الشاعر الشعبي مجيب غنيم لـ”يمن ديلي نيوز”: القصيدة تشعل ثورة وتنهي حرباً (حوار)

أعد الحوار لـ”يمن ديلي نيوز” علي الحبيشي:

برز الشاعر الشعبي “مجيب الرحمن غنيم” كواحد من أهم الشعراء اليمنيين الذين عبروا عن هموم الشعب اليمني على مدى عقدين من الزمن، وما يزال صوته وحرفه في صدارة الأصوات التي تسمع بلغة الشعر على مستوى الساحة اليمنية ويتقدم طليعة الشعراء الذين تصدروا الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر بعد عودة الزحف الامامي عبر جماعة الحوثي.

من خلال هذا الحوار نحاول التعرف أكثر على تجربة الشاعر الخاصة والمراحل التي مر بها حتى لقي هذا الاحتفاء الكبير من عموم أو أغلب الجماهير التي تتفاعل مع الشعر الشعبي خصوصاً المهتم بالقضايا العامة للمجتمع والمواطن اليمني وكذلك القضية اليمنية ومشروع تحرير اليمن وبناء الدولة الاتحادية المنشودة في بلادنا الحبيبة.

إلى الحوار:

• في البداية كيف تقيم دور الشعر في حياة ووعي المجتمع اليمني وقضاياه العامة والوطنية؟

حياكم الله وأهلا وسهلا بكم، أشكركم على إتاحة هذه الفرصة وأشكر موقعكم المحترم ودوره الاعلامي والوطني,

الشعر على مدى التاريخ أحد أهم وسائل صناعة الرأي العام في أي قضية أو أي ثورة.

للشعر دور بارز وهو سيف ذو حدين قد يستخدم في خدمة الحق أو الباطل زامل قد يشعل ثورة، شيلة قد تعالج قضية، بيتين قد تحل مشكلة وخاصة في المجتمع اليمني لأنه مجتمع قبلي وتؤثر فيه القصائد بشكل سريع وعجيب.

• ماتأثير البيئة على الشاعر مجيب غنيم وكيف ساهمت في صناعته كشاعر؟

لا شك أن للبيئة تأثير كبير على الشاعر سواء كانت سياسية أو قبلية أو بدوية أو حضرية، وتعرف البيئة التي نشأ فيها الشاعر من خلال قصائده وكلماته، فالشاعر الذي نشأ في بيئة بدوية أو ريفية أو حضرية ستجد أن اللهجة والعادات والقيم المجتمعية تظهر في شعره بشكل واضح.

فالشاعر البدوي قد يُكثر من صور الصحراء، الخيمة، الجِمال، والنجوم، والشاعر الذي نشأ في بيئة حضرية قد يُركز على قضايا المجتمع، السياسة، أو المدنية الحديثة.

للبيئة ارتباط وثيق بالشاعر فمن نشأ في بيئة مثقفة أو في بيئة علمية قد يُظهر تأثره بلغة الفلسفة أو الدين أو السياسة، ومن نشأ في بيئة قاسية أو فقيرة قد يغلب على شعره طابع الحزن أو الشكوى، ومن نشأ في بيئة مستقرة أو مرفّهة قد يميل إلى التأمل أو الغزل الهادئ. وغير ذلك.

• ما الفرق بين الشاعر الموهوب والمجتهد؟

الشاعر الموهوب يكون متميزا عن المجتهد بأن كلماته تكون سهلة بدون تكلف ومن ميزاته أنه سريع البديهة حاضر للرد، أما المجتهد فتجد أو تشعر بأن هناك تكلف واضح في كلماته وقصائده بالنسبة لمن يستمع أو يقرأ له.

