التفاؤل.. كما هو في عقل وفكر أحمد النعمان

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 47 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
التفاؤل.. كما هو في عقل وفكر أحمد النعمان

التفاؤل ليس أن تقول وأنت في قمة الزهو والفرح والسعادة “الانتصار”، نثرًا وشعرًا يجسدان هذا المعنى.

بل التفاؤل هو أن تعيش التفاؤل وتكتبه وأنت محاصر بواقع بائس وكئيب، ومن قلب جحيم ذلك الواقع العفن في ذروة انحطاطه، تقول وتكتب كلمات وأفكارًا ومفاهيم لها معنى، لها صلة بالتفاؤل، وتحرض وتشجع عليه. كتابات تكسر من خلالها حدة انحطاط الواقع بحالة من إرادة الفكر وتفاؤل الإرادة، تتجاوز فيها ومن خلالها حالة تشاؤم الفكر وبؤس الواقع، حسب تعبير هيجل، ومن بعده أنطونيو غرامشي. وهو قطعًا تفاؤل عظيم.

على أن الأجمل هو أن تواجه السجن والموت إعدامًا في واقع قروسطيٍّ إماميٍّ لا بصيص فيه للنور والأمل، بل وتحيا في انتظار الموت في كل لحظة، وما تزال متمسكًا بإرادة الحياة.. إرادة التفاؤل الجميل في نفسك وفكرك.

وهو ما كانه أحمد النعمان في سرديته الكفاحية التاريخية حتى لحظة رحيله النبيل.

وحول هذا المعنى من التفاؤل، ما كتبه أحمد النعمان بلغة بسيطة، سهلة ممتنعة، وممتعة في الوقت نفسه، حين كتب عدة كلمات لا تتجاوز سطرًا واحدًا: “لا شك أن الفشل هو سلم النجاح إذا واصل المرء كفاحه ونضاله ولم يستسلم لليأس.”

لأن الإنسان لا يتعلم إلا من تجاربه الفاشلة. عدم النجاح حين لا يقودك إلى الانكسار والإحباط يعني أن مساحة التفاؤل في داخلك أكبر وأعمق، ومن هنا القدرة على تحويل الانكسار واليأس إلى حالة حركة تقدم للأمام.

هذا هو أحمد محمد نعمان، العقل التنويري في تاريخ اليمن المعاصر، وقوله السالف يعكس الوعي العميق بمعنى الحياة، في جدله الخلَّاق بالفكر وبالواقع وبالتاريخ، وبدور الإنسان التغييري في التاريخ. ونصه الفكري القصير السابق يدل على قدرة فائقة، ليس على الاقتصاد في اللغة فحسب، بل على تكثيف تقديم الفكرة بصورة تجمع بين بساطة بلاغة القول وصرامة الفكرة وواقعيتها.

إنها الخبرة والتجربة الواعية بالواقع والفكر والتاريخ.

وهنا يحضرني ما كتبه المؤلف والناقد المسرحي سعد الله ونوس في يوم المسرح العالمي 27 مارس 1996م: “إننا محكومون بالأمل، وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ.” فقد مهد النعمان ورفاقه الأحرار لبداية تاريخ جديد، من واقع تاريخ آفل.. تاريخ منتهٍ صلاحيته، هو حقًا “نهاية التاريخ”.

فقد عبر وجسد النعمان ورفاقه بحركتهم الدستورية والتنويرية ميلاد عالم جديد، في صورة الثورة اليمنية، باعتبارها بداية لتاريخ سياسي اجتماعي جديد.

كان التفاؤل العظيم الكامن والراسخ في عقولهم/عقله هو الأساس لكل ذلك، ضمن صيرورة تفاعل تاريخية لم تتوقف حركتها باتجاه المستقبل، وهو ما كان حتى لحظة رحيله في منفاه السويسري.

رحمة الله تغشى أحمد النعمان وسعد الله ونوس، المتفائلين العظيمين.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

صنعاء تحت النار: اتهامات بالخيانة تشعل صراع الأجنحة

المرصد برس | 983 قراءة 

الإصلاح يقلب الطاولة: عرض مفاجئ لتقاسم السلطة مع الحوثيين

مساحة نت | 827 قراءة 

اختطاف أعلى مرجعية قبلية في اليمن وإيداعه السجن

المشهد اليمني | 818 قراءة 

وردنا الآن.. حكومة صنعاء توجه برفع جاهزية جميع وزارات ومؤسسات الدولة .. والسبب

اليمن السعيد | 773 قراءة 

موقع صحفي مصري يكشف عن رشوة عرضها علي عبدالله صالح على حسني مبارك

عدن تايم | 738 قراءة 

مصدر: مقتل قيادات وخبراء صواريخ بغارات أمريكية على صنعاء (الأسماء)

المشهد اليمني | 719 قراءة 

عاجل : الرئيس الزُبيدي يوجه بعودة جميع وزراء المجلس المتواجدين في الخارج إلى العاصمة عدن بشكل فوري

صوت العاصمة | 698 قراءة 

قصف عنيف وانفجارات مدوية في صنعاء

بوابتي | 671 قراءة 

اسماء .. مصرع 9 قيـ.ـادات حوثـ.ـية بينهم خبراء صـ.ـواريخ في غـ.ـارة أمريكـ.ـية بصنعاء

صوت العاصمة | 630 قراءة 

انقلاب مفاجئ لأسعار الصرف في عدن وصنعاء ومأرب اليوم.. تحديث مباشر

مساحة نت | 627 قراءة