الحلقة الثامنة والعشرون: المستشرقون واليمن: “بيرخ” مبتعث هولندا لدراسة حضارم شرق آسيا

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 66 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الحلقة الثامنة والعشرون: المستشرقون واليمن: “بيرخ” مبتعث هولندا لدراسة حضارم شرق آسيا

أعد الحلقة لـ”يمن ديلي نيوز” محمد العاشي:

كلفت السلطات الهولندية الباحث “فان دن بيرخ” عام 1881 بدراسة النشاط الديني والتجاري للحضارم في الجزر الإندونيسية، فنشر نتائج أبحاثه في كتابه “حضرموت والمستعمرات العربية في الأرخبيل الهندي” عام 1886.

وبعد مغادرته باتافيا عام 1889، خلفه المستشرق سنوك هورجرونيه، الذي استخدم سياسة “التحريش” لإثارة الصراعات بين المهاجرين الحضارم، مما ساهم في تشويه صورة العرب والمسلمين هناك.

وفي عام 1931، أوفد تلميذه دانيال فان دير ميولن إلى حضرموت لاستكمال الدراسات حول أصول المهاجرين الحضارم الذين شكلوا جزءاً من الرعايا الهولنديين في المستعمرات.

قال الدكتور مسعود عمشوش إن المستشرق الهولندي فان دن بيرخ يعد من أبرز من كتبوا عن حضرموت رغم أنه لم يزرها قط، معتمدًا على شهادات المهاجرين الحضارم في جزر الهند الهولندية.

وقد كلفه الحاكم العام في باتافيا عام 1881 بإعداد دراسة عن العرب المقيمين هناك، فنشر عام 1886 كتابه “حضرموت والمستعمرات العربية في الأرخبيل الهندي”.

خصص جزءه الأول لوصف حضرموت التي كانت مجهولةً للأوروبيين آنذاك، بينما تناول الجزء الثاني الجاليات الحضرمية في الأرخبيل، وتأثيراتها الاقتصادية والسياسية، وحياتها الاجتماعية.

وظل كتابه مرجعاً رئيسياً حول حضرموت والمهاجرين الحضارم، واعتمد عليه العديد من الرحالة، وقد تُرجم بالكامل إلى العربية عام 2020.

يعد كتاب “حضرموت والمستوطنات العربية في الأرخبيل الهندي” للمستشرق الهولندي فان دن بيرخ، الصادر عام 1886 والمترجم إلى العربية عام 2006 بواسطة الدكتور مسعود عمشوش، واحداً من الكتب التي سلطت الضوء على الهجرات الحضرمية إلى الأرخبيل الهندي، ورصدت خصائص المهاجرين الحضارم وتأثيرهم في المجتمعات المحلية.

ورغم أن المؤلف لم يحرص على الدقة والموضوعية في بعض جوانب الكتاب، إلا أنه يحتوي على صفحات تستحق الاطلاع لما تقدمه من معلومات تاريخية واجتماعية مهمة حول حياة العرب في المهجر.

نظرة تفصيلية

يتألف الكتاب من ثمانية فصول، تبدأ بفصل “نشأة المستوطنات العربية وواقعها اليوم”، متبوعاً بفصل “طباع المهاجرين الحضارم في الأرخبيل الهندي”، ثم “مصادر دخل العرب في الأرخبيل الهندي”، ويليه فصل “الدين والتعليم”.

أما الفصل الخامس، فيحمل عنوان “المواقف والتطلعات السياسية للعرب الحضارم في الأرخبيل الهندي”، بينما يتناول الفصل السادس الفروقَ بين العرب في الأرخبيل الهندي والعرب في حضرموت.

ويخصص الفصل السابع لدراسة “تأثير الحضارم في السكان المحليين”، قبل أن يختم الكتاب بالفصل الثامن حول “اندماج المولدين الحضارم في الأرخبيل الهندي”.

الهجرة الحضرمية

في مقدمة الكتاب، يشير فان دن بيرخ إلى أن “جميع العرب المستقرين اليوم في الأرخبيل الهندي تقريباً ينحدرون من أصل حضرمي”، موضحاً أن القادمين من مسقط والحجاز ومصر وسواحل شرق أفريقيا ومناطق أخرى في اليمن كانوا قلة نادرة، ومن يستقر منهم يندمج سريعاً مع الجالية الحضرمية التي تشكل غالبية العرب هناك.

يصف المؤلف رحلة السفر الطويلة التي كانت تستغرق عدة أشهر، حيث يبحر المهاجر من المكلا أو الشحر باتجاه مومباي، ومنها إلى سيلان، ثم إلى آتشيه أو سنغافورة، مُستخدماً المراكب الشراعية التي كانت الوسيلة الأكثر شيوعًا.

أما الأثرياء فكانوا يفضلون السفر بالسفن الأوروبية عبر عدن وصولاً إلى سنغافورة مباشرةً.

وألقى فان دن بيرخ الضوء على ثقافة المال لدى العرب الحضارم، مشيراً إلى أنهم يتسمون بالحكمة المالية والتوفير، مما يضمن لهم مستوى معيشياً مستقراً.

يؤكد أن الحضارم لا ينسون ذويهم في حضرموت، حيث يرسلون لهم الأموال، وحين لا تكون هناك حاجة لدعم العائلة، يتبرعون للمساجد والمدارس والمؤسسات الخيرية والدينية.

ورصد المؤلف احترام الحضارم للعلم والدين، لافتًا إلى أن العلماء يحظون بمكانة مرموقة، حتى إن التجار ورؤساء الجالية يخاطبون عالمًا فقيرًا بتقدير كبير، يتجاوز مجرد الاحترام المعنوي.

كما يشير إلى انخفاض نسبة الجريمة بين العرب، مستشهداً بشهادة أحد القضاة الهولنديين، الذي أكد أنه خلال 12 عامًا من عمله لم يمثل أمامه سوى عربي واحد في قضايا جنائية.

تغريب الحضارم

وكغيره من المستشرقين الذين يحملون هدف “تغريب” المجتمع العربي رأى فان دي بيرخ أن عزوف الحضارم عن الاختلاط بالأوروبيين ورفضهم إرسال أبنائهم إلى المدارس الأجنبية “سلبية”.

وفي المقابل أشار إلى امتلاكهم نوادياً اجتماعية تهتم بالأنشطة الثقافية والرياضية دون الانخراط في القمار.

تجارة العرب الحضارم

ويتناول الفصل الثالث طبيعة تجارة العرب، موضحًا أنهم كانوا جزءًا من شبكة تجارية قوية، تضم الحضارم والصينيين، حيث يعملون كوكلاء تجاريين يشترون البضائع بالجملة من الشركات الأوروبية ويعيدون توزيعها في الأسواق المحلية.

كما يقدم كتاب “حضرموت والمستوطنات العربية في الأرخبيل الهندي” نظرةً معمقةً على الهجرة الحضرمية، موثقًا جوانبَ اقتصادية واجتماعية وسياسية لهذه الظاهرة.

ورغم الانتقادات الموجهة للمؤلف فيما يتعلق بعدم دقته في بعض الجوانب، إلا أن الكتاب يظل مرجعًا مهمًا لفهم تاريخ العرب في المهجر، وتأثيرهم في المجتمعات التي استقروا بها.

المراجع:

– كتاب “حضرموت والمستوطنات العربية في الأرخبيل الهندي”

– الموسوعة الحرة.

 

 سلسلة حلقات “المستشرقون واليمن”:

الحلقة الأولى: الألماني “نيبور” ورحلته إلى البلاد التي تحكمها التوازنات

الحلقة الثانية: “هاليفي” في رحلة استكشاف تاريخ اليمن تحت عباءة التسول

الحلقة الثالثة: رحلة البريطاني “برتون” إلى أرض النقوش والعادات الفريدة

الحلقة الرابعة: “ثيسيجر” الذي وجد أن السعادة الحقيقية في قلب الصحراء

الحلقة الخامسة: فيلبي “الحاج عبدالله” الذي ساهم في رسم ملامح الجزيرة العربية واليمن