• من هم الشعراء الذين تأثرت بهم وما زلت تحفظ من قصائدهم؟

هناك شعراء كثر سواء في جانب الشعر الشعبي أو الفصيح، لهم في الذاكرة أبيات جميلة وقصائد رائعة مثلاً من الشعراء الشعبيين الشاعر صالح سحلول له قصيدة رائعة عن الأمام يقول في بعض أبياتها:

بيحسب ان الشعب عنده كشاه

من قاع جهران اشتراها

حتى بالأمر من الحنق على الإمامة إلى أن قال:

إن كانت الجنة لهم يا إله

فالشعب هذا ما يباها

ومنهم الشاعر علي ناصر القردعي ومن شعراء الفصيح الزبيري والبردوني وغيرهم الكثير الكثير.

• متى أول مرة شعرت بالامتنان من نفسك أو من عمل أو قصيدة قدمتها؟

شعرت بالامتنان من نفسي عندما رأيت تفاعل الناس مع القصائد وأهم أعمالي التي ملأتني بهذا الشعور هي عدة أعمال، مثل قصيدة حرب صعدة، وقصيدة حال الأمة وقصيدة حكومة جديدة.

• خلال مسيرتك الشعرية مالذي مثل لك مفاجئة؟

كان يفاجئني قبل وسائل التواصل الاجتماعي (واتساب وفيسبوك وتيكتوك وإكس وغيرها، هو الانتشار الواسع للقصائد التي كنت ألقيها، خاصة عندما أجد الناس يحتفظون بها في كاستات ويتداولونها لسماعها، وهذا كان يشكل لي حافزاً كبيراً وداعماً لي في المزيد والمزيد.

• ما الذي كنت تخشاه خلال مسيرتك الشعرية؟

كنت أخشى من الغرور فالغرور بداية الفشل.

• عن الشعر والقصيدة الغنائية، كيف تنظر لدورها وأهميتها؟

طبعاً القصيدة المغناة مهمة جداً فالخطبة والمحاضرة قد تسمعها مرة لكن القصيدة المغناة قد تسمعها مرة وثنتين وثلاث في البيت في الباص في السيارة في كل مكان لذلك ومن هنا تأتي أهميتها أيضا.

• ماهي أبرز قصائدك المغناة؟

من أول القصائد المغناة لي كان يمكن عام 2008 أو 2009 وكان ألبوم لي أنا والشاعر الكبير

خالي مجلي القبيسي

يا الله يامولى الاغاثة والامداد

داوي لنا العلة وفكفك عقدها

وافضح مسببها على روس الاشهاد

في يوم تبرا الوالدة من ولدها

وهناك العديد من القصائد المغناة أبرزها وأغلبها بصوت الفنان المبدع محمد الأضرعي.

• ماهو الدور المأمول من الشعراء الوطنيين في هذه المرحلة ونحن شعب يتطلع للتحرير وبناء دولته؟

لا شك أن دورهم كبير ومهم ومؤثر ويجب أن يكونوا في المقدمة فبداية الأحداث الكبرى كلمات والحرب تبدأ وقد تنتهي بقصيدة كما نقرأ في التأريخ، والله يقول (وحرض المؤمنين على القتال) فدورهم دور تحفيز للشعب ولكل الغيورين على هذا الوطن، ودورهم دور بناء ودور تحصين المجتمع من الأفكار العنصرية البغيضة، ودور اصلاحي وتوجيه الناس نحو القيم العليا والأهداف النبيلة.

• نشكرك في نهاية هذا الحوار؟

ونحن نشكركم على تواصل واهتمامكم، وفي نهاية هذا الحوار أتمنى من الجهات المعنية في الحكومة والجهات المعنية بالأدباء والفنانين الاهتمام بهذه الشريحة كأن يعملوا على إنشاء كيان أو ملتقى أو منتدى وتخصيص موازنات مالية لهم لعمل مقر وإقامة فعاليات وأمسيات وعمل استوديو للتسجيل وطباعة دواوين لهم وغير ذلك.

وهذا مهم جدا لتحفيز الشعراء وإيصال صوتهم ورسالتهم خاصة في ظل المرحلة الحالية التي نعيش فيها، والتي تتطلب من الجميع المشاركة في النضال الوطني بشعره وكلمته وبندقيته بالصورة بالرسم بكل وسائل النضال.

مرتبط

الوسوم

الشاعر مجيب غنيم

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط