كرّمت إرث ملوكها، وروسيا اعادت دفن القياصرة بعد عقود من الإنكار، وألمانيا وإيطاليا حولتا القصور الملكية إلى متاحف وطنية. وهناك أمثلة كثيرة أخرى.

اذا كنا نبحث عن هوية وطنية شاملة، فإن البداية تكون من مصالحة الذاكرة مع تاريخها لا عبر استعادة الأنظمة القديمة، بل من خلال الاعتراف الرمزي بأن تلك المراحل بما لها وما عليها كانت جزءًا من الطريق نحو الدولة الحديثة. فالإنصاف لا يعني العودة إلى الوراء بل أن نروي القصة كاملة؛ دون حذف او شيطنة، ودون تمجيد او ابتزاز عاطفي او سياسي.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

روايات مريبة لمصير الرئيس العليمي!

الحدث اليوم | 945 قراءة 

بعد استشعار خطير يحدق باليمن .. شاهد الرسالة الالكترونية التي كتبت في مقال وكتبها مسؤول حكومي وشيخ بارز في اليمن واسم الدولة التي ذكرها (الاسم والصورة)

المشهد الدولي | 637 قراءة 

جريمة مروعة في خميس مشيط: سعودي يفتح النار على مقيمين يمنيين

نيوز لاين | 513 قراءة 

تقرير خاص | انقلاب ناعم.. عيدروس الزبيدي يطلق رصاصته في جسد الشرعية

بران برس | 508 قراءة 

بعد تهديدات الزبيدي بإعلان الطوارئ.. الريال اليمني يتحدى العاصفة ويصمد في عدن

يني يمن | 477 قراءة 

مصادر تكشف موقف ووضع العليمي بعد القرارات التي اصدرها الزُبيدي

نيوز لاين | 410 قراءة 

انقلاب مفاجئ في صفوف الحوثيين.. قيادي بارز ينضم للشرعية قادماً من صنعاء

المرصد برس | 396 قراءة 

عيدروس الزبيدي يلوّح بحكومة جنوبية جديدة ويهاجم أداء بن بريك والبنك المركزي

نيوز لاين | 347 قراءة 

سجال حاد بين باكستان واسرائيل بمجلس الأمن

مأرب برس | 345 قراءة 

توجه عُماني جديد.. تنشيط خلايا المهرة والتمدد نحو حضرموت

نيوز يمن | 282 قراءة