إيران حوّلت مناطق الحوثي إلى قواعد إجرام عسكرية.. الكشف عن حجم المنشآت والقواعد والمخابئ العسكرية المستحدثة في مناطق عدة

إيران حوّلت مناطق الحوثي إلى قواعد إجرام عسكرية.. الكشف عن حجم المنشآت والقواعد والمخابئ العسكرية المستحدثة في مناطق عدة

نفذت عصابة الحوثي الايرانية المصنفة ارهابيا، بالتنسيق والتمويل والاشراف المباشر من ايران، العديد من الاستحداثات العسكرية الاجرامية التي تهدد حياة اليمنيين، في أبرز المدن اليمنية بينها العاصمة المختطفة صنعاء، من خلال بناء شبكات انفاق ومخابئ واستحداث قواعد عسكرية ومنشآت تخزين اسلحة ومتفجرات

.

واستغلت عصابة الحوثي ومن خلفها ايران، هدنة ابريل 2022 من قبل التحالف العربي والشرعية، في تنفيذ العديد من الاستحداثات القتالية النوعية في مناطق ابرزها قريبة من الحدود السعودية التي منحت العصابة الهدنة الهشة، كما استفادت العصابة في إعادة ترتيب صفوف عناصرها.

واستنفرت عصابة الحوثي منذ ذلك التاريخ، في إعادة تعبئة قدراتها وقواتها ومخابئ قادتها، وأجرت تحديثات شاملة لأنظمة الأمن والاحترازات وتكتيكات الانتشار والتوزيع، وآليات تمركز القيادة والعمليات.

تركيز إيراني خاص

منذ عقدين من الزمن تركز ايران بشكل خاص على اليمن، ولم يتوقف تركيزها عن بناء قواعد ومنشآت عسكرية لها على تخوم الممر المائي الاهم عالميا في البحر الاحمر "باب المندب"، وفي قرب الحدود السعودية، وقامت بتزويد ذراعها الحوثية بكل المعدات والمتطلبات اللازمة لبناء تحصينات في الجبال.

كما دعمتها لتنفيذ وتطوير الملاذات والكهوف أسفل الجبال البعيدة والمنيعة، وبناء المخابئ والقواعد العسكرية المدفونة تحت الأرض انطلاقا من مرتفعات صعدة شمال البلاد، مرورا بصنعاء ذات الاهمية السياسية، وصولا الى الحديدة الساحلية، واعتمدت على الطبيعة الحوثية لتنفيذ اهدافها ومخططاتها العسكرية التي تقوم على عقيدة حروب العصابات وقتال الجبال.

كما عمدت الى تدريب الحوثيين على استراتيجية وأسلوب التخفي الذي تم تعميمه ايرانيا على وكلاء وجماعات "المحور"، هذا التكتيك الإيراني الذي نهجه الحوثيون في ضحيان صعدة، اتبعه "حزب الله" في الضاحية اللبنانية.

بنية عسكرية إيرانية في صعدة

وفي هذا الصدد، كشفت مصادر اعلامية واستخباراتية متخصصة في تتبع تحركات ايران وذراعها الحوثية في اليمن، عن معلومات صادمة تتعلق بالبنية التحتية العسكرية السرية لايران في محافظة صعدة على تخوم الحدود السعودية الجنوبية، وتحديداً في مديرية كتاف- البقع.

ولا يعد الكشف الجديد، الاول الذي يتناول تحركات واستحداثات الحوثيين لمواقع وبناء تحصينات وقواعد للحرس الثوري الايراني على الحدود السعودية، حيث تتمركز الجماعة منذ ظهورها في صعدة واتخاذها معقلا لها، فقد سعت ايران منذ اللحظة الاولى لتكوين وانشاء وتنظيم العصابة الحوثية بمراكز قوى دينية وعسكرية واستخباراتية ايرانية مباشرة.

وأشارت المعلومات الجديدة إلى قيام عصابة الحوثي بعمليات إنشاء قواعد محصنة ومخابئ عسكرية تحت الأرض باشراف مباشر لخبراء من "فيلق القدس" الإيراني و"حزب الله" اللبناني.

عمليات متسارعة

وحسب المصادر، شهدت الأشهر الأخيرة تسارعاً غير مسبوق في عمليات البناء والتطوير داخل هذه المنشآت، حيث تم استيراد معدات حفر متطورة عبر موانئ الحديدة، ونُقلت كميات هائلة من الإسمنت والحديد إلى صعدة لتعزيز تحصين المواقع العسكرية. كما استخدمت الجماعة شركات وهمية وتجاراً موالين لها لاستيراد المواد اللازمة لهذه المشاريع السرية.

وتؤكد المعلومات والمصادر، بأن عصابة الحوثي، قامت مؤخرا بتنفيذ عمليات تمركز واسعة لعناصرها وآخرين من ايران وحزب الله، في صعدة والمناطق الجبلية المحيطة، ووجهت أكبر مجهودها واستثماراتها في تطوير بنى عسكرية منيعة، شارك في تخطيطها قادة من "فيلق القدس" الإيراني وخبراء من "حزب الله" اللبناني، ومن جنسيات أخرى موالية لطهران.

وركزت العصابة قدراتها ومنشآتها الرئيسية على سلسلة المرتفعات الجبلية وسط صعدة الممتدة إلى أطراف الحدود مع السعودية شمالا وإلى مناطق الجوف شرقا وحجة غربا وعمران جنوبا. وأحاطت مدينة صعدة، مركزها العملياتي والفكري، بحزام عسكري وأمني.

وتشير مصادر محلية الى قيام عصابة الحوثي خلال السنوات الماضية بإنشاء عدد كبير من القواعد والمقار العسكرية والمرافق اللوجستية في مناطق مختلفة من محافظة صعدة وجوارها، وأعادت تأهيل وتطوير بنيتها القديمة، ونقلت أصولها وتقنياتها الحربية المتطورة إلى صعدة ومناطق مجاورة.

كتاف.. منطقة عسكرية ايرانية محظورة

مديرية كتاف- البقع، وهي أكبر مديريات صعدة جغرافيا وتقع إلى الغرب من المحافظة، كغيرها من غالبية وأهم المناطق الصعداوية وجبالها الاستراتيجية ومواقعها الحاكمة حولتها عصابة الحوثي إلى مناطق عسكرية محظورة ومركز لإدارة حروبها وتنفيذ عملياتها داخل وخارج الحدود اليمنية.

ويشير التقرير إلى أن واحدا من أكبر مجمعات القواعد والمنشآت العسكرية الحوثية يقع فيها خصوصا في المناطق الجبلية التي تقع إلى الجهة الغربية والشمالية الغربية لكتاف، وهي مرتفعات واسعة قريبة من حدود مديرية الصفراء جنوبا وغربا، وتمتد إلى الحدود مع السعودية شمالا.

هذه المنطقة الجبلية تقع فيها عدة قواعد ومنشآت عسكرية، تضم منشآت كبيرة تحت الأرض ومخابئ وأنفاقا ومخازن ومقرات قيادة وسيطرة محصنة، تم تأمين خطوط الاتصال والربط بينها عبر شبكة واسعة من الطرق التي تم شقها خلال السنوات الأخيرة.

وتُعد مديرية كتاف، الواقعة شمال شرق صعدة، واحدة من أهم المديريات العسكرية والاستراتيجية لعمليات ايران في اليمن، حيث تم استغلالها لتأسيس قواعد عسكرية ايرانية، وبناء تحصينات وشبكة مخابئ ومخازن لعتاد عسكري ايراني نوعي وكبير جدا يكفي لاقتحام مدن سعودية في الحد الجنوبي للمملكة.

تشير المعلومات الجديدة، إلى ان كتاف تم تحويلها الى منطقة عسكرية بالكامل، تضم مجمعات ومواقع عسكرية تربط بينها شبكة أنفاق محصنة تحت الجبال، كما تضم مخابئ استراتيجية، ومخازن للأسلحة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، كما تم تحويل المديرية إلى منطقة عسكرية مغلقة بالكامل تشرف عليها وتديرها عناصر ايرانية، فيما تقتصر مهمة عناصر الحوثي على تأمينها  من خلال تشديد إجراءات التفتيش والمراقبة ومنع أي اختراق أو كشف للأنشطة الجارية هناك.

ثلاث منشآت عسكرية رئيسية

وحسب المعلومات والمصادر والصور التي وثقتها الأقمار الصناعية إلى وجود ثلاث قواعد عسكرية رئيسية على الأقل، في المرتفعات الجبلية التابعة لمنطقة آل مقبل، والتي تتصل بمنطقة "العصايد" شمالا وتقع إلى الجنوب من الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة صعدة وكتاف- البقع، وترتبط بسلسلة جبلية تمتد إلى أملح آل سالم، ويحدها غربا مناطق عكوان وكهلان التي يقع فيها معسكر كهلان.

واستغلالا لطبيعة تضاريس المنطقة جعلتها منطقة مثالية لاستخدامها عسكريا، ولكونها جبلية ووعرة وغير مأهولة بالسكان، وسهلة الإغلاق والتحكم بخطوط وقنوات الوصول إليها وتأمينها عبر نقاط تفتيش ونقاط مراقبة وبوابات رئيسية للدخول والخروج، إذ يفيد سكان أن تلك المنطقة تتخذها عصابة الحوثي مركزا عسكريا ومنطقة محظورة منذ سنوات.

كما توضح صور الأقمار أن تلك المنطقة تضم مخازنًا تحت الأرض ومخابئ أسفل الجبال تضم مرافق لوجستية ومراكز قيادة وسيطرة، وتخزين صواريخ باليستية وورش تجميع وتصنيع. واستخدمتها عصابة الحوثي خلال الفترات الماضية لإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، وتتمركز فيها مراكز اتصالات رئيسية وأنظمة توجيه وأسلحة وذخائر دفاع جوي ورادارات.

وقد كانت المنشآت والمخابئ الحوثية في المنطقة هدفا للضربات الأمريكية والبريطانية، واستهدفتها قنابل قاذفة الشبح الأمريكية (B-2 Spirit) يوم 17 أكتوبر الماضي.

المنشأة الأولى

تكشف صور الأقمار الصناعية وصور غوغل التي قام بتحليلها، وجود قاعدة عسكرية تقع إلى الغرب من وادي "العشاش" مرتبطة بخطوط إمداد وطرق تمتد إلى الطريق الرئيسي والمرافق العسكرية في العصايد شمالا.

وتشير الصور إلى أن العمل في هذه المنشأة قد بدأ خلال عام 2022، يتضح ذلك من مقارنة الصورة الملتقطة بتاريخ 18 نوفمبر 2020، والتي تم التقاطها بتاريخ 31 أغسطس 2022، والصورة الثالثة الملتقطة في 31 أغسطس 2023، حيث كانت الأعمال قليلة، لكن الإنشاءات ارتفعت بوتيرة عالية خلال العام 2024، كما توضح تلك الصورة الملتقطة بتاريخ 6 يونيو 2024.

كما تؤكد الصور والمعلومات وجود ثلاثة مداخل لأنفاق رئيسية، ترتبط بها إلى الجهة الشمالية سلسلة من الأنفاق الفرعية على جوانب الطريق الموصلة إلى المخابئ الكبيرة، واستمرار عمليات الحفر وتكويم المخلفات الترابية، إضافة إلى وجود تفرعات صغيرة على الطريق تم تعبيدها بالمعدات لاستخدامها لمنصات إطلاق متنقلة أو لنشر منظومات دفاعية ونقاط حراسة وتفتيش.

كما تظهر الصور وجود شبكة متفرعة من الأنفاق والملاجئ التي تم تطويرها، وكذلك مغارات وجروف طبيعية قابلة للاستخدام قريبة من موقع المنشأة، إضافة إلى وجود مرافق عسكرية قديمة تقع إلى الجهة الشمالية الغربية، في مرتفعة مطلة على جميع المواقع.

كما تظهر آثار لوقوع غارات في موقعين على الأقل إلى الجهة الشمالية القريبة من الطريق الرئيسي للمنشأة.

المنشأة الثانية

إلى الغرب من المنشأة الأولى تقع منشأة عسكرية أخرى، تضم مرافق ومخابئ أكبر. وتشير صور الأقمار الصناعية إلى أن العمل في هذه المنشأة قد بدأ في النصف الثاني من العام 2022.

تضم المنشأة خمسة مخابئ رئيسية على الأقل، متصلة مع بعضها، ومخابئ أخرى رديفة، إضافة إلى مرافق لوجستية. وتظهر نقاط مراقبة وحراسة قريبة وإنشاءات في مواقع مطلة على المنشأة.

وتظهر الصور وجود أكوام كبيرة من الأتربة ومخلفات الحفر، ووجود معدات ثقيلة في محيط المنشأة.

موقع المنشأة هو منطقة مغلقة تقع أسفل مرتفعات متصلة ببعضها، ترتبط بمواقع ومغارات متفرعة في الوديان والسوائل جنوبا.

وتتصل المنشأة بخط إمداد شمالا إلى الطرق الرئيسي، وإلى موقع كسارة مرتبطة بمواقع عسكرية. وقد كانت هدفا لغارات القاذفة الشبح، وهجمات أمرسكية بريطانية خلال الأشهر الماضية.

المنشأة الثالثة

توضح الصور التي وثقتها الأقمار الصناعية، أن الأعمال الإنشائية في القاعدة قد بدأت مطلع العام 2020، لكن وتيرة تلك الأعمال تسارعت منذ مطلع 2022.

كما تكشف عن وجود مخلفات كبيرة من أتربة الحفر في محيط المنشأة. وفي مرتفعات قريبة ومطلة على المنشأة تظهر مرابض يرجح أنها لنشر منصات إطلاق متحركة وأسلحة دفاع جوي.

وتضم المنشأة ثلاثة مخابئ رئيسية على الأقل تحت الأرض تم نحتها أسفل جبلين متصلين ببعضهما، تربط بينهما طرق فرعية وخطوط إمداد متفرعة في سوائل وواد يتصل بالطريق الرئيسي الرابط ببن مدينة صعدة وكتاف.

قواعد عسكرية في مديرية مجزر

وفي هذا الصدد، تناولت تقارير استخباراتية موثقة بصور الاقمار الصناعية، قبل اشهر، معلومات تفيد بوجود قواعد عسكرية ومرافق عسكرية للحوثيين في منطقة بني حذيفة بمديرية مجز، أنشأتها العصابة منذ ما بعد إعلان الهدنة الأممية الهشة في ابريل 2022.

ووثقت التقارير وجود منشأة عسكرية رئيسية حديثة ، وأخرى فرعية للحوثيين، تربط بينهما شبكة واسعة من الطرقات التي تم شقها حديثا، كما تتصل هذه المرافق بعدة مخابئ وكهوف فرعية ومرافق لوجستية تم توزيعها في تلك المنطقة.

تقع هذه المنطقة ضمن السلسلة الجبلية الممتدة التي تشكل مناطق وسط صعدة. يحدها شمالا باقم وإلى الشرق الصفراء وسحار وإلى الجنوب ساقين وإلى الغرب منبه وغمر، وتتصل المنطقة بمنطقة الرزامات، وضحيان والحمزات ونشور والطلح، وموقعها إلى الشمال الغربي لمدينة صعدة،  حيث تعتبر ضمن الامتدادات العسكرية للمرافق والمنشئات التي بنتها عصابة الحوثي منذ نشأتها قبل 20 عاما.

ووفقا للتقارير فأن تضاريس المنطقة تساعد عصابة الحوثي في استثمارها عسكريا لتوطين ملاذات آمنة ومحصنة لقواتها وقدراتها، كما تساعد طبيعتها على نشر منصات إطلاق (ثابتة ومتحركة) للصواريخ والطائرات المسيرة وأنظمة توجيه ومراقبة وسلاح متطور.

وهي بالنسبة للحوثيين منطقة ملائمة نظرا لبعدها عن السكان ما يسهل التحكم بالوصول إليها والإبقاء عليها بعيدا عن الأنظار، فضلا عن قربها من مركز الثقل عسكريا ومن الحدود مع السعودية.

وتعد منطقة بني حذيفة من اهم المناطق التي اتخذتها عصابة الحوثي لبناء منشأة عسكرية، تضم ثلاثة أنفاق رئيسية كبيرة في هذه المنشأة، يقع اثنان منها في نفس الاتجاه وتفصل بينهما مسافة قصيرة، فيما يقع المخبأ الثالث إلى الجهة الخلفية من نفس الجبل، حيث توجد معدات كبيرة ومرافق لوجستية في بوابات تلك المغارات وبالقرب منها.

وعلى مسافة غير بعيدة، تقع مرافق أخرى، تضم نفقين  رئيسيين  ومخبأ ثالث في جهة مقابلة، وآخر قيد الانشاء، تلك المخابئ تقعان أسفل نفس الجبل وعلى جهتين متقابلتين، وبالجوار تظهر مرافق لوجستية ومعدات ثقيلة.

بداية مبكرة لتخزين الأسلحة 

بدأت عصابة الحوثي مبكرا من كهوف صعدة، في عمليات التحصن في مغارات بالمرتفعات الجبلية البعيدة، ومن "جرف سلمان" بمنطقة مران مديرية حيدان، أدار حسين بدرالدين الحوثي، مؤسس الجماعة، عمليات تمرده ضد الدولة اليمنية، انتهت جولتها الأولى بمقتله داخل الجرف في العاشر من سبتمبر 2004.

لم يتوقف جهد عصابة الحوثي خلال 20 عاما في التحصن بالجبال ذات الطبيعة والتضاريس الوعرة. وإلى جانب خبراتها المتراكمة خلال حروبها السابقة، تستلهم الحوثية من التجربة الإيرانية في تطوير تحصينات تحت الأرض ومجمعات تخزين وإنتاج الصواريخ والأسلحة وبناء قواعد وقواعد جوية وصاروخية مدفونة.

وكان عبدالملك الحوثي في أحد خطاباته الأسبوعية حث جماعته على بناء آلاف الغرف المحصنة ضمن ما أسماه استراتيجية الدفاع عن النفس.

منذ سيطرتها على مقدرات الدولة اليمنية في سبتمبر 2014 قامت الجماعة بنقل كميات كبيرة من السلاح والذخائر الثقيلة والعتاد المتقدم من الصواريخ الباليستية وأسلحة الدفاع الجوي وأسلحة بحرية. عملية النقل والتخزين اتسعت مؤخرا، فيما عادت قيادة الجماعة للاختباء في كهوف صعدة التي يجدونها الأكثر أمانا ومنعة.

مديرية الصفراء.. معسكر مفتوح

وتركز مجهود عصابة الحوثي على مديريات صعدة، عاصمة المحافظة وأكبر المدن، ومناطق العمق الجغرافي والأيدلوجي والقريبة من مناطق المحافظات المجاورة، عمران وحجة جنوبا، والجوف شرقا.

ففي مديرية الصفراء، ثاني أكبر مديريات المحافظة جغرافيا، وتمتد من حدود محافظة عمران جنوبا إلى الحدود السعودية شمالا، تقع مجمعات وقواعد عسكرية قديمة، ومنشئات جديدة طورتها العصابة الايرانية خلال السنوات الأخيرة، خصوصا منذ ما بعد إعلان الهدنة الأممية مطلع 2022.

تنتشر في نطاق الجغرافيا الجبلية الواسعة عدة قواعد ومواقع ومخابئ ومغارات تحت الأرض، وأنفاق وكهوف متعددة ومتباعدة، تربط بينها شبكة من الطرق المعبدة متعددة الوصول. وتقع في نطاقها عدة كسارات، قديمة وحديثة، التي تتحدث معلومات عن استخدام الجماعة بعضها لعمليات عسكرية.

وإلى الشرق من مدينة صعدة تقع منطقة كهلان، وفيها مقر معسكر كهلان، وإلى الجنوب الشرقي تقع منطقة وادعة، وصولا إلى قمة العبلا في العبدين غراز، تبدو هذه المنطقة "المثالية" كمنطقة عسكرية مغلقة، ومجمع عمليات عسكرية للحوثيين، وفي نطاقها مقار حظائر للطائرات المسيرة، ومرابض منصات الاطلاق والرادارات ومراكز القيادة والتوجيه، الثابتة والمتنقلة، قادرة على الإطلاق من تحت الأرض.

مجمع وادعة..

في منطقة وادعة جنوبي المديرية تقع أكبر القواعد العسكرية الجديدة التي بدأ العمل فيها نهاية العام 2022،  ببدء حفر النفق الرئيسي الأول للقاعدة. وتسارعت الأعمال الانشائية بوتيرة عالية خلال 2024، بحفر عدة أنفاق رئيسية جديدة.

تقع فيها أربعة أنفاق رئيسية على الأقل، متصلة ببعضها، ولديها عدة مداخل، وتضم مخابئ فرعية متفرعة قريبة من القاعدة وفي المواقع المحيطة بها.

العبدين .. غراز

إلى الجنوب الشرقي لمدينة صعدة يقع جبل العبلا، المطل على المدينة، وفي قمته قلعة العبلا، وفيها مقر معسكر قديم للجيش خلال حروب صعدة.

المنطقة التي يقع فيها جبل العبلا تتبع عزلة العبدين غراز، مديرية صعدة، وأسفل الجبل تقع منشأة عسكرية حوثية تحت الأرض، بدأ العمل فيها مطلع العام 2019. كما توضح الصور وجود نفق رئيسي له مدخلين، وقد يكون المدخل الجانبي مخبأ آخر.

وفي قمة الجبل يقع برج اتصالات، تحدث الحوثيون في وقت سابق عن تعرض الشبكة لضربات جوية، ما يشير إلى نشر الجماعة أنظمة اتصالات ومراقبة في القاعدة.

وإلى الجنوب الغربي توجد منشأة أسفل جبل جنوب منطقة قويرة يرجح أنها عسكرية، بدأ العمل فيها مطلع العام 2022.

جبل الصمع

إلى جنوب مدينة صعدة يقع جبل الصمع، وهو أحد أعلى جبال صعدة، والجبل الـ25 من بين قائمة أعلى جبال اليمن، بارتفاع 2.400 متر عن سطح البحر. توجد في قمته قلعة حصن الصمع الأثرية. يقع في المنطقة المقر القديم للواء 103 سابقا، يرجح استخدامه من الحوثيين لعمليات إطلاق صاروخية وطائرات مسيرة.

وفي جبل الصحن بمديرية سحار تظهر صور الأقمار الصناعية وجود أعمال انشائية واستحداثات في المنطقة التي توجد فيها بعض الجروف والمغارات.

كما تظهر الصور وجود استحداثات عسكرية في المواقع العسكرية المطلة غربيا على نقطة عين، البوابة الجنوبية لصعدة.

معسكر كهلان

إلى الشرق من مدينة صعدة يقع معسكر كهلان الذي كان سابقا مقرا للواء الأول مدفعية،  يقع المعسكر شمال قاعدة وادعة ويمتد على مساحة جغرافية واسعة قريبة من مناطق البقع وكتاف، ويرتبط موقع المعسكر بعدة مرتفعات حاكمة وبالطريق الرئيسي الرابط بين مدينة صعدة والبقع.

وقامت عصابة الحوثي بتنفيذ استحداثات داخل المعسكر والمواقع والمرتفعات الحاكمة القريبة من المعسكر الممتدة شمالا في منطقة كهلان الجبلية، واستخدام الجماعة للمعسكر لتدريبات وتمرينات عسكرية.

