في تطور لافت يعكس التصعيد المستمر في اليمن، كشف الصحفي اليمني المعروف صالح البيضاني تفاصيل دقيقة حول عملية عسكرية استهدفت موقعًا حوثيًا استراتيجيًا في منطقة الفازة الساحلية.
وأكد البيضاني أن العملية جاءت بعد تحريات دقيقة أكدت أن الهدف يُعد مركزًا عسكريًا بنسبة 100%، حيث شهد الموقع مواجهات سابقة بين الحوثيين وقوات العمالقة الجنوبية والمقاومة الوطنية، ما يجعله هدفًا ذا أهمية استراتيجية.
موقع عسكري معقد: قاعدة عمليات بحرية
البيضاني أوضح أن الموقع المستهدف محاط بحقول ألغام مكثفة وشبكة أنفاق معقدة، ويُستخدم من قبل الحوثيين كمركز لتنفيذ عمليات بحرية في البحر الأحمر.
وأشار إلى أن هذا الموقع كان نقطة انطلاق لعدد من العمليات العدائية التي نفذتها الجماعة، بما في ذلك زراعة الألغام البحرية وإطلاق الزوارق المفخخة التي تمثل تهديدًا مباشرًا للملاحة الدولية في هذه المنطقة الحيوية.
وأضاف البيضاني أن الموقع لا يقتصر على كونه قاعدة دفاعية فقط، بل يُعد أيضًا نقطة انطلاق لهجمات موجهة ضد السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، مما يعزز من أهميته كهدف عسكري يستحق الاستهداف.
فيديو يكشف خططًا خطيرة
وفي سياق متصل، كشف البيضاني عن ظهور مقاتلين حوثيين في مقطع فيديو أثناء تلقيهم توجيهات من قائد بارز لم يتم الكشف عن هويته بعد.
وأوضح أن التعليمات كانت تتعلق بشن هجوم وشيك على سفن أمريكية في البحر الأحمر، وهو ما يشير إلى أن الموقع المستهدف لم يكن بعيدًا عن هذه الخطة الخطيرة.
العملية العسكرية، وفقًا للبيضاني، لم تكن فقط لتحقيق أغراض عسكرية مباشرة، بل اتخذت أيضًا طابعًا استعراضيًا إعلاميًا، حيث تم تصويرها بعناية لاستخدامها في الحرب النفسية ضد الحوثيين.
وأشار إلى أن مثل هذه العمليات تهدف إلى إرسال رسائل سياسية وعسكرية واضحة، سواء داخل اليمن أو على المستوى الدولي.
المنطقة: ساحة عمليات عسكرية
البيضاني أكد أن منطقة الفازة ليست مكانًا لتجمعات قبلية أو أنشطة مدنية، بل هي ساحة عمليات عسكرية بامتياز. وأوضح أن الحوثيين يعتمدون على مثل هذه المناطق النائية لتنفيذ عملياتهم العدائية، مستغلين تعقيد التضاريس وانتشار الحقول الملغمة لتأمين مواقعهم.
البيت الأبيض يعلن والجماعة تلتزم الصمت
من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي بنفسه تفاصيل العملية بشكل مباشر، مما يعكس أهمية الأهداف المستهدفة وخطورة العمليات التي كانت تُخطط لها من المنطقة.
وعلى النقيض، التزمت جماعة الحوثي الصمت التام بشأن العملية، وهو أمر اعتادت عليه الجماعة عندما يتعلق الأمر بالخسائر العسكرية، حيث تسعى دائمًا لإخفاء خسائرها الحقيقية بينما تركّز على تسليط الضوء على أي خسائر مدنية قد تحدث.
أهمية العملية على الصعيدين العسكري والسياسي
العملية العسكرية الأخيرة في الفازة تأتي في إطار الجهود المستمرة لتعطيل قدرات الحوثيين في تهديد الملاحة الدولية واستهداف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر.
كما أنها تعكس التنسيق العالي بين القوى الإقليمية والدولية لمواجهة التهديدات الحوثية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة.
وعلى الصعيد السياسي، يرى مراقبون أن العملية تحمل رسالة واضحة إلى الحوثيين بأن المجتمع الدولي لن يسمح باستمرار استخدام اليمن كقاعدة لتهديد الأمن الإقليمي والدولي.
كما أنها تسلط الضوء على الحاجة الملحة لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية، ينهي معاناة الشعب اليمني ويضع حدًا للتصعيد العسكري المستمر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news