عملية عسكرية برية وشيكة باليمن

     
كريتر سكاي             عدد المشاهدات : 405 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عملية عسكرية برية وشيكة باليمن

كريتر سكاي/

على مدار أسابيع، قصفت الغارات الجوية الأمريكية أهدافًا للحوثيين في اليمن، مستهدفةً مصافي النفط والمطارات ومواقع الصواريخ، مع تعهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب باستخدام "القوة الساحقة" حتى تحقق الولايات المتحدة هدفها المتمثل في منع الحوثيين من استهداف الملاحة في البحر الأحمر.

بدأ الحوثيون حملتهم تضامنًا مع الفلسطينيين عندما شنت إسرائيل حربًا على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ونفذت الجماعة أكثر من 100 هجوم وأغرقت سفينتين، والنتيجة: 70% من السفن التجارية التي كانت تعبر البحر الأحمر سابقًا، تسلك الآن الطريق الطويل حول جنوب إفريقيا.

وتؤكد الولايات المتحدة أن الحملة ناجحة. وصرح مستشار الأمن القومي، مايك والتز، بمقتل العديد من قادة الحوثيين.

لكن كل جولة من الضربات تثير المزيد من التحدي.

الحوثيون هم ما يسميه أحد مراقبي اليمن المخضرمين بحيوان "غرير العسل" المقاوم، في إشارة إلى الثدييات العدوانية المعروفة بموقفها الشجاع تجاه الحيوانات المفترسة، فمثلا بعد لدغة كوبرا، ينهض غرير العسل بعد دقائق ويهاجم الثعبان.

في حين أن ما يصل إلى 80 ضابطًا عسكريًا حوثيًا قُتلوا، وفقًا لمحللين، إلا أن كبار قادة الحركة العسكرية والسياسية يبدو أنهم لم يُمسّوا، وكذلك بعض مواقع إطلاق الصواريخ على الأقل، فمنذ منتصف مارس/ آذار، أطلق الحوثيون عشرات الصواريخ الباليستية على إسرائيل، ووابلًا من الطائرات المسيرة والصواريخ على سفن البحرية الأمريكية، ورغم أن أيًا منها لم يُسبب أضرارًا جسيمة، إلا أن التهديد لا يزال قائمًا.

وأفادت شبكة CNN، أن التكلفة الإجمالية لعملية الجيش الأمريكي ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن تقترب من مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على الحملة، إلا أن تأثير الهجمات على تدمير قدرات الجماعة كان محدودًا حتى الآن.

وقال أحد المسؤولين: "نحن نستنزف كل طاقتنا - الذخائر والوقود ووقت الانتشار"، وبدلاً من أن يستسلم الحوثيون، هددوا بتوسيع نطاق أهدافهم ليشمل الإمارات العربية المتحدة، التي تدعم الحكومة المنافسة لهم في الحرب الأهلية اليمنية، وبالمثل، يقول مسؤولون سعوديون إن الدفاعات الجوية للمملكة في حالة تأهب قصوى.

وقال متحدث باسم الحوثيين في وقت سابق من هذا الأسبوع: "لن تثني عشرات الغارات الجوية على اليمن القوات المسلحة اليمنية عن أداء واجباتها الدينية والأخلاقية والإنسانية"

ولا شك أن الحملة الأمريكية قد أضعفت قدرات الحوثيين، إذ يقول الزميل الرفيع في معهد واشنطن، مايكل نايتس إنه يشتبه في أن الحوثيين "فقدوا الكثير من قدرات تصنيع الطائرات المسيرة، ويبدو أن هناك اعتراضًا أكثر فعالية لشحنات إعادة الإمداد القادمة عبر البحر وعبر عُمان. لذا، يشعر الحوثيون بعدم الارتياح".

لكن التاريخ يُظهر أن الحوثيين يتمتعون بقدرة تحمل عالية جدًا للألم، وقد يتطلب تصميم إدارة ترامب على القضاء على التهديد الذي يشكلونه في نهاية المطاف هجومًا بريًا.

ويقول نايتس: "الحوثيون معتادون على خوض حرب مع جيش من الطراز العالمي، إنهم ذوو توجه أيديولوجي، لكنهم أيضًا مقاتلون قبليون شرسون من شمال اليمن".

وتدعم شبكة تهريب مُعقدة، تُدخل قطع غيار صواريخ ومعدات أخرى، قدرة الحوثيين على البقاء. ففي العام الماضي، عُثر على هياكل وزعانف لصواريخ مدفعية، ومحركات نفاثة صغيرة، وخلايا وقود هيدروجينية، مُخبأة بين حمولات إحدى السفن المُعترضة، وفقًا لتحقيق أجرته مؤسسة أبحاث التسلح في النزاعات (CAR).

