الحلقة السابعة والعشرون: المستشرقون واليمن.. الألماني “أورت” المتخصص في الأدب اليمني

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 23 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الحلقة السابعة والعشرون: المستشرقون واليمن.. الألماني “أورت” المتخصص في الأدب اليمني

أعد الحلقة لـ”يمن ديلي نيوز” محمد العياشي:

يعد الباحث والمترجم الألماني جونتر أورت أحد أبرز المستشرقين الذين اهتموا بدراسة الأدب اليمني، حيث عاش في اليمن وتعز لفترات طويلة، واستطاع أن يقدم مقاربة متماسكة في رؤيته للمشهد اليمني والعربي، مما جعله مرجعاً هاماً في هذا المجال.

حصل أورت على درجة الدكتوراه في الأدب اليمني، وألّف ثلاثة كتب هي:

– دراسة عن الأدب اليمني باللغة الألمانية

– ترجمة لنماذج من القصة القصيرة الحديثة في اليمن

– دراسة معمقة في نشأة القصة القصيرة اليمنية

كرّس أورت سنوات من حياته في البحث والتنقيب عن الأدب القصصي اليمني، حيث أمضى سنوات من العمل الميداني والبحث الأكاديمي رغم الصعوبات التي واجهها.

كانت دراسته الأكاديمية محطة فارقة في تسليط الضوء على الأدب اليمني في الأوساط الأكاديمية الألمانية والأوروبية

اهتمامه بالأدب اليمني

لم يكن اهتمامه نابعاً من دعم أكاديمي أو مؤسسة بحثية، بل كان بدافع شخصي نتيجة شغفه الثقافي وتأثره بالصور التي شاهدها عن اليمن.

بدأت رحلته البحثية عام 1991 بعد اقتراح من صديقه كريم ثابت، حيث اكتشف قلة المصادر عن الأدب اليمني في المكتبات الأوروبية، مما دفعه إلى السفر المتكرر إلى اليمن لجمع المعلومات من مصادرها الأصلية

رحلاته البحثية

بين 1991 و1996، زار أورت اليمن أكثر من عشر مرات متنقلًا بين اتحاد الأدباء اليمنيين، جامعة صنعاء، ومركز الدراسات والبحوث اليمني، بهدف جمع المواد الخاصة برسالته للدكتوراه، التي حصل عليها من جامعة برلين الحرة عام 1997.

خلال هذه الرحلات، واجه صعوبات كبيرة تمثلت في ندرة المصادر الموثقة حول الأدب القصصي اليمني، مما اضطره إلى مقابلة الأدباء شخصيًا للحصول على نسخ من أعمالهم، بل إن بعض الكتّاب لم يكونوا يمتلكون نسخًا من أعمالهم الخاصة.

التحديات التي واجهها

ندرة المصادر والمراجع، إذ لم تكن هناك قاعدة بيانات أو إرشيف متكامل للأعمال الأدبية اليمنية، كما لم يعثر في أوروبا على أستاذ متخصص في الأدب اليمني للإشراف على أطروحته في جامعة برلين الحرة.

ومن التحديات صعوبة الحصول على الكتب والمخطوطات، فلم تكن القصص اليمنية متوفرة في المكتبات الأوروبية، واضطر للبحث عنها في دور النشر، اتحاد الأدباء، الجامعات، وحتى لدى الكتاب أنفسهم.

إضافة إلى ذلك ضعف حركة الترجمة، فلم يكن الأدب العربي، بما في ذلك اليمني، يحظى باهتمام في أوروبا، باستثناء بعض الأسماء مثل نجيب محفوظ.

نشر الأدب اليمني

ورغم التحديات، نجح أورت في تقديم إضافات قيّمة إلى الدراسات الأدبية اليمنية، ومنها إعداد أول قائمة شاملة للأدب القصصي اليمني، والتي تُعد مرجعاً أساسياً للباحثين.

إصدار كتابه “دراسات في القصة القصيرة اليمنية” عبر اتحاد الأدباء اليمنيين، حيث قدّم تحليلات وترجمات لأهم القصص اليمنية.

الترويج للأدب اليمني في الأوساط الأكاديمية الألمانية، مما ساعد في زيادة الاهتمام به بين الباحثين الأوروبيين.

