قصة صحفية “يمن ديلي نيوز”:
في مخيم النازحين بالجفينة بمحافظة مأرب (شمال شرقي اليمن حيث تتداخل خيوط معاناة النزوح مع الأمل، يبرز اسم الحافظ محمد بن مجاهد البحري، الذي لا يتجاوز عمره 11 عامًا.
يقف محمد بجدارة، متقدمًا صفوف المصلين في مسجد الإحسان بالمخيم، ليؤمهم في صلاة التراويح خلال شهر رمضان الحالي.
ورغم صغر سنه، أثبت محمد براعته في تلاوة القرآن وإمامة المصلين بثقة لافتة، بعدما اكتشف المصلون موهبته في الحفظ وطلبوا منه التقدم بهم لأول مرة في حياته.
لم يشعر محمد بالخوف أو التردد، بل أدى الصلاة بصوت خاشع وأداء متقن أثَّر في قلوب المصلين.
بدأت رحلة محمد مع القرآن الكريم عندما كان في التاسعة من عمره، حيث التحق بحلقات التحفيظ في مسجد الإحسان، ثم واصل مسيرته في مركز الفردوس لتعليم القرآن الكريم بمخيم النازحين في الجفينة.
وكان والداه وأساتذته هم الداعمين الرئيسيين له في هذا الطريق المبارك. يفتخر محمد بأنه ختم القرآن الكريم في المركز، لتكون تلك اللحظة نقطة تحول في حياته.
يسرد محمد لـ “يمن ديلي نيوز” تفاصيل يومه، حيث يقضي أوقاته بين الدراسة في الصف الثامن بمدرسة الثورة بالمخيم، والاستذكار والمراجعة في المنزل.
يقول: “أحب أن أبدأ يومي بالذهاب إلى الحلقة، حيث أستمع إلى توجيهات أستاذي، وأتعلم وأتلقن المزيد عن كتاب الله.”
رغم الظروف الصعبة التي عاشها بعد نزوح عائلته من مديرية عتمة إلى مأرب في عام 2018 فرارا من بطش الحوثيين كما يقول لم يتوانَ محمد عن السعي لتحقيق أحلامه.
يوضح طموحاته قائلًا: “أريد أن أكون طبيباً، بإذن الله، حتى أستطيع خدمة مجتمعي.”
لم ينس محمد أن يوجه رسالة عبر “يمن ديلي نيوز” إلى جماعة الحوثي التي دمرت مراكز التحفيظ واختطفت المدرسين، قائلاً : “أدعو الحوثيين إلى أن يعودوا إلى رشدهم، ويسلموا أسلحتهم للحكومة الشرعية. وإن لم يفعلوا، فإن الجيش الوطني لهم بالمرصاد.”
وجه محمد رسالة إلى أقرانه قائلًا: “أوجه كلمتي للأطفال والشباب، ليتسارعوا في الالتحاق بالحلقات لتعلم كتاب الله وسنة رسوله، بالإضافة إلى الاجتهاد في الدراسة. ولا أنسى أن أشكر كل من دعم مراكز التحفيظ، فهم دعائم هذا النجاح.”
تتجسد قصة محمد بن مجاهد البحري في أبهى صورها، حيث يمتزج بين الطفولة البريئة والالتزام الديني، ليضيء درب الأمل في وقت صعب، ويثبت أن الإيمان والأمن والحرية يمكن أن تتحد لتصنع عجائب في أحلك الظروف.
مرتبط
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news