العربي نيوز:
اعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، اعادة مشيخات وامارات وسلطنات جنوب اليمن التي انشأتها بريطانيا لضمان دوام احتلالها عدن وجنوب اليمن 128 عاما، عبر تشكيله ما سماه "مجلس شيوخ الجنوب العربي"، من احفاد سلاطين وامراء المشيخات والسلطنات الموالين لـ "الانتقالي" وسعيه لفصل جنوب اليمن في "دولة الجنوب الفيدرالية".
ونشر الموقع الالكتروني لـ "الانتقالي الجنوبي"، قرار رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي، بـما سماه "تشكيل اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب العربي" وتكليفها بـ "التواصل مع كافة السلاطين والمشايخ في الداخل والخارج وإشراكهم في التحضير لتشكيل الهيئات التنظيمية لمجلس شيوخ الجنوب العربي" وأن "لا يتعدى قوام الهيئة المركزية للمجلس 121".
ونص القرار على أن "تكون الهيئة التنفيذية للمجلس بقوام 15 عضوًا" في اشارة إلى اعادة 15 سلطنة ومشيخة وإمارة من اصل (23) سلطنة ومشيخة وإمارة اسستها سلطات الاحتلال البريطاني ووقعت معها معاهدات "استشارة وحماية"، تتضمن مشاهرات (رواتب) لحكامها وأولاد اولادهم، قبل ان توحدهم في ما سمته "دولة الجنوب العربي" التي اسقطتها ثورة "14 اكتوبر".
وفقا للقرار فقد عَيَّن "الشيخ/ علي عبدالله سالم الكثيري - رئيساً للجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب العربي، ومشرفا على أعمالها". وتعيين 23 عضوا في "اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب العربي" معظمهم من احفاد سلاطين وامراء وشيوخ سلطنات وامارات ومشيخات الجنوب، وجرى تعيينهم في وقت سابق أعضاء بهيئة رئاسة "المجلس الانتقالي الجنوبي".
ضمت اللجنة عضوية "السلطان/عبدالله عيسى علي آل عفرار. الشيخ/ عبدالرب أحمد أبوبكر النقيب. الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن علي الجفري. الشيخ/ عبدالرحمن جلال عبدالقوي محمد شاهر. الأمير/ علي شيخ الكازمي العولقي. الأمير/ عبدالعالم عبدالقوي محمد عمر الأميري. الأمير/ صالح غالب عوض القعيطي. الأمير/ فايز علي محمد الواحدي".
كما ضمت اللجنة عضوية: "الشيخ/ مهيب سيف محمد الأحمدي. الأمير/ محمد فيصل سرور الحوشبي. الشريف/ ماهر فضل صالح الهبيلي. السلطان/ محسن فضل علي العبدلي. السلطان / حسن طلال بن عبدالله بن جعفر الكثيري. السلطان/ إسكندر بن حمود بن محمد آل هرهرة. الشيخ / محمود علي عاطف الكلدي. الشيخ / خالد محمد عمر الكثيري".
ونص القرار على ان تضم عضوية اللجنة التحضيرية لمجلس حكام دويلات الجنوب: "المقدم/ عمر سعيد باشقار بارشيد. الدكتور/ مهدي حسين جعبل الفضلي. الشيخ/ أبو بكر فريد بن أبو بكر العولقي. الشيخ/ علي محمد الكومدي الزويدي. الشيخ / محمد سعد الصويفي بلحاف. الشيخ/ علي عيسى أحمد عبدالله بن عفرار، وفضل محمد ناجي مثنى، مقرراً للجنة".
لكن قرار الزُبيدي اكد على وصاية "المجلس الانتقالي الجنوبي" على "دولة الجنوب الفيدرالية" وعلى "مجلس شيوخ الجنوب"، بتكليفه اللجنة بـ "وضع لائحة تنظيمية لمجلس شيوخ الجنوب العربي تتضمن الهيكل التنظيمي والمهام والإختصاصات على النحو الذي يحدد البناء التنظيمي للمجلس ومهام كل منها وعلاقتها بهيئات المجلس الانتقالي الجنوبي".
شاهد .. الانتقالي يعيد سلطنات ومشيخات الجنوب
ويصر "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، على استكمال سيطرة مليشياته على المحافظات الجنوبية، واستمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن جنوب البلاد، الخاضعة لسيطرتها منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية وانهيار العملة المحلية، في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل:
غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
دأبت مليشيا "الانتقالي" على تكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات وقمعهم بالقوة وتنفيذ مئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات للآلاف في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها، من السجون الخاصة.
وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
كما أطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news