رؤيته للأدب اليمني

يعتقد أورت أن الأدب اليمني شهد تطوراً كبيراً خلال العقود الأخيرة، حيث أصبحت الرواية أكثر انتشاراً مقارنة بالقصة القصيرة التي كانت مهيمنة في الخمسينيات والستينيات.

كما لاحظ تكاتف الأدباء اليمنيين، وهو أمر نادر مقارنة بأوروبا، مما سهّل عليه البحث والتواصل معهم.

ويرى أن القصة اليمنية تعبّر بعمق عن قضايا الإنسان اليمني المعاصر، رغم أن ظهورها تأخر مقارنة بالأدب العربي في لبنان ومصر وسوريا بسبب العزلة التي عاشها اليمن لفترات طويلة.

لكن أورث تحدث عن ضعف حركة الترجمة للأدب اليمني والعربي، ما يحدّ من انتشاره عالمياً، إضافة إلى الصورة السلبية عن الشرق الأوسط في الإعلام الغربي، مما يقلل من اهتمام الأوروبيين بالأدب العربي.

ومما يحد من انتشاء الأدب اليمني الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن، التي تعيق التبادل الثقافي والترويج للأدب اليمني عالمياً.

العلاقات الثقافية

يؤمن أورت بوجود علاقات ثقافية قوية بين اليمن وألمانيا، حيث تلقت اليمن دعماً تنموياً ألمانياً منذ فترة طويلة.

ويرى أن جهوده البحثية جزءً من تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، كما أن دراساته تؤكد أهمية الاهتمام العالمي بالأدب العربي وضرورة تعزيز حركة الترجمة بين اللغات المختلفة لتقوية الحوار الثقافي بين الشعوب.

انطباعاته عن رحلاته

لم تكن زيارات جونتر أورت مجرد رحلات استكشافية، بل كانت مدفوعة بهدف أكاديمي واضح وهو البحث في القصة القصيرة اليمنية.

قرر السفر إلى اليمن أكثر من عشر مرات بين 1991 و1996 لجمع المواد البحثية، وحضر خلالها فعاليات ثقافية، والتقى بالأدباء، وبحث في المكتبات ودور النشر، لكنه واجه تحديات كبيرة بسبب غياب التوثيق الكافي للأدب اليمني

توصل أورث إلى أن اليمن بلد فريد ثقافياً وتاريخياً، حيث وصف اليمن بأنه “كنز من التاريخ والثقافة”، لما يمتلكه من إرث أدبي وفني غني لكنه غير مكتشف عالمياً.

كرم الضيافة اليمنية، حيث أشاد بحفاوة استقبال اليمنيين للزوار الأجانب، مما سهّل عليه التواصل مع الأدباء والمثقفين، إضافة إلى تكاتف الأدباء اليمنيين، وأنه شهد ازدهارا خاصة منذ تسعينات القرن الماضي.

دعا أورث إلى ضرورة تصحيح الصورة السائدة عن اليمن، إذ عبّر عن أسفه لأن صورة اليمن في الخارج تتأثر بالأحداث السياسية وحالات الاختطاف، مما يؤثر سلباً على السياحة والتبادل الثقافي.

أورث جسر ثقافي

يُعد جونتر أورت أحد أبرز الأسماء التي ساهمت في نشر الأدب اليمني عالمياً، حيث لعب دوراً محورياً في تصحيح الصورة النمطية عن اليمن، وتسليط الضوء على ثرائه الأدبي والتاريخي.

وبفضل جهوده، أصبح الأدب اليمني أكثر حضوراً في الأوساط الأكاديمية الأوروبية، مما يجعله جسراً ثقافياً حقيقياً بين اليمن وأوروبا.

