أكّد رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي، محمد الغيثي، أن 96 شهيدًا من جنود دولة الإمارات العربية المتحدة قدّموا أرواحهم فداءً للعاصمة المؤقتة عدن خلال مشاركتهم في عمليات دعم الشرعية ومواجهة مليشيات الحوثي.
جاء ذلك في تصريح له بالتزامن مع الذكرى السنوية لتحرير عدن، التي شهدت دورًا بارزًا لدولة الإمارات ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن.
وفي كلمته، أشار الغيثي إلى أن هذه التضحيات الجسام تمثّل دليلًا واضحًا على الدور العروبي والقومي الذي اضطلعت به دولة الإمارات في دعم القضايا العربية المصيرية.
وقال إن شهداء الإمارات لم يُقدّموا فقط أرواحهم، بل رسّخوا مثالًا يُحتذى به في البذل والعطاء والتضحية من أجل الدفاع عن قيم العروبة والمصير المشترك.
ذكرى تحرير عدن: محطة تاريخية
جاءت تصريحات الغيثي بالتزامن مع الذكرى السنوية لتحرير عدن، تلك المدينة التي شهدت واحدة من أهم المعارك الحاسمة في الحرب ضد مليشيات الحوثي الانقلابية.
وكانت دولة الإمارات قد لعبت دورًا محوريًا في تحرير المدينة، حيث ساهمت بشكل مباشر في تدريب وتأهيل القوات المحلية، وتوفير الدعم العسكري والإنساني اللازم لاستعادة السيطرة على المدينة وإنهاء سيطرة الحوثيين عليها.
ووصف الغيثي هذه الذكرى بأنها "محطة مفصلية في تاريخ اليمن"، مشيرًا إلى أن مواقف الإمارات كانت حاضرة وبقوة في تلك المرحلة الحرجة.
وأكد أن تضحيات شهداء الإمارات ستظل محفورة في ذاكرة أبناء الجنوب، لما مثّلته من دعم صادق وغير مشروط في وقت كان فيه الشعب اليمني بأمس الحاجة إلى النصرة والإسناد.
تجسيد معنى الأخوة العربية
ولفت الغيثي إلى أن مواقف الإمارات تعكس المعنى الحقيقي للأخوّة والنصرة العربية، حيث لم تتردد الدولة في الوقوف إلى جانب شعب الجنوب في أحلك الظروف.
وأشار إلى أن هذا الدعم لم يكن عسكريًا فقط، بل امتد ليشمل مجالات الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار، ما أسهم في تخفيف معاناة المدنيين وتحسين ظروفهم المعيشية.
وفي ختام تصريحاته، وجّه الغيثي رسالة شكر وعرفان إلى دولة الإمارات قيادة وشعبًا، مشيرًا إلى أن أبناء الجنوب لن ينسوا يومًا هذه التضحيات الكبيرة.
كما دعا إلى استمرار التعاون بين دول التحالف العربي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وصولًا إلى تحقيق الأهداف المشتركة التي يسعى إليها شعب الجنوب وكل العرب.
تفاعل إعلامي وجماهيري
تصريحات الغيثي لاقت تفاعلًا كبيرًا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد العديد من الناشطين والمحللين السياسيين بمواقف الإمارات ودورها المحوري في دعم القضية الجنوبية.
واعتبر البعض أن هذه التضحيات ليست مجرد أرقام، بل هي قصة بطولة وإيثار تستحق أن تُخلّد في الذاكرة الوطنية.
يُذكر أن المجلس الانتقالي الجنوبي يواصل جهوده لإبراز دور التحالف العربي، وخاصة دولة الإمارات، في دعم القضية الجنوبية وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وفي ظل التحديات المستمرة التي تواجه اليمن، تبقى هذه التضحيات نموذجًا يُحتذى به في العمل المشترك لتحقيق السلام والتنمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news