في زمن تثقل فيه الأحلام بقيود المجتمع، وتخفت فيه أصوات الموهبة تحت وطأة التقاليد، خرج مروان كامل، الشاب الشغوف بالفن والموسيقى، ليكسر حاجز الخوف ويعلن صراحةً عن موهبته في التلحين، معلنًا بداية رحلة غير تقليدية نحو ذاته.
لم ينتظر تصفيق أحد، ولم يستعر بوصلة التائهين؛ بل سار بخطى واثقة خلف نجم حلمه، متحديًا كل الأصوات المحبِطة. كان يقطع مسافات طويلة من قريته إلى قرية مجاورة ليتعلم العزف على آلة العود، متشبثًا بذلك الأمل الذي راوده يومًا وهو متكئ في ركن غرفته، يرسم لحلمه ملامح لم تكن يومًا بعيدة.
مروان لم يكتفِ بالتعلم الذاتي، بل حصل على منحة للدراسة في مصر، وهناك، صقل موهبته وتعلّم الموسيقى أكاديميًا. ومع الوقت، أتقن العزف وتجاوز كل العقبات التي حاولت أوهام المستحيل أن تضعها في طريقه.
عرفت مروان كامل منذ سنوات طويلة، شاب خجول، صادق مع نفسه والآخرين، متواضع، ذكي، وشفاف حد النقاء. في نظري، هو “أحمد فؤاد نجم اليمني”، مع اختلاف الزمن والمجال. كليهما صدح بصوت الناس، وتحدث بلغتهم، وكسب قلوبهم لا بقوة الكلمة فحسب، بل بصدقها وعمقها.
لم يبنِ مروان مجده على ضوضاء المنصات، بل على صفحته الشخصية في فيسبوك، من خلال منشوراته التي تعكس بساطته وثقافته. أحبه الناس، وتعلّقوا به، حتى أن البعض حسبه رمزًا يجب أن يُتَّبع. كل من عرفه، سواء في الواقع أو في العالم الافتراضي، يدرك تمامًا أنه لا يتكلف ولا يتملق، ولا يتاجر بمبادئه.
لسنا هنا بصدد تقييم مروان كموسيقي محترف أو هاوٍ مبتدئ، فهذه ليست مسابقة للمواهب. نحن نتحدث عن شخص يُشبهنا، يُعبّر عن أحلامنا، يُجسد ما نؤمن به. هو امتداد لتلك الأحلام البسيطة التي من حقنا أن نعيشها، ومرآة تعكس طموحاتنا وصدقنا حين نختار أن نعيش بشغف.
مروان كامل هو انتصار صغير في وجه يأسٍ كبير. هو الترجمة الحيّة لتلك المقولة التي لطالما رددناها بصوت خافت:
“ومن يتهيب صعود الجبال… يعش أبد الدهر بين الحفر”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news