القرارات الرخوة والدعوة إلى كسر الإضراب

     
سما نيوز             عدد المشاهدات : 64 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
القرارات الرخوة والدعوة إلى كسر الإضراب

سمانيوز/ د. عبدالجبار رشاد

عندما يكون العمل التعليمي والأكاديمي في بيئة رخوة، تكون القرارات المصيرية المتخذة من قبل الهيئات والأطر المسئولة عن هذا العمل أكثر رخاوة وانعكاس للبيئة التي اتخذت فيها، وعليه نعتقد إن قرار مجلس جامعة عدن بشأن إحالة إتخاذ قرار كسر الإضراب إلى عمداء الكليات حسب المزاج سوف يكون سبباً في ارتخاء بل وتمزق النسيج الأكاديمي وإضعاف العلاقات بين الزملاء من الأكاديميين أنفسهم وبينهم وبين الطلاب، حيث سينقسمون بين مؤيد ومعارض لمثل هذه القرارات الرخوة، وهذا ما لا نريد الوصول إليه كنتيجة للتباين حول استمرار الإضراب أو كسره واختلاف وجهات النظر حول الإضراب في الوسط الأكاديمي. إن إتخاذ قرار إستمرار الإضراب يجب أن يكون جماعياً وأن يلتزم به في المقدمة جميع العمداء في جميع كليات الجامعات الجنوبية.

إن كسر الإضراب الذي يدعو إليه بعض العمداء إن لم نقل جميعهم ودعوتهم إلى إستئناف التدريس في كلياتهم وعرقلة جهود النقابة في الضغط على الحكومة للمطالبة بالحقوق المشروعة ليس من مهام العمداء، بل من مهام نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعات التي يعتبر العمداء أعضاء فيها، كما لا يحق لأي جهات أخرى إتخاذ قرارات في هذا الشأن تلغي قرارات النقابة، وبالتالي يجب على العمداء الإلتزام بقرارات النقابة التي ينتمون إليها، وإلا ما فائدة وجود نقابة مهنية تمثل أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم وتدافع عن حقوقهم المشروعة وتطالب بها إذا كان العمداء أو غيرهم من الأكاديميين لايلتزمون بقراراتها بل ويخذلون زملاءهم ويقفون سدا منيعاً لعرقلة مطالبهم المشروعة من الحكومة التي هي بالأساس مطالبهم.

أما بالنسبة للقول “فكروا بالطلاب”، فهذا قول فيه إجحاف في حق الأكاديميين وتقليل من شأنهم ومكانتهم الأكاديمية والعلمية وتدل على عدم احترام لعقولهم عندما يوصفون بعدم التفكير في طلابهم ومستقبلهم. حقيقة ان مثل هذا الكلام لا معنى له البته في البيئة الأكاديمية السوية، وبالتالي لا بد من التأكيد لجميع من يبررون كسر الإضراب بالتفكير في الطلاب، بل وللمجتمع بأكمله أن يعلموا تماماً أن لا أحد بإمكانه التفكير في مستقبل الطلاب وفي إيجاد الحلول والمعالجات لأية أضرار قد تصيبهم في مسيرتهم التعليمية إلا اساتذتهم لأن مهنة التدريس هي إنسانية وتربوية بالأساس وتحتاج إلى ضمير حي ومسئول للقيام بها وهذه لايدركها إلا الأستاذ نفسه. فإذا سألنا أنفسنا: من هم هؤلاء الطلاب الذين يتوجب التفكير فيهم وفي مستقبلهم؟؟، فإن الإجابة عن هذا السؤال سوف تؤكد بأن هؤلاء الطلاب هم بالأساس أبناءنا وأبناء إخوتنا وأهلنا وجيراننا واصدقاءنا وحاراتنا ومدننا وقرانا في جميع محافظات جنوبنا الحبيب، واساتذتهم هم الاحرص عليهم وعلى مستقبلهم، وبالتالي لا تطلبوا من الأكاديميين التفكير في الطلاب فهم أحرص منكم عليهم!!!. وكونهم قرروا تنفيذ الإضراب للمطالبة بحقوقهم المشروعة فهذا لا يعني تخليهم عن مسئولياتهم تجاه طلابهم.

