من المشيخات والسلطنات إلى الجمهورية.. التاريخ لا يُمحى لكنه لا يُستعاد!

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 48 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من المشيخات والسلطنات إلى الجمهورية.. التاريخ لا يُمحى لكنه لا يُستعاد!

نشرتُ في وقت سابق مقالًا تناولتُ فيه بعض الدعوات التي تنادي بإعادة إحياء المشيخات والسلطنات وها أنا أعود لأؤكد لأصحاب الدعوات باستعادة المشيخات والسلطنات ورد الاعتبار لهم، انني لست من أعداء تلك المراحل التاريخية ولا من خصوم رموزها، ممثلين بالأبناء او الأحفاد لكني انظر الى هذا الملف من زاوية اشمل تنطلق من ايمان عميق بأن مصالحة الذاكرة الوطنية مع تاريخها بكل مراحله هي مدخل اساسي لصياغة مستقبل متوازن لا يقوم على الحنين الى الماضي ولا على تفكيك الوطن.

لقد انتهى نظام المشيخات والسلطنات في الجنوب، رغم محاولات احيائه بعد عام 1990 لأهداف سياسية بحتة. وهو اليوم لم يعد قائمًا كمنظومة، ولن يعود، ولا احد يطالب بذلك، بل اصبح جزءًا من التاريخ. ومع ان جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية التي تأسست بعد الاستقلال قد وحدت المشيخات والسلطنات في اطار دولة موحدة قوية لكنه اتسم بقطيعة راديكالية معهم، إلا ان الزمن اثبت أن محو التاريخ لا يبني هوية وطنية، فالنظام الجمهوري لم ينشأ من فراغ بل خرج من رحم واقع اجتماعي وثقافي طويل كانت المشيخات والسلطنات احدى تجلياته.

الاعتراف الرمزي بالماضي لا يعني تمجيده او السعي إلى اعادة انتاجه، فليس من المنطقي ولا المقبول اليوم المطالبة بتمكين احفاد السلاطين والمشايخ، او منحهم امتيازات خاصة او تعويضات مادية. فهؤلاء، كمواطنين، تُنظم علاقتهم بالدولة وفقًا للدستور ومبادئ المواطنة المتساوية، لا على اساس امتيازات تاريخية. وفي بلد مثقل بالديون والأزمات فإن ما يمكن ويجب فعله هو انصاف رمزي يتمثل في توثيق تلك الحقبة بعدل ودمجها في سردية الوطن الجامعة عبر المناهج التعليمية والبحث الأكاديمي وربما بتحويل بعض مواقعها إلى معالم تراثية.

لدينا في العالم العربي نماذج واضحة لمصالحة متوازنة يمكن الاستفادة منها. فمصر احتفظت بآثار ملوكها ودمجت تاريخهم في الذاكرة الوطنية. والعراق وتونس فعلا الشيء نفسه بدرجات متفاوتة. اما في اوروبا، فالصورة اكثر وضوحًا؛ فرنسا الجمهورية كرّمت إرث ملوكها، وروسيا اعادت دفن القياصرة بعد عقود من الإنكار، وألمانيا وإيطاليا حولتا القصور الملكية إلى متاحف وطنية. وهناك أمثلة كثيرة أخرى.

اذا كنا نبحث عن هوية وطنية شاملة، فإن البداية تكون من مصالحة الذاكرة مع تاريخها لا عبر استعادة الأنظمة القديمة، بل من خلال الاعتراف الرمزي بأن تلك المراحل بما لها وما عليها كانت جزءًا من الطريق نحو الدولة الحديثة. فالإنصاف لا يعني العودة إلى الوراء بل أن نروي القصة كاملة؛ دون حذف او شيطنة، ودون تمجيد او ابتزاز عاطفي او سياسي.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

كارثة مقبلة على صنعاء

جهينة يمن | 730 قراءة 

اللجنة الأمنية العليا تكشف عن خلية إرهابية خطيرة مرتبطة بالحوثيين وتتخذ قرارات صارمة

حشد نت | 632 قراءة 

مدرعات تحترق وجثث تتناثر.. الجيش يذبح الحوثيين بالنار في صعدة.. "البقع" تتحول إلى مقبرة جماعية

جهينة يمن | 524 قراءة 

صدور حكم قضائي يهز هيبة أمريكا ويصدم الشعب الأمريكي

المشهد اليمني | 455 قراءة 

صرف المعاشات

كريتر سكاي | 368 قراءة 

سقوط مدوي لوكر الإرهاب في تعز وعدن.. وتوجيهات رئاسية حازمة

الميثاق نيوز | 304 قراءة 

«عملية نارنيا» و«الزفاف الأحمر»... كيف خدع نتنياهو وترمب الإيرانيين بـ«خيال هوليوودي»؟

صوت العاصمة | 290 قراءة 

صور الأقمار تكشف نتائج ضربات دقيقة في قلب صنعاء.. خسائر حوثية ضخمة

نافذة اليمن | 286 قراءة 

مصر تعلن خبراً غير سار لهذه الدولة!

صوت العاصمة | 252 قراءة 

فتح ملفات شائكة!!.. نجل شقيق الرئيس صالح يكشف الستار عن تفجير الرئاسة ورفض الرئيس الرد العسكري 

موقع الأول | 229 قراءة