أمين الوائلي.. قائد حميري حمل راية الجمهورية حتى الشهادة

     
البلاد الآن             عدد المشاهدات : 106 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أمين الوائلي.. قائد حميري حمل راية الجمهورية حتى الشهادة

كتب| محمد العياشي

تكتب سيرة اللواء الركن أمين عبدالله الوائلي بحروف من نار وإباء. نور يطارد ظلمة الكهوف، هو قائد جمع بين بسالة المجاهدين وفلسفة العرفاء، فحارب بجسد أضناه السرطان، وروح أذابت صخور العصاة. إنه ابن سبتمبر الثائر، الذي رأى النور عام 1962، عام الثورة السبتمبرية الخالدة، ليكمل مسيرة التحرر من كهنوت الاستبداد، ويحمل سيف الجمهورية حتى آخر نفس.

وُلد الوائلي في زمن الثورة، حين كانت اليمن تنادي بفجر جديد. تربى في أحضان الأرض الحميرية العتيقة، التي ورثت عبق المجد التليد وصلابة الجبال. تلقى علم العسكرية فأتقن فن القيادة بعقل استراتيجي وقلب متواضع. لم يكن جنديا عاديا، بل كان “فارس الجمهورية”، يجسد حب الوطن في كل طلقة وخطوة.

مقاتل السرطانين.. حين ينتصر الإرادة على الموت، والوائلي شغل نفسه بحق أعظم: حماية الوطن. حارب سرطان الجسد بصبر الأولياء، وسرطان الانقلاب الحوثي بأسود. كان يردد: “ليس لليمني عذر إن قعد.. فالوطن أم تنادي بالفداء”. فصمد أمام آلام العلاج، وقاد المعارك من على كرسي القيادة، كأنه يلقي درسًا في “الخلود المؤجل”.

خاض الوائلي معارك التحرير كخطوات سالك نحو الحق. من جبال صعدة المتمردة إلى سهول الجوف الغاضبة، وصولا إلى مأرب، الحاضنة التاريخية لقصص الصمود. في كل جبهة كان يذكر الجنود بكلمات الرفاعي: “الشجاعة لغة الروح حين تعجز الألسنة”. ففي معركة الكسارة، حيث استشهد في 27 مارس 2021، حول التراب إلى سلاح، والدم إلى شعر يغني لليمن المحتضر.

الاستشهاد عند الوائلي لم يكن نهاية، بل كان انتقالا من فعل الجهاد بالأجساد إلى جهاد الذكرى بالأرواح. قال الغزالي: “الشهيد يرى مقعده من الجنة، فيضحي دنياه جنة”. وهكذا، صار شهيد مأرب قنديلا ينير لليمنيين درب الثورة. إن دمه الطاهر كالكلمات النورانية يحرك في النفوس سؤال الإرادة: أترضى بالذل أم تثور كالوائلي؟

مضت خمسة أعوام على رحيل “جنرال الصحراء”، لكن أسطورته تزداد وهجا. إنه يرفض أن يغيب عنه الموت، فظله مسطور في جباه المقاتلين. وها هي مأرب، التي دافع عنها، تصبح رمزا لصمود جيل واعٍ، يقرأ في سيرة شهيدهم عبرة الغزالي: “من عرف الله.. لم ترعه المخافة”.

يا أبناء اليمن! هذا شهيدكم ينظر إليكم من علياء الملكوت، ويذكركم بكلمة الرفاعي: “لا تخافوا موتا تحيون به الكرامة”. الوائلي لم يمت، بل صار فكرة تحارب الظلم، وعزيمة تسقي تراب الوطن. فكونوا – كما أراد – جنودا للوطن، لا للقبيلة أو الكهنوت. وإن سألت: كيف نكرمه؟ فالجواب: أن تحمي الجمهورية، كما حماها هو.. حتى آخر طلقة.

{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}

تعليقات الفيس بوك


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

من هو الرجل الظل؟ الكشف عن هوية الحارس الشخصي لأحمد علي عبدالله صالح

نيوز لاين | 522 قراءة 

تحقيق استقصائي – شبكة مصالح مشبوهة: كيف تحوّلت قرارات أبو زرعة إلى غطاء لاختراقات حوثية وإضعاف سلطة القانون في عدن؟

جنوب العرب | 406 قراءة 

اليمن في مرمى التجارب الدولية.. نجل البيض يكشف المستور!

نيوز لاين | 393 قراءة 

توقيف قائد كتيبة الطوارئ بميناء عدن بهذه التهمة

كريتر سكاي | 360 قراءة 

اغضب امريكا من أجل اليمن.. خالد الرويشان يروي حكاية الأمين العام للأمم المتحدة الذي تحدّى أمريكا ووقف مع اليمن

نيوز لاين | 349 قراءة 

انقلاب في سوق الصرف... الريال اليمني ينتفض ويهزم المضاربين!

اليمن السعيد | 321 قراءة 

زيارة مثيرة للجدل: مسؤول عسكري إسرائيلي يتجول في دولة عربية ويصرّح بشأن اليمن

المرصد برس | 316 قراءة 

طرد ناشط انتقالي من حفل زفاف أسرة صالح بعد مشادة مع مدين علي عبدالله

نيوز لاين | 291 قراءة 

بوتين يغادر ألاسكا عقب انتهاء قمته مع ترامب

العين الثالثة | 277 قراءة 

عدن.. المحرمي يوجه بتوقيف قائد كتيبة حماية ميناء المنطقة الحرة

يمن شباب نت | 247 قراءة