الحلقة السادسة: “جلازير” النمساوي الذي ارتدى ثوب “التشيع” لنهب آثار اليمن

الحلقة السابعة: “مانزوني” في رحلة تكشف تطور صنعاء قبل عودة الإمامة إليها

الحلقة الثامنة: “فريا ستارك” في مهمة الاستكشاف والتجسس لصالح بريطانيا

الحلقة التاسعة: “جورج كولان” رحلة دبلوماسية واكتشاف اللهجات اليمنية

الحلقة العاشرة: الألماني “هولفريتز” في رحلة إلى اليمن من الباب الخلفي

الحلقة الحادية عشرة: الفرنسي “نيزان” والوجه المظلم للاحتلال البريطاني في عدن

الحلقة الثانية عشرة: “فيليبس” على رأس بعثة أمريكية إلى جوهرة الصحراء “مأرب

الحلقة الثالثة عشرة: رحلة ماكنتوش لتعلم “العربية” في البلد الأقرب للفصحى

الحلقة الرابعة عشرة: الألماني “بورخارت” الذي قاده شغفه باليمن إلى مقتله

الحلقة الخامسة عشرة: الألماني “هيرش” أول غربي يزور شبام حضرموت

الحلقة السادسة عشرة: “روبرت سرجنت” في مهمة دراسة الثقافة اليمنية

الحلقة لسابعة عشرة: جورج وايمان بري “جاسوس” بريطاني بعباءة مستكشف

الحلقة الثامنة عشر: رحلة الفرنسي “جان جاك بيربي” في البلاد المعزولة

الحلقة التاسعة عشرة: الألماني “سيتزن”: اكتشف اليمن ولم تُكتشف وفاته الغامضة في تعز

الحلقة العشرون: “لانجر”: مهمة علمية انتهت بترحيل 22 نقشاً حميرياً إلى فيينا

الحلقة الحادية والعشرون:“فارتيما”.. أقدم قصة تجسس لصالح البرتغال في اليمن

الحلقة الثانية والعشرون: القنصل الفرنسي “أرنو” الذي أصبح باحث آثار في مأرب

الحلقة الثالثة والعشرون: “انجرامز” ومهمة تثبيت أقدام بريطانيا في حضرموت

الحلقة الرابعة والعشرون: الفرنسي “روبن”: أبرهة حميري وليس حبشي

الحلقة الخامسة والعشرون: القنصل الهولندي “ميولن” في مهمة استكشاف حضرموت

الحلقة السادس والعشرون: الروسي “بيوتروفسكي”: الإرث الحضاري اليمني ليس ملكاً للعرب فقط

الحلقة السابعة والعشرون: الألماني “أورت” المتخصص في الأدب اليمني

مرتبط

الوسوم

المستشرقون واليمن

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

يضم الكيانات الاستخباراتية لكافة الأطراف.. “رشاد العليمي” يعين رئيسًا ونائبًا لجهاز أمن الدولة بعد عامين من قرار إنشائه

بران برس | 469 قراءة 

بعد وصول (300) مركبة عسكرية.. بيان ناري من قبائل حضرموت يؤكد اقتراب المحافظة من السيناريوهات (المؤلمة)!!

موقع الأول | 452 قراءة 

قبيل ساعات من امر هام.. هل تنفجر الأوضاع عسكريا في محافظة حضرموت

كريتر سكاي | 336 قراءة 

آخر التطورات في حضرموت خلال 24 ساعة.. مؤشرات خطر تتصاعد بسرعة تؤكد انفجار عسكري وشيك!

موقع الأول | 281 قراءة 

عاجل: إغلاق البيت الأبيض وإطلاق النار بمحيطه وسقوط إصابات وإعلان بشأن ترامب

المشهد اليمني | 250 قراءة 

بيان ناري بعد وصول 300 مدرعة..تحذيرات قبلية من انفجار الأوضاع في حضرموت وسط تحركات عسكرية واسعة

يني يمن | 228 قراءة 

ما الذي حدث في بنك الكريمي؟!.. تفاصيل حادثة نادرة!!

موقع الأول | 216 قراءة 

أين كان (ترامب) عند الهجوم المسلح بقرب البيت الأبيض؟!.. التفاصيل الكاملة

موقع الأول | 212 قراءة 

عن حضرموت... هذا رأينا بصراحة،وإن غضب البعض!

موقع الأول | 203 قراءة 

اغتيال العامري جنوب صنعاء

نافذة اليمن | 199 قراءة