تشهد الساحة اليمنية تصعيدًا عسكريًا مكثفًا، حيث تواصل القوات الأمريكية تنفيذ غارات جوية مكثفة ضد الميليشيا الحوثية، مستهدفة بنيتها العسكرية عبر عدة محافظات، بما في ذلك العاصمة صنعاء. وتركزت الضربات على صواريخ وطائرات مسيرة، دفاعات جوية، مخازن أسلحة، مراكز قيادة، ومواقع تدريب، في إطار الجهود الدولية لمواجهة تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية.
تداعيات الحملة الجوية على الحوثيين
رغم فعالية الضربات الأمريكية في إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين، يطرح الإعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد تساؤلات حول تأثيرها على مستقبل الميليشيا كقوة سياسية وعسكرية. ويرى أن الضغوط الجوية والبحرية قد تضعف الحوثيين لكنها لن تنهي وجودهم بالكامل، ما لم تظهر قوة يمنية محلية قادرة على استعادة صنعاء وفرض واقع سياسي جديد.
مقارنات إقليمية بين الحوثيين وقوى أخرى
يشير الراشد إلى تجارب مماثلة في المنطقة، مثل:
سوريا: استفادت "هيئة تحرير الشام" من ضعف النظام السوري في بعض المناطق، مما أدى إلى انهيارات جزئية في سيطرة الأسد.
لبنان: رغم تعرض "حزب الله" لضربات إسرائيلية مكثفة، نجح الجيش اللبناني في استعادة السيطرة على العديد من المنشآت الحيوية.
إلا أن الحالة اليمنية تبدو أكثر تعقيدًا، حيث لا يظهر بديل سياسي أو عسكري واضح يمكنه ملء الفراغ في حال تراجع الحوثيين.
الحل السياسي: ضرورة أم تحدٍ؟
يشدد الراشد على أن الحملة العسكرية يجب أن تترافق مع مسار سياسي جديد يفرض شروطًا مختلفة عن تلك التي كان الحوثيون يطالبون بها قبل إضعافهم عسكريًا. ويؤكد أن استمرار سيطرة الحوثيين على صنعاء سيعد انتصارًا سياسيًا لهم، على غرار ما حدث مع نظام الأسد وحزب الله وحماس.
كما يتوقع أن الحوثيين قد يقدمون على وقف الهجمات قريبًا، ربما تحت ذريعة أزمة غزة، في حين أن السبب الحقيقي سيكون الخسائر الفادحة التي تكبدوها جراء الضربات الأمريكية.
الفرص والتحديات المستقبلية
يرى الراشد أن التصعيد الأمريكي قد يمثل فرصة تاريخية لتغيير المشهد اليمني جذريًا، سواء عبر القضاء على الحوثيين أو دفعهم لتقديم تنازلات سياسية. إلا أن تحقيق هذا الهدف يعتمد على:
ظهور قوة يمنية قادرة على استعادة صنعاء وفرض الشرعية.
تعزيز الحكومة اليمنية كمرجعية قانونية ودولية.
استغلال اللحظة الراهنة لفرض تسوية سياسية قبل أن يتمكن الحوثيون من إعادة بناء قوتهم.
ويحذر من أن إضاعة هذه الفرصة قد يؤدي إلى استمرار الحوثيين كقوة عسكرية وسياسية، ما يعني بقاء التحديات الأمنية والتهديدات الإقليمية لسنوات قادمة.
ختامًا: هل اليمن أمام فرصة حقيقية لإنهاء الصراع؟
يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الأطراف اليمنية استغلال هذا الضغط العسكري الأمريكي لإعادة ترتيب المشهد السياسي وإنهاء الأزمة؟ أم أن الحوثيين، مثل غيرهم من الجماعات المسلحة في المنطقة، سيتمكنون من إعادة بناء صفوفهم والاستمرار في الصراع؟
الإجابة ستحدد ليس فقط مستقبل اليمن، ولكن أيضًا شكل التوازنات الإقليمية في المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news