الكسارات.. مناطق للتعسكر

تقع مناطق "الحمزات وآل شافعة، ثم نشور والرزامات"، وهي مناطق واقعة شمالي مدينة صعدة المدينة، حولتها عصابة الحوثي الى ثكنات قتالية، كما تقع في نطاقها تقع عدد كبير من الكسارات، وهي مناطق عسكرية مغلقة للحوثيين ومحظورة على السكان من سنوات، وتستخدمها عصابة الحوثي  لتخزين السلاح وعمليات عسكرية، وفقا لما يقول سكان من المنطقة.

وخلال حروب صعدة كانت الكسارات ملجأ لقادة وعناصر الجماعة، حيث تؤكد المعلومات توسع الأعمال الانشائية في مناطق الكسارات بصورة كبيرة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، ووجود عدد كبير من الأنفاق والمغارات القديمة والحديثة في تلك الجبال الحصينة.

في نطاق جغرافيا "آل شافعة والحمزات والرزامات" تقع منشئات وقواعد عسكرية للحوثيين منذ حروب صعدة، ومنطقتي مطرة والنقعه، وهي إحدى أهم المعاقل العسكرية الحوثية منذ سنوات.

قاعدة نشور العسكرية 

وفي منطقة نشور، توجد قاعدة عسكرية على الأقل تم بناؤها حديثا أي مطلع العام 2023، تضم خمسة مخابئ رئيسية على الأقل، موزعة في أربع اتجاهات بين السوائل والمنخفضات، مرتبطة بشبكة طرق معبدة.

كما توجد في منطقة الرزامات، احد معاقل الحوثيين في صعدة منشئات عسكرية بعضها قديمة وأخرى حديثة، حيث تؤكد المعلومات وجود أعمال انشائية واستحداثات في موقعين على الأقل، في المرتفعات الغربية لوادي منظر.

منشآت في الجوف وحجة وعمران

وفي محافظة الجوف المجاورة لصعدة، تحدثت مصادر استخباراتية  عن وجود منشئات عسكرية حوثية واستحداثات مستمرة في المرتفعات الجبلية بالمحافظة، وتتركز في السلاسل الجبلية في مديريات الزاهر والحميدات المحاذية لحرف سفيان عمران، ومديرية خراب المراشي التي تربط بين الجوف وعمران وصعدة، وكذلك مديرية رجوزة الجبلية التي تشهد نشاطات عسكرية حوثية مكثفة، وصولا إلى مديرية برط العنان الحدودية مع صعدة، وفيها تقع أعلى جبال الجوف، وهي ذات أهمية للحوثيين لقربها من صعدة وتضاريسها الوعرة.

وفي محافظة حجة تتركز المنشآت والمخابئ الحوثية في المديريات الغربية عبس وميدي وحيران المطلة على البحر الأحمر، امتدادا إلى حرض الحدودية مع السعودية.

وتكشف المعلومات وصور الأقمار الصناعية عن تركيز جهود الحوثية لبناء قواعد عسكرية تحت الأرض وفي الجبال، وحفر شبكة واسعة من الأنفاق والملاجئ في الجغرافيا الساحلية في عبس وميدي ومخابئ للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والزوارق البحرية ومراكز أنظمة الرادار ونقاط المراقبة، وإنشاء ورش لتجميع وتصنيع المعدات الحربية في مزارع الجر بعبس. ومراكز مراقبة واستطلاع في حرض، ومثلها منصات إطلاق صواريخ وطائرات غير مأهولة ومنظومات دفاع جوي.

وفي محافظة عمران، تشير المعلومات ونتائج تحليل صور الأقمار الصناعية إلى وجود استحداثات وانشاءات حوثية في أعتى جبال المحافظة، خصوصا في مديرية حرف سفيان، أكبر المديريات جغرافيا وأهمها استراتيجيا كونها البوابة الجنوبية لصعدة وتقع على الحدود مع مديريات الجوف وحجة.

وتقع في سفيان قواعد عسكرية قديمة ومقار عسكرية، ومنها تمر الطرق الرئيسية الرابطة بين صنعاء وعمران وصعدة والجوف.