وبالنظر إلى الضرر الذي سيتعرض له الطالب بسبب الإضراب ومقارنته بالضرر الذي أصاب الأستاذ خلال الفترة الماضية جراء الأوضاع الإقتصادية والخدماتية السيئة وانهيار العملة وانهيار حياته المعيشية إلى درجة أصبح عندها فاقد لكرامته، ولا يعلم ما الذي سوف يتعرض له في القادم، سنجد حتماً، وبما لا يدع مجالاً للشك، أن الأستاذ هو الأكثر ضرراً من الطالب بعد أن أصبح لم يعد قادراً على إنجاز مهامه التدريسية والأكاديمية والحياتية، فمهام الأستاذ لاتتركز فقط على تدريس الطالب بل تضاف إليها مهام حياتية أخرى لا يمكن حصرها في مسئوليته تجاه أسرته وأولاده وتوفير وسائل العيش الكريم لهم والتي أصبحت في الحضيض ولم يعد قادراً على توفيرها، بل لديه مسئوليات أخرى تجاه عائلته كذلك (والديه وإخوانه وجميع أهله) إضافة إلى علاقاته الإجتماعية التي لم تعد تتوفر لديه الإمكانية في القيام بها، كما أنه لا يمكنه التخلي عن مسئولياته تجاه عمله البحثي والأكاديمي وغير ذلك. أما الطالب فمطالبه المشروعة محصورة فقط في انتظام دراسته وإستكمالها في المدة الزمنية المحددة لها، وهذه مطالب مشروعه لكنها لا تمثل إشكالية كبيرة لديه ولدى أسرته، حيث يمكن تعويضها في تحديد مدة دراسية إضافية كما حدث في سنوات ومراحل سابقة توقفت فيها الدراسة بسبب الحرب أو بسبب كوفيد – 19 أو غيرها من الأسباب. ولهذا فإن من الواجب أن يقف الطلاب مع اساتذتهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة التي إذا ما توفرت لهم لاستقرت حياتهم أكثر وازداد عطاءهم الأكاديمي أكثر وأكثر.

وهنا لا بد لنا كذلك أن نشير إلى أن آباء وأولياء أمور الغالبية العظمى من طلاب الجامعات، الذين يطالب (بضم الياء) الأكاديميين بالتفكير فيهم، يعانون تماماً من سوء الحال الذي يعاني منه الأكاديميين وربما أكثر، وعلى رأسهم عشرات الآلاف من المعلمين والمعلمات في التربية والتعليم الذين لديهم أبناء يدرسون في الجامعات، وجميعهم يشاركون بفعالية عالية في تنفيذ الإضرابات عن العمل في مرافقهم وفي الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بحقوقهم المشروعة أسوة بالأكاديميين. وهنا تنتفي حجة مطالبة الأكاديميين بالتفكير في الطلاب لأن الجميع هنا في خندق واحد في الإستمرار في الإضراب وتنفيذ برامج التصعيد ضد الحكومة والمطالبة بجميع الحقوق المشروعة كي تستقر حياة الجميع. وختاما نرجو من الأخوة والزملاء العمداء إن يقفوا صفا واحداً مع زملاءهم الأكاديميين ولايخذلونهم بالدعوة إلى إستئناف الدراسة ويقضوا على آمالهم في تحقيق مطالبهم كي يعيشوا بكرامة.

د. عبدالجبار رشاد

جامعة عدن

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اول تحرك عسكري لقوات درع الوطن بخط العبر وهذا ماحدث

كريتر سكاي | 958 قراءة 

فيديو | موقف اليمنيين من تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة وتحشيد أنصاره للمطالبة بإعلان دولة الجنوب؟

بران برس | 784 قراءة 

عاجل / المتحدث الرسمي يؤكد تعرض القوات الجنوبية في العبر لهجوم إرهابي بطائرة مسيرة

عدن تايم | 715 قراءة 

أنباء عن اجتماع مرتقب في الرياض لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة و إنفراجه قريبةللأزمة

يمن فويس | 679 قراءة 

عاجل:معارك عسكرية بمختلف الأسلحة بهذه المحافظة الجنوبية

كريتر سكاي | 647 قراءة 

مصادر محلية: مدافع سعودية ثقيلة وطيران مسير يشعلان مشهد التصعيد في حضرموت

موقع الجنوب اليمني | 640 قراءة 

«التسريح لا يُسقط الحق: ضابط يرفع علم دولته المؤجَّلة»

صوت العاصمة | 597 قراءة 

إقالة قائد لواء شبام بعد رفضه تنفيذ توجيهات بتوطين مقاتلين وافدين من الضالع ويافع!

موقع الجنوب اليمني | 591 قراءة 

ضغوط سعودية ودولية على الانتقالي لمنع إعلان حكومة موازية في جنوب اليمن

موقع الجنوب اليمني | 578 قراءة 

عاجل | القوات المسلحة الجنوبية تُلقي القبض على عصابة مسلحة في صحراء حضرموت

الناقد برس | 537 قراءة