أكاديمي بيئي يفسر لـ”يمن ديلي نيوز” أسباب المد البحري ببعض السواحل اليمنية

يمن ديلي نيوز

: شهدت شواطئ مديرية ذو باب وباب المندب غربي محافظة تعز (جنوب غرب اليمن) وأجزاء من عدن، خلال الأيام الماضية من هذا الأسبوع، مداً بحريًا وصفه سكان محليون بـ”الشديد والمفاجئ”.

المد البحري تسبب في غمر منازل ومنشآت ساحلية وجرف قوارب الصيادين، وأثار حالة من الهلع والذعر في صفوف المواطنين، الأمر الذي دفع السلطات المحلية إلى إطلاق نداءات استغاثة عاجلة.

يقول الأكاديمي البيئي الدكتور عبدالغني جغمان لـ”يمن ديلي نيوز” إن التفسير العلمي الأكثر ترجيحًا لهذا الحدث هو المد الربيعي، وهي ظاهرة طبيعية ولا علاقة لها بما حدث في البحر الأبيض المتوسط من زلزال خفيف وصل إلى 4 بمقياس ريختر قبالة السواحل الليبية يوم الأحد الماضي.

وأوضح “جغمان” أن مثل هذه الحالات تحدث وفق توقيت فلكي دقيق، حيث يؤدي اصطفاف الأرض والقمر والشمس إلى ارتفاع قوي لمستوى البحر.

وتابع: “لا يكون المد الربيعي هو السبب الوحيد لهذا المد الكبير، بل توجد عوامل أخرى محتملة، مثل الرياح القوية واضطرابات التيارات البحرية، التي قد تكون ساهمت في تفاقم الظاهرة”.

وذكر أن المد الربيعي هو ارتفاع غير عادي في مستوى المياه يحدث عندما تصطف الأرض والقمر والشمس في خط مستقيم، حيث يعزز ذلك قوة الجاذبية على مياه المحيطات والبحار، ويؤدي إلى أقصى ارتفاع للمد وأدنى انخفاض للجزر خلال الشهر القمري.

ويشير “جغمان” إلى أن المد يحدث مرتين كل شهر، أي عندما يكون القمر بين الأرض والشمس (القمر الجديد)، وعندما تكون الأرض بين الشمس والقمر (البدر).

وقال إن التوقيت الفلكي الذي وقع فيه المد كان مثالياً لحدوث المد الربيعي، حيث وصل ذروته خلال يومي 30 و31 مارس، وهو ما يتماشى مع وقت وقوع الحدث.

إضافة إلى ما سبق، تقع مديرية ذو باب جغرافياً قرب مضيق باب المندب، وهو ممر مائي ضيق يربط البحر الأحمر بخليج عدن، مما يزيد من حركة المد والجزر. وتعتبر منطقة منخفضة ذات بنية تحتية ساحلية محدودة، مما يجعلها أكثر عرضة للغمر.

يقول البيئي جغمان: “لا يمكن استبعاد تأثير الرياح القوية والتيارات البحرية غير المعتادة، التي قد تكون دفعت المياه نحو الساحل، مما زاد من شدة المد”.

وأوضح أن السكان في ذو باب بحاجة إلى مساعدات عاجلة، حيث تسببت الفيضانات في خسائر مادية جسيمة وأثرت بشكل مباشر على معيشة الصيادين.

وشدد على ضرورة تعزيز البنية التحتية الساحلية، كحواجز حماية، قال إنها ستساعد في تقليل تأثير هذه الظواهر مستقبلًا.

كما شدد على ضرورة تحسين مراقبة المد والجزر عبر محطات قياس متطورة لضمان تحذيرات مبكرة قبل وقوع أحداث مماثلة.

مرتبط

الوسوم

مديرية ذوباب

أسباب المد البحري

المد البحري

باب المندب

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط