مسلسل (ملف مخفي) موقوف حتى إشعار آخر.. ثقافة تعز توجه بالتحقيق مع فريق المسلسل

ثقافة وفن

(الأول) غرفة الأخبار:

كشفت وثيقة رسمية صادرة عن مكتب الثقافة في محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، عن توجيه رسمي بفتح تحقيق مع فريق إنتاج المسلسل الدرامي "ملف مخفي"، الذي تم تصويره وإنتاجه في ريف تعز الجنوبي، وذلك على خلفية اتهامات بعدم الحصول على التراخيص القانونية اللازمة لعرض العمل الفني.

ويأتي هذا التوجيه بعد قرار بتوقيف عرض المسلسل مؤقتاً، رغم أن الفريق قد نجح في تقديم 15 حلقة منه خلال شهر رمضان المنصرم، مما أثار جدلاً واسعاً بين الجمهور والمهتمين بالشأن الثقافي والفني.

الوثيقة الرسمية تكشف التفاصيل

الوثيقة التي حصلت عليها مصادرنا تشير إلى رسالة رسمية صادرة عن مدير عام مكتب الثقافة بتعز، وجهها إلى مدير عام مديرية المعافر، تطالب بإجراء تحقيق شامل مع فريق الإنتاج الخاص بالمسلسل.

وجاء في الرسالة أن المنتجين لم يلتزموا بالإجراءات القانونية المطلوبة للحصول على التراخيص اللازمة لإنتاج وعرض المسلسل، وهو ما يعتبر مخالفة تستوجب الوقوف على حيثياتها واتخاذ الإجراءات المناسبة.

وأشارت الرسالة إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار الحرص على تنظيم القطاع الثقافي والفني في المحافظة، ومنع أي أعمال غير مرخصة قد تؤثر سلباً على المشهد الثقافي العام أو تثير الجدل المجتمعي.

ردود فعل متباينة

قرار توقيف المسلسل وإطلاق تحقيقات مع فريق الإنتاج جاء ليثير ردود فعل متباينة بين الناشطين والجمهور. فمن جهة، دعم عدد من المثقفين والفنانين القرار، مؤكدين أهمية الالتزام بالقوانين واللوائح التي تنظم العمل الفني، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد، والتي تتطلب تنسيقاً أكبر بين الجهات المختلفة لضمان تقديم محتوى هادف يعكس القيم المجتمعية.

وفي المقابل، أعرب فريق الإنتاج عن استيائه من القرار، مؤكدين أنهم تقدموا بطلبات الحصول على التراخيص اللازمة، لكنهم واجهوا بيروقراطية طويلة ومعوقات إدارية حالت دون استكمال الإجراءات بشكل كامل.

كما أكدوا أن المسلسل كان يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا مجتمعية هامة، وتقديم رسالة فنية بنّاءة تلامس واقع الناس في المحافظة.

تفاصيل المسلسل وأسباب الجدل

مسلسل "ملف مخفي" هو عمل درامي يتناول قضايا اجتماعية وسياسية شائكة، مستوحى من الأحداث التي شهدتها محافظة تعز خلال السنوات الماضية.

وقد لاقى المسلسل إقبالاً كبيراً من الجمهور منذ بداية عرضه في شهر رمضان، حيث نجح في تقديم رؤية فنية مميزة تجمع بين الواقعية والدراما الاجتماعية.

ومع ذلك، فإن بعض الحلقات أثارت جدلاً بين المشاهدين، خاصة تلك التي تطرقت إلى مواضيع حساسة مثل الفساد والصراعات العشائرية.

ويرى البعض أن هذا قد يكون السبب الخفي وراء قرار التوقيف، حيث يخشى البعض من تأثير الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على القضايا الشائكة على الاستقرار المجتمعي.

مطالب بالشفافية

في الوقت الذي تستمر فيه التحقيقات مع فريق الإنتاج، طالب عدد من الناشطين والمثقفين الجهات المعنية بتقديم توضيحات شفافة حول القضية، خاصة فيما يتعلق بمصير المسلسل ومدى إمكانية استئناف عرضه.

وأكدوا على أهمية دعم الأعمال الفنية المحلية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تواجه القطاع الثقافي في اليمن.

ومن جانبهم، دعا فريق الإنتاج إلى إعادة النظر في القرار، معربين عن استعدادهم للتعاون الكامل مع الجهات المعنية لتصحيح أي أخطاء أو نواقص إدارية قد تكون حدثت أثناء عملية الإنتاج.