المراجع:

– الموقع الالكتروني للباحث “جونتر أورث”

– حوار نشر معه في موقع المؤتمرنت 24مايو 2005

– الجزيرة نت

 

 سلسلة حلقات “المستشرقون واليمن”:

الحلقة الأولى: الألماني “نيبور” ورحلته إلى البلاد التي تحكمها التوازنات

الحلقة الثانية: “هاليفي” في رحلة استكشاف تاريخ اليمن تحت عباءة التسول

الحلقة الثالثة: رحلة البريطاني “برتون” إلى أرض النقوش والعادات الفريدة

الحلقة الرابعة: “ثيسيجر” الذي وجد أن السعادة الحقيقية في قلب الصحراء

الحلقة الخامسة: فيلبي “الحاج عبدالله” الذي ساهم في رسم ملامح الجزيرة العربية واليمن

الحلقة السادسة: “جلازير” النمساوي الذي ارتدى ثوب “التشيع” لنهب آثار اليمن

الحلقة السابعة: “مانزوني” في رحلة تكشف تطور صنعاء قبل عودة الإمامة إليها

الحلقة الثامنة: “فريا ستارك” في مهمة الاستكشاف والتجسس لصالح بريطانيا

الحلقة التاسعة: “جورج كولان” رحلة دبلوماسية واكتشاف اللهجات اليمنية

الحلقة العاشرة: الألماني “هولفريتز” في رحلة إلى اليمن من الباب الخلفي

الحلقة الحادية عشرة: الفرنسي “نيزان” والوجه المظلم للاحتلال البريطاني في عدن

الحلقة الثانية عشرة: “فيليبس” على رأس بعثة أمريكية إلى جوهرة الصحراء “مأرب

الحلقة الثالثة عشرة: رحلة ماكنتوش لتعلم “العربية” في البلد الأقرب للفصحى

الحلقة الرابعة عشرة: الألماني “بورخارت” الذي قاده شغفه باليمن إلى مقتله

الحلقة الخامسة عشرة: الألماني “هيرش” أول غربي يزور شبام حضرموت

الحلقة السادسة عشرة: “روبرت سرجنت” في مهمة دراسة الثقافة اليمنية

الحلقة لسابعة عشرة: جورج وايمان بري “جاسوس” بريطاني بعباءة مستكشف

الحلقة الثامنة عشر: رحلة الفرنسي “جان جاك بيربي” في البلاد المعزولة

الحلقة التاسعة عشرة: الألماني “سيتزن”: اكتشف اليمن ولم تُكتشف وفاته الغامضة في تعز

الحلقة العشرون: “لانجر”: مهمة علمية انتهت بترحيل 22 نقشاً حميرياً إلى فيينا

الحلقة الحادية والعشرون:“فارتيما”.. أقدم قصة تجسس لصالح البرتغال في اليمن

الحلقة الثانية والعشرون: القنصل الفرنسي “أرنو” الذي أصبح باحث آثار في مأرب

الحلقة الثالثة والعشرون: “انجرامز” ومهمة تثبيت أقدام بريطانيا في حضرموت

الحلقة الرابعة والعشرون: الفرنسي “روبن”: أبرهة حميري وليس حبشي

الوسوم

المستشرقون واليمن

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

صنعاء: توتر أمني والحوثيون يستنفرون ويطوقون المستشفى العسكري

المشهد اليمني | 841 قراءة 

اندلاع معركة شرسة صبيحة ثاني ايام العيد

كريتر سكاي | 658 قراءة 

فيديو مهيب لقوات الجيش اليمني في ”محور مران” بصعدة

المرصد برس | 591 قراءة 

غارات أمريكية تستهدف مواقع الحوثيين في مناطق التماس بمحافظة مأرب لاول مرة

المرصد برس | 408 قراءة 

حضرموت.. سائق شاحنة باكستاني يهدي أطفال الديس الشرقية هدية عيدية

موقع الجنوب اليمني | 352 قراءة 

غارة أمريكية تستهدف اجتماعًا سريًا .. مقتل 20 قياديًا حوثيًا في ضربات على مديرية ساقين (تفاصيل)

المشهد اليمني | 345 قراءة 

شاهد.. مهبط سري للطائرات في ميون تعجيلا بزوال الحوثي

أنباء عدن | 345 قراءة 

الحوثي يصادر على المسافرين من صنعاء الكومبيوترات والجوالات والكاميرات

المرصد برس | 343 قراءة 

الرئيس السوري أحمد الشرع يقبل يد والده في قصر الشعب بمناسبة عيد الفطر - (فيديو)

بوابتي | 332 قراءة 

كندا و3 دول أوروبية تسمح لليمنيين بالهجرة بتأشيرة مجانية

المشهد اليمني | 312 قراءة