ويمكن لهذه المعدات أن تُمكّن طائرات الحوثيين المُسيّرة من حمل حمولات أكبر والسفر لفترات أطول بكثير، إذ أفادت CAR أن ذلك "سيُفاقم بشكل كبير التهديد المُحتمل الذي يُشكله الحوثيون".

نجا الحوثيون من عدة هجمات خلال فترة رئاسة علي عبدالله صالح الطويلة في اليمن، ثم من هجوم سعودي قبل عشر سنوات، تلاه غارات جوية إسرائيلية وبريطانية وأمريكية أحدث.

ويقول كبير المحللين في شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية، أحمد ناجي، إن إسرائيل والقوى الغربية تفتقر إلى فهم عميق للحوثيين، "لقد خلقت قيادتهم الغامضة وبنيتهم الداخلية ثغرات استخباراتية مستمرة".

وتتساءل خبيرة أخرى في الشؤون اليمنية، إليزابيث كيندال، عن الهدف النهائي للحملة الأمريكية؟، قائلة: "لقد تعرض الحوثيون للقصف عشرات الآلاف من المرات على مدى العقد الماضي، وما زالوا صامدين. لذا، يبقى المرء يعتقد أن القصف مجرد تمثيلية: دعونا نُظهر للعالم أننا سنفعل ذلك لأننا قادرون".

وقال نايتس لشبكة CNN إن إخضاع الحوثيين "أمرٌ في غاية الصعوبة.. إنهم حركةٌ شديدة العدوانية. أفضل طريقةٍ للقضاء عليهم نهائيًا هي الإطاحة بهم، وإخراجهم من العاصمة، وساحل البحر الأحمر".

وتقول مصادر دبلوماسية إقليمية، بالإضافة إلى محللين، إن الهجوم البري وحده كفيلٌ في نهاية المطاف بطرد الحوثيين، الذين يسيطرون حاليًا على العاصمة اليمنية صنعاء، ومينائها الرئيسي، الحديدة، ومعظم شمال اليمن.

ويضيف أحمد ناجي، كبير المحللين في شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية، أن الولايات المتحدة مُخطئةٌ في اعتقادها أن الغارات الجوية قادرةٌ على إجبار الحوثيين على التراجع، مؤكدا بالقول: "لقد فشل هذا النهج في عهد إدارة بايدن، ومن غير المرجح أن ينجح في عهد إدارة ترامب.. منطقهم مُشكّلٌ بسنواتٍ من الحرب؛ إنهم يرون في الصمود شكلًا من أشكال القوة، ويدفعهم ذلك إلى إثبات صعوبة ردعهم".

وقال نايتس: "المرات الوحيدة التي رأيت فيها الحوثيين يذهبون إلى طاولة المفاوضات أو يقدمون تسوية كانت عندما يتعرضون للتهديد باحتمال الهزيمة الواقعية على الأرض: خسارة الأراضي، وفقدان السيطرة على السكان، وفقدان الوصول إلى ساحل البحر الأحمر"

حدث ذلك لفترة وجيزة في عام 2017 عندما هددت قوات مدعومة من الإمارات العربية المتحدة وصول الحوثيين إلى البحر الأحمر، وهو أمر بالغ الأهمية لإيراداتهم وإمداداتهم العسكرية.

إن كان الحوثيون يستمتعون بالضربات الأمريكية، كما يقول فارع المسلمي، الباحث اليمني في معهد تشاتام هاوس، وأن الجماعة تريد "جر الولايات المتحدة إلى تصعيد إقليمي أوسع".

هجوم بري

يقاتل الحوثيون من أجل السيطرة على اليمن ضد الحكومة المعترف بها دوليًا والتي تسيطر على جزء من الجنوب وتدعمها الإمارات بشكل رئيسي، والسؤال الذي لم يُجب عليه هو ما إذا كانت القوات الموالية لتلك الحكومة قادرة على خوض المعركة ضد الحوثيين؟ ليجيب نايتس: "إنهم مدربون ومجهزون بالفعل"، لكن هناك شكوك حول وحدتهم.

لا يتوقع المحللون أن تنشر الولايات المتحدة أي قوات برية، باستثناء عدد قليل من القوات الخاصة للمساعدة في توجيه الضربات الجوية، ويقول نايتس إن الولايات المتحدة قد تُزوّد [القوات اليمنية] "ببعض الدعم اللوجستي وبعض الذخائر الرئيسية".

ويضيف أن الإمارات العربية المتحدة ستُقدّم "دعمًا سريًا" كما دأبت على تزويد الحكومة في عدن.