صنعاء مخزن أسلحة ومغارات

وفي العاصمة صنعاء والمرتفعات الجبلية المحيطة بها التابعة لمحافظة صنعاء تقع ثاني أكبر مجمعات للقواعد العسكرية الحوثية، إذ لا تتوقف أنشطة الحوثيين في إنشاء قواعد عسكرية جديدة ومخابئ تحت الأرض وأنفاق وتحصينات أسفل الجبال التي تطوق العاصمة، وتحديث منشئات عسكرية قديمة مدفونة ومحصنة بالخرسانة الأسمنتية.

وتوضح صور الأقمار الصناعية وصور "غوغل إيرث" والمصادر المفتوحة قيام عصابة الحوثي بإعادة تأهيل مخازن أسلحة تحت الأرض قديمة في معسكر الحفا والمعسكرات في جبال نقم شرقي العاصمة، واستحداث مخابئ وتحصينات جديدة واسعة في سلسلة جبال نقم.

وتفيد المعلومات عن محاولة الحوثيين إعادة تشغيل مخازن الصواريخ القديمة المخبأة في أنفاق محصنة في جبال عطان، حيث كانت تتمركز ألوية الصواريخ سابقا وتم فيها تخبئة الصواريخ الباليستية والمجنحة.

وكانت مصادر محلية، اكدت في وقت سابق بقيام عصابة الحوثي بأعمال حفر واسعة في الجبال الشرقية للعاصمة صنعاء للبحث عن مخازن سلاح وذخائر قديمة وبناء تحصينات وأنفاق جديدة.

كما توضح صور الأقمار الصناعية قيام الحوثيين بانشاءات واستحداثات كثيفة وشق طرقات جديدة في مواقع بقاعدة عسكرية بمنطقة جربان شمال العاصمة، وفي منطقة ضلاع همدان إلى الشمال الغربي، حيث يقع فيها عدة معسكرات سابقة وحديثة ومنطقة الكسارات ومغارات واسعة تستخدمها الجماعة لعمليات عسكرية.

تحصينات وقواعد في البيضاء ومأرب

وفي محافظة البيضاء، قامت عصابة الحوثي ببناء قواعد عسكرية ونشر منصات إطلاق صواريخ وطائرات تجاه البحر العربي.

وفي مأرب اقدمت عصابة الحوثي على بناء الأنفاق والتحصينات وشق طرقات في مرتفعات مأرب خصوصا في سلسلة جبال هيلان الاستراتيجية، وحفر شبكة أنفاق وتحصينات في خطوط المواجهات.

عسكرة الحديدة والمرتفعات الغربية

وفي محافظة الحديدة، الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر، وجهت عصابة الحوثي جزء غير قليل من جهدها لبناء مرافق وقواعد عسكرية جديدة في سهول تهامة وفي الجزر البحرية والموانئ بمدينة الحديدة والصليف.

إذ أنشأت الجماعة شبكة واسعة من الانفاق والمغارات تحت الأرض على طريقة حماس والجهاد الإسلامي في غزة وحزب الله في ضاحية بيروت، وتطوير مخازن محصنة لإيواء وتخبئة السلاح والذخائر البحرية المتطورة، ومراكز تصنيع الألغام البحرية والزوارق المفخخة وورش تجميع صواريخ أرض بحر وأرض جو والقذائف المضادة للسفن، وتطوير مخابئ مدفونة للقيادة والتوجيه ومرابض منصات الاطلاق والرادارات.

استحداثات في ريمة وإب وتعز

وتظهر صور الأقمار الصناعية قيام عصابة الحوثي باستحداثات وانشاءات وشق طرقات في عدد من جبال محافظات ريمة وإب وتعز وذمار، خاصة في المناطق الغربية المطلة بشكل وباخر على البحر الأحمر.

وفي تلك المناطق الاستراتيجية قامت عصابة الحوثي بنشر منصات ثابتة ومتنقلة لإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة ومنظومات المراقبة الكهروبصرية وأنظمة دفاع جوي ومعدات الحرب الالكترونية والاستطلاع.