التفاؤل.. كما هو في عقل وفكر أحمد النعمان

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 60 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
التفاؤل.. كما هو في عقل وفكر أحمد النعمان

التفاؤل ليس أن تقول وأنت في قمة الزهو والفرح والسعادة “الانتصار”، نثرًا وشعرًا يجسدان هذا المعنى.

بل التفاؤل هو أن تعيش التفاؤل وتكتبه وأنت محاصر بواقع بائس وكئيب، ومن قلب جحيم ذلك الواقع العفن في ذروة انحطاطه، تقول وتكتب كلمات وأفكارًا ومفاهيم لها معنى، لها صلة بالتفاؤل، وتحرض وتشجع عليه. كتابات تكسر من خلالها حدة انحطاط الواقع بحالة من إرادة الفكر وتفاؤل الإرادة، تتجاوز فيها ومن خلالها حالة تشاؤم الفكر وبؤس الواقع، حسب تعبير هيجل، ومن بعده أنطونيو غرامشي. وهو قطعًا تفاؤل عظيم.

على أن الأجمل هو أن تواجه السجن والموت إعدامًا في واقع قروسطيٍّ إماميٍّ لا بصيص فيه للنور والأمل، بل وتحيا في انتظار الموت في كل لحظة، وما تزال متمسكًا بإرادة الحياة.. إرادة التفاؤل الجميل في نفسك وفكرك.

وهو ما كانه أحمد النعمان في سرديته الكفاحية التاريخية حتى لحظة رحيله النبيل.

وحول هذا المعنى من التفاؤل، ما كتبه أحمد النعمان بلغة بسيطة، سهلة ممتنعة، وممتعة في الوقت نفسه، حين كتب عدة كلمات لا تتجاوز سطرًا واحدًا: “لا شك أن الفشل هو سلم النجاح إذا واصل المرء كفاحه ونضاله ولم يستسلم لليأس.”

لأن الإنسان لا يتعلم إلا من تجاربه الفاشلة. عدم النجاح حين لا يقودك إلى الانكسار والإحباط يعني أن مساحة التفاؤل في داخلك أكبر وأعمق، ومن هنا القدرة على تحويل الانكسار واليأس إلى حالة حركة تقدم للأمام.

هذا هو أحمد محمد نعمان، العقل التنويري في تاريخ اليمن المعاصر، وقوله السالف يعكس الوعي العميق بمعنى الحياة، في جدله الخلَّاق بالفكر وبالواقع وبالتاريخ، وبدور الإنسان التغييري في التاريخ. ونصه الفكري القصير السابق يدل على قدرة فائقة، ليس على الاقتصاد في اللغة فحسب، بل على تكثيف تقديم الفكرة بصورة تجمع بين بساطة بلاغة القول وصرامة الفكرة وواقعيتها.

إنها الخبرة والتجربة الواعية بالواقع والفكر والتاريخ.

وهنا يحضرني ما كتبه المؤلف والناقد المسرحي سعد الله ونوس في يوم المسرح العالمي 27 مارس 1996م: “إننا محكومون بالأمل، وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ.” فقد مهد النعمان ورفاقه الأحرار لبداية تاريخ جديد، من واقع تاريخ آفل.. تاريخ منتهٍ صلاحيته، هو حقًا “نهاية التاريخ”.

فقد عبر وجسد النعمان ورفاقه بحركتهم الدستورية والتنويرية ميلاد عالم جديد، في صورة الثورة اليمنية، باعتبارها بداية لتاريخ سياسي اجتماعي جديد.

كان التفاؤل العظيم الكامن والراسخ في عقولهم/عقله هو الأساس لكل ذلك، ضمن صيرورة تفاعل تاريخية لم تتوقف حركتها باتجاه المستقبل، وهو ما كان حتى لحظة رحيله في منفاه السويسري.

رحمة الله تغشى أحمد النعمان وسعد الله ونوس، المتفائلين العظيمين.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

سبب غير متوقع وراء اشتباكات مأرب العنيفة.. مصادر تكشف التفاصيل الصادمة!

نيوز لاين | 406 قراءة 

من ‎عدن إلى حضرموت.. سواحل الجنوب بانتظار الطوفان!

صوت العاصمة | 379 قراءة 

سبب غير متوقع وراء اشتباكات مأرب العنيفة.. مصادر تكشف التفاصيل الصادمة!

المرصد برس | 311 قراءة 

عاجل: طارق صالح يُبشّر اليمنيين ويُعلن عن خطوة مهمة طال انتظارها

جهينة يمن | 305 قراءة 

خبير اقتصادي يمني يخذر المواطنين من عمليه احتيال يقوم بها الصرافين بحق حولاتهم..تفاصيل مايحدث

المرصد برس | 298 قراءة 

ألفت الدبعي تؤدي صلاة العيد في قصر معاشيق.. حضور يلفت الأنظار

المرصد برس | 280 قراءة 

بأكثر من 8 لغات..شاب يمني يثير الإعجاب بتفوقه في الترجمة وخدمته للحجاج ويجذب انظار العالم!

نيوز لاين | 272 قراءة 

في تطور خطير..."إيلون ماسك" يؤيد عزل "ترامب" من منصبه رئيساً لأمريكا "شاهد"

جهينة يمن | 265 قراءة 

قرار أمريكي مفاجئ يعيد تشكيل المشهد اليمني ويؤثر على آلاف المواطنين

المرصد برس | 260 قراءة 

جريمة مروعة.. مختل عقليا يفتح النار على اسرته ويقتل ٥ منهم

كريتر سكاي | 232 قراءة