المنظور السعودي أقل وضوحًا، إذ يعتقد نايتس أن الرياض متخوفة من رد الحوثيين بطائرات مسيرة بعيدة المدى وصواريخ تستهدف بنيتها التحتية، لكن الولايات المتحدة سرّعت تسليم أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ إلى السعودية في الأشهر الأخيرة.

ويضيف نايتس: "سيتعين على الولايات المتحدة أن تقول للرياض: سنحميكم بنفس الطريقة التي حمينا بها إسرائيل عام 2024 من جولتي الضربات الإيرانية".

وتقول مصادر دبلوماسية إقليمية إن الاستعدادات جارية لعملية برية ستنطلق من الجنوب والشرق، وكذلك على طول الساحل، وقد يشمل الهجوم المنسق أيضًا دعمًا بحريًا سعوديًا وأمريكيًا في محاولة لاستعادة ميناء الحديدة.

وعلق ناجي لـCNN: "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه العملية قابلة للتنفيذ، حيث أظهر العقد الماضي نتائج متباينة، نجاحات في بعض المجالات وإخفاقات في مجالات أخرى".

العلاقة مع إيران

منذ اليوم الأول، ربط الرئيس ترامب ومسؤولون أمريكيون آخرون الحملة ضد الحوثيين بإيران، قال ترامب إنه سيُحمّل إيران مسؤولية "كل طلقة" يُطلقها الحوثيون، وستواجه عواقب "وخيمة" على أي هجمات يشنها المتمردون اليمنيون.

حتى الآن، لم تُنفذ إيران هذه الخطوة، وليس من الواضح ما إذا كان بإمكان طهران ببساطة أن تأمر الحوثيين بوقف إطلاق النار، ورغم كون الحوثيين جزءًا لا يتجزأ من "محور المقاومة الإيراني"، إلا أنهم يتمتعون باستقلالية كبيرة.

ويواصل ترامب تحذير إيران من أنها ستواجه حملة قصف مكثفة إذا لم تُبرم اتفاقًا للحد من برامجها النووية والصاروخية الباليستية، وبالنسبة للإدارة الأمريكية، تُعدّ حملة الحوثيين وحملة "الضغط الأقصى" على طهران وجهين لعملة واحدة.

ويتوخى الإيرانيون الحذر، مقدمين الدعم المعنوي لحليفهم في اليمن، إذ أشاد القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، محسن رضائي، بـ"قوات المقاومة اليمنية الصامدة، التي ستُجبر السفن الحربية الأمريكية المتطورة على الركوع"، لكن القيادة الإيرانية لا تريد أن تُرى وهي تُقدم المزيد من الدعم العسكري للحوثيين في الوقت الحالي، في الوقت الذي تحاول فيه استيعاب مزيج ترامب من الترغيب والترهيب.

وتبدو الولايات المتحدة مستعدة لتوسيع حملتها، إذ وصلت قاذفات بي-2 وطائرات التزويد بالوقود من طراز كي سي-135 إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي. قد يُنذر ذلك بشن ضربات على أهداف مُحصّنة في اليمن، ولكنه قد يكون في الوقت نفسه إشارةً لإيران.

قد تكون الأسابيع القليلة المقبلة اختبارًا حاسمًا لقدرة الحوثيين على الصمود.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

صنعاء تصدر قراراً يثير الاستغراب.. هل نحن أمام مرحلة جديدة؟

نيوز لاين | 560 قراءة 

ظهور أول صورة للمتهم بقتل زوجته وتقطيعها

نيوز لاين | 404 قراءة 

إعلامي عربي يفجر مفاجأة: هذا ما يجب فعله قبل ساعة الصفر

نيوز لاين | 386 قراءة 

اول صورة لقاتل خاله والامن يكشف تفاصيل الجريمة بعدن

كريتر سكاي | 278 قراءة 

لأول مرة.. صورمنزل الفنان أيوب طارش في قلب تعز

نيوز لاين | 278 قراءة 

أحمد علي صالح يخرج عن صمته برسالة حزينة ومؤثرة.. ماذا قال؟

نيوز لاين | 269 قراءة 

"ظنوه سنجاباً"... صيادون يخطئون هدفهم ويقتـ.ـلون مراهقاً 17 عاماً

صوت العاصمة | 228 قراءة 

تورط مثير للجدل: مرافق قيادي إصلاحي في تعز متهم بجريمة قتل وهارب من العدالة

نيوز لاين | 227 قراءة 

صورة ليلية ساحرة لممشى دكة المعلا في العاصمة عدن

عدن تايم | 200 قراءة 

تحذير روسي من انفجار الوضع .. ايران تلوح برد قاسي وتحذر من تحرك حزب الله

العاصفة نيوز | 184 قراءة