تهامة 24 – ترجمة خاصة
على مدار عام تقريبًا، واصلت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران الترويج لادعاءات بتنفيذ هجمات ناجحة ضد سفن حربية أمريكية في البحر الأحمر، من بينها حاملات طائرات عملاقة من فئة “نيميتز” التي تعمل بالطاقة النووية. وفي يونيو الماضي، نشرت الجماعة صورًا معدّلة على مواقع التواصل الاجتماعي، زعمت أنها تُظهر أضرارًا لحقت بحاملة الطائرات الأمريكية “دوايت دي أيزنهاور” (CVN-69).
بعض هذه الصور كانت في الأصل من نوع “السخرية الرقمية”، إلا أنها واصلت الانتشار عبر الإنترنت، وتم تداول بعضها حتى عبر وسائل إعلام رسمية في إيران واليمن.
ورغم استمرار الولايات المتحدة في تدوير حاملات الطائرات في المنطقة للتصدي لهجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، فإن الجماعة واصلت إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة تجاه السفن الأمريكية، زاعمة مرارًا وتكرارًا نجاحها في إصابتها.
ومع ذلك، لم تصدر البحرية الأمريكية أي تأكيد رسمي حول تضرر سفنها، بل أطلقت حملة مضادة على وسائل التواصل الاجتماعي العام الماضي لدحض هذه المزاعم.
في الأسابيع الأخيرة، حاولت جماعة الحوثي، إلى جانب أنصارها، تقديم ما وصفته بـ”الأدلة القاطعة” على نجاح هجماتها. نُشرت صور على موقع “إكس” تزعم احتراق حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر، إلى جانب صور أخرى تُظهر آثار حريق كبير على سطح طائرة.
أول من نشر صورة الحاملة المزعومة كان حساب “شادود نيوز” على منصة “إكس”، وهو حساب ناشط منذ أغسطس 2023 ويضم أكثر من 106,000 متابع. وادّعى الحساب أن الحوثيين استهدفوا حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان” (CVN-75). غير أن الصورة سرعان ما تم تفنيدها، إذ تبين أنها مأخوذة من فيلم هوليوودي صدر قبل أكثر من 20 عامًا.
الواقعة تذكّر بحلقة من المسلسل الكرتوني “عائلة سيمبسون” (الموسم 23، الحلقة 19)، حيث يعرض الابن بارت مقطعًا خياليًا من فيلم يُدعى “سلالة باندورا” لإيهام ركاب سفينة سياحية بأن العالم على وشك النهاية.
تجدر الإشارة إلى أن حاملة الطائرات (CVN-75) ليست ضمن القوة البحرية الأمريكية المنتشرة حاليًا في الشرق الأوسط، إذ تخضع لعملية صيانة وتحديث شاملة في منشأة “نيوبورت نيوز” بولاية فيرجينيا.
الصور المتداولة: نيران حقيقية ولكن لحاملة مختلفة
في الأسابيع الأخيرة، انتشرت صورة أخرى على وسائل التواصل، زُعم أنها تُظهر أضرارًا لحقت بـ”هاري إس ترومان” إثر هجوم صاروخي. الصورة نُشرت لأول مرة على تيك توك يوم 21 مارس، ولاحقًا على منصة “دوين” الصينية، بحسب وكالة “فرانس برس”.
لكن على خلاف الصورة المفبركة السابقة، تُظهر هذه الصورة حاملة طائرات أمريكية حقيقية. ومع ذلك، فإنها لا تمت بأي صلة إلى النزاع الحالي.
الصورة تعود لحاملة الطائرات “يو إس إس إنتربرايز” (CVN-65)، التي تعرضت لحريق مدمّر في يناير 1969 بعد انفجار صاروخ من نوع “زوني”. أسفر الحادث عن مقتل 28 بحارًا وإصابة أكثر من 300 آخرين، كما دمرت 15 طائرة، وبلغت تكلفة الإصلاحات حينها 126 مليون دولار.
وبالرغم من إصلاحها وعودتها للخدمة، فقد أُخرجت “إنتربرايز” من الخدمة رسميًا عام 2017، وهي الآن في طور التفكيك.
اللافت أن الصورة سبق نشرها رسميًا عبر حساب معهد البحرية الأمريكية في الذكرى الـ55 للحادث، كما ظهرت على قناة اليوتيوب الخاصة بالبحرية الأمريكية عام 2014، ما يجعل من السهل التحقق من مصدرها الحقيقي.
لقراءة المادة من المصدر اضغط
هنا
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news