أمين الوائلي.. قائد حميري حمل راية الجمهورية حتى الشهادة

     
البلاد الآن             عدد المشاهدات : 228 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أمين الوائلي.. قائد حميري حمل راية الجمهورية حتى الشهادة

كتب| محمد العياشي

تكتب سيرة اللواء الركن أمين عبدالله الوائلي بحروف من نار وإباء. نور يطارد ظلمة الكهوف، هو قائد جمع بين بسالة المجاهدين وفلسفة العرفاء، فحارب بجسد أضناه السرطان، وروح أذابت صخور العصاة. إنه ابن سبتمبر الثائر، الذي رأى النور عام 1962، عام الثورة السبتمبرية الخالدة، ليكمل مسيرة التحرر من كهنوت الاستبداد، ويحمل سيف الجمهورية حتى آخر نفس.

وُلد الوائلي في زمن الثورة، حين كانت اليمن تنادي بفجر جديد. تربى في أحضان الأرض الحميرية العتيقة، التي ورثت عبق المجد التليد وصلابة الجبال. تلقى علم العسكرية فأتقن فن القيادة بعقل استراتيجي وقلب متواضع. لم يكن جنديا عاديا، بل كان “فارس الجمهورية”، يجسد حب الوطن في كل طلقة وخطوة.

مقاتل السرطانين.. حين ينتصر الإرادة على الموت، والوائلي شغل نفسه بحق أعظم: حماية الوطن. حارب سرطان الجسد بصبر الأولياء، وسرطان الانقلاب الحوثي بأسود. كان يردد: “ليس لليمني عذر إن قعد.. فالوطن أم تنادي بالفداء”. فصمد أمام آلام العلاج، وقاد المعارك من على كرسي القيادة، كأنه يلقي درسًا في “الخلود المؤجل”.

خاض الوائلي معارك التحرير كخطوات سالك نحو الحق. من جبال صعدة المتمردة إلى سهول الجوف الغاضبة، وصولا إلى مأرب، الحاضنة التاريخية لقصص الصمود. في كل جبهة كان يذكر الجنود بكلمات الرفاعي: “الشجاعة لغة الروح حين تعجز الألسنة”. ففي معركة الكسارة، حيث استشهد في 27 مارس 2021، حول التراب إلى سلاح، والدم إلى شعر يغني لليمن المحتضر.

الاستشهاد عند الوائلي لم يكن نهاية، بل كان انتقالا من فعل الجهاد بالأجساد إلى جهاد الذكرى بالأرواح. قال الغزالي: “الشهيد يرى مقعده من الجنة، فيضحي دنياه جنة”. وهكذا، صار شهيد مأرب قنديلا ينير لليمنيين درب الثورة. إن دمه الطاهر كالكلمات النورانية يحرك في النفوس سؤال الإرادة: أترضى بالذل أم تثور كالوائلي؟

مضت خمسة أعوام على رحيل “جنرال الصحراء”، لكن أسطورته تزداد وهجا. إنه يرفض أن يغيب عنه الموت، فظله مسطور في جباه المقاتلين. وها هي مأرب، التي دافع عنها، تصبح رمزا لصمود جيل واعٍ، يقرأ في سيرة شهيدهم عبرة الغزالي: “من عرف الله.. لم ترعه المخافة”.

يا أبناء اليمن! هذا شهيدكم ينظر إليكم من علياء الملكوت، ويذكركم بكلمة الرفاعي: “لا تخافوا موتا تحيون به الكرامة”. الوائلي لم يمت، بل صار فكرة تحارب الظلم، وعزيمة تسقي تراب الوطن. فكونوا – كما أراد – جنودا للوطن، لا للقبيلة أو الكهنوت. وإن سألت: كيف نكرمه؟ فالجواب: أن تحمي الجمهورية، كما حماها هو.. حتى آخر طلقة.

{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}

تعليقات الفيس بوك

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عيدروس الزبيدي يتلقى صفعة أمريكية مدوية.. قناة العربية تفتح الملف.. ماذا حدث وراء الكواليس؟

المشهد اليمني | 1736 قراءة 

وزارة الداخلية اليمنية تستبق إعلان التأييد لـ الانتقالي وتصدر بيانا هاما

بوابتي | 1189 قراءة 

السعودية ودولة أخرى تفرضان عقوبات على وزارء ومسؤولين بالمجلس الانتقالي الجنوبي

المشهد اليمني | 912 قراءة 

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. المجلس الانتقالي يرفع علم الجمهورية اليمنية عاليًا ! (فيديو)

المشهد اليمني | 906 قراءة 

ماذا عن اليمن.. اجتماع سعودي& عماني هام في مسقط(هذه تفاصيله)

موقع الأول | 855 قراءة 

صحيفة سعودية تحسم الجدل بشأن دعوات الإنفصال جنوب اليمن

يمن فويس | 807 قراءة 

الحزن يعم حضرموت

كريتر سكاي | 734 قراءة 

الإمارات تعلن اول موقف رسمي بشأن مطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بالانفصال

بوابتي | 641 قراءة 

الحكومة اليمنية والسعودية تفرض عقوبات على مسؤولين أعلنوا تأييدهم لـ الانتقالي

بوابتي | 606 قراءة 

قرارات حكومية بتجميد حقائب الانتقالي الجنوبي

الميثاق نيوز | 494 قراءة