تقرير خاص – يمن ديلي نيوز
: اعتبر متخصصون يمنيون الغارات الأمريكية التي تشنها على مواقع تابعة لجماعة الحوثي المصنفة إرهابية إحدى التبعات التي دفعتها السيادة اليمنية منذ إعلان إيران سيطرتها على العاصمة العربية الرابعة “صنعاء” عبر جماعة الحوثي المصنفة إرهابية.
وفي سبتمبر/أيلول 2014 أعلنت إيران سيطرتها على العاصمة صنعاء، وذلك عقب اجتياح جماعة الحوثي لها، بعد نحو عشر سنوات من إعلانها تمردا مسلحا مدعوما من إيران في محافظة صعدة شمالي اليمن.
ومنتصف شهر مارس الجاري استأنفت الولايات المتحدة الأمريكية غاراتها على مواقع جماعة الحوثي، حيث تقول الولايات المتحدة إن غاراتها تأتي ردا على تهديد الحوثيين للملاحة الدولية وقيامها باستهداف سفن وأهداف أمريكية في البحر الأحمر.
في هذا التقرير يناقش “يمن ديلي نيوز” مع مختصين تأثير سقوط العاصمة صنعاء بيد إيران عبر جماعة الحوثي وكيف أثر ذلك على سيادة اليمن، ومخاطر تأخر بقاء السيطرة الإيرانية على العاصمة صنعاء على وضع اليمن واستقلاله.
انكشاف خارطة التدخلات
يقول الخبير العسكري الدكتور “علي الذهب”: بمجرد سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء واستيلائها على مؤسسات الدولة انكشفت خريطة التدخلات الإقليمية، وظهرت على السطح بشكل جلي على مستوى تأثير إيران وحزب الله اللبناني.
وأوضح في حديث مع “يمن ديلي نيوز”: اليمن اليوم أصبحت مُباحة، والسيادة مُنتهكة، وخرج الصراع من محلي إقليمي قبل 2014 إلى عنف دولي بدخول التحالف حارس الازدهار والتحالفات الأخرى.
وتابع: التدخلات الخارجية عبر طرف الشرعية أو عبر الحوثيين، توغلت في اليمن. متهما القوى الدولية والولايات المتحدة الأمريكية بتوظيف جماعة الحوثي وتزويدها بالسلاح والتقنيات والتدريب، لانتهاك سيادة اليمن.
وأضاف: اليمن أصبحت مُنتهكة السيادة بمستويات لا يمكن قياسها مقارنة بالدول الأخرى المجاورة التي تواجه عنفًا داخليًا مثل: “السودان، الصومال، العراق، ليبيا”.
ليس فقط التدخلات الخارجية بل أشار “الذهب” إلى سقوط صنعاء بيد الحوثيين أدى لتوسيع الفجوة الانفصالية، وأصبحت فكرة الانفصال واقعية، واليمن مُرشح للانفصال بشكل كبير، ينقص فقط تجرؤ القوى الدولية على منح الاعتراف بالانفصاليين.
الحل استعادة الدولة
وطبقا للخبير العسكري “الذهب” فإن من الأهمية العمل على استعادة الدولة (الحكومة المعترف بها دوليا) للحفاظ على السيادة اليمنية.
لكنه قال: “عندما نريد استعادة الدولة، علينا أولاً أن نستعيد جيشًا موحدًا، مهنيًا، ومحترفًا، ودمج تشكيلات مسلحة تحت قيادة واحدة، وقدرة سيطرة وغرفة عمليات واحدة، وهو ما ليس حاصلًا الآن”.
وأضاف: “استعادة الدولة يتطلب تأجيل كافة الملفات التي تدعو إلى تجزئة البلد وتقسيمه، وهذا أمر صعب حدوثه، لأن هناك أطراف خارجية تؤيد هذه الاتجاهات نظرًا لمصالحها الجيوسياسية، وتعتقد أنها أحد أسباب الحرب”.
كل الأحداث الدموية
في السياق رئيس مركز أبعاد للدراسات “عبدالسلام محمد” أكد على تحميل الحوثيين مسؤولية انتهاك سيادة البلاد.
وقال لـ”يمن ديلي نيوز”: “انقلاب الحوثيين تسبب بكل الأحداث الدموية التي حصلت خلال عشر سنوات من قتل وتفجير وتشريد وجرحى ومعاقين وحالات إنسانية ومآسٍ ومجاعة، وهو ما كان ليحدث لو لم يفجر الحوثي الحرب”.
وتابع: “بعد الانقلاب، ظهرت الحرب من أجل مصالح خارجية، وهذا الأمر حول اليمن إلى ساحة للحروب الإقليمية والدولية، وهو ما نراه الآن من تدخلات دولية في اليمن بسبب الحوثي وميليشيات إيران في المنطقة”.
وأوضