أمين الوائلي.. قائد حميري حمل راية الجمهورية حتى الشهادة

     
البلاد الآن             عدد المشاهدات : 177 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أمين الوائلي.. قائد حميري حمل راية الجمهورية حتى الشهادة

كتب| محمد العياشي

تكتب سيرة اللواء الركن أمين عبدالله الوائلي بحروف من نار وإباء. نور يطارد ظلمة الكهوف، هو قائد جمع بين بسالة المجاهدين وفلسفة العرفاء، فحارب بجسد أضناه السرطان، وروح أذابت صخور العصاة. إنه ابن سبتمبر الثائر، الذي رأى النور عام 1962، عام الثورة السبتمبرية الخالدة، ليكمل مسيرة التحرر من كهنوت الاستبداد، ويحمل سيف الجمهورية حتى آخر نفس.

وُلد الوائلي في زمن الثورة، حين كانت اليمن تنادي بفجر جديد. تربى في أحضان الأرض الحميرية العتيقة، التي ورثت عبق المجد التليد وصلابة الجبال. تلقى علم العسكرية فأتقن فن القيادة بعقل استراتيجي وقلب متواضع. لم يكن جنديا عاديا، بل كان “فارس الجمهورية”، يجسد حب الوطن في كل طلقة وخطوة.

مقاتل السرطانين.. حين ينتصر الإرادة على الموت، والوائلي شغل نفسه بحق أعظم: حماية الوطن. حارب سرطان الجسد بصبر الأولياء، وسرطان الانقلاب الحوثي بأسود. كان يردد: “ليس لليمني عذر إن قعد.. فالوطن أم تنادي بالفداء”. فصمد أمام آلام العلاج، وقاد المعارك من على كرسي القيادة، كأنه يلقي درسًا في “الخلود المؤجل”.

خاض الوائلي معارك التحرير كخطوات سالك نحو الحق. من جبال صعدة المتمردة إلى سهول الجوف الغاضبة، وصولا إلى مأرب، الحاضنة التاريخية لقصص الصمود. في كل جبهة كان يذكر الجنود بكلمات الرفاعي: “الشجاعة لغة الروح حين تعجز الألسنة”. ففي معركة الكسارة، حيث استشهد في 27 مارس 2021، حول التراب إلى سلاح، والدم إلى شعر يغني لليمن المحتضر.

الاستشهاد عند الوائلي لم يكن نهاية، بل كان انتقالا من فعل الجهاد بالأجساد إلى جهاد الذكرى بالأرواح. قال الغزالي: “الشهيد يرى مقعده من الجنة، فيضحي دنياه جنة”. وهكذا، صار شهيد مأرب قنديلا ينير لليمنيين درب الثورة. إن دمه الطاهر كالكلمات النورانية يحرك في النفوس سؤال الإرادة: أترضى بالذل أم تثور كالوائلي؟

مضت خمسة أعوام على رحيل “جنرال الصحراء”، لكن أسطورته تزداد وهجا. إنه يرفض أن يغيب عنه الموت، فظله مسطور في جباه المقاتلين. وها هي مأرب، التي دافع عنها، تصبح رمزا لصمود جيل واعٍ، يقرأ في سيرة شهيدهم عبرة الغزالي: “من عرف الله.. لم ترعه المخافة”.

يا أبناء اليمن! هذا شهيدكم ينظر إليكم من علياء الملكوت، ويذكركم بكلمة الرفاعي: “لا تخافوا موتا تحيون به الكرامة”. الوائلي لم يمت، بل صار فكرة تحارب الظلم، وعزيمة تسقي تراب الوطن. فكونوا – كما أراد – جنودا للوطن، لا للقبيلة أو الكهنوت. وإن سألت: كيف نكرمه؟ فالجواب: أن تحمي الجمهورية، كما حماها هو.. حتى آخر طلقة.

{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}

تعليقات الفيس بوك

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

طلب مصري للرئيس ”العليمي” يثير ضجة كبيرة ويشعل المواقع

المشهد اليمني | 773 قراءة 

رئيس الوزراء بن بريك يُنهي مهمة ناجحة في قطر ويعلن من عدن عن انفراج وشيك للمرتبات والاقتصاد!

الأمناء نت | 543 قراءة 

الحكومة تزف بشرى سارة لموظفي الدولة "تعرف عليها"

صوت العاصمة | 511 قراءة 

مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه تقدم على أمر هو الأول من نوعه في اليمن

كريتر سكاي | 385 قراءة 

صنعاء تدعو للترقب وهذا ما سيحدث

كريتر سكاي | 347 قراءة 

جماعة الحوثي تدفع بتعزيزات قتالية وأسلحة ثقيلة إلى جبهات الحدود مع السعودية

ديفانس لاين | 304 قراءة 

بكاء أطفال وجثث متفحمة.. شاحن هاتف يمحو أسرة كاملة

الوطن العدنية | 285 قراءة 

هذا ما ستعلن عنه ”وزارة الداخلية” الحوثية بصنعاء تحت مسمى ”إنجاز أمني كبير”

المشهد اليمني | 274 قراءة 

اختراق داخلي حول عبدالملك وإسرائيل حصلت على معلومات هامة عن كبار القادة من هذا المصدر

نافذة اليمن | 244 قراءة 

تأجيل بيان الداخلية يكشف مأزق العصابة بعد أنباء مصرع عبدالكريم الحوثي

المنتصف نت | 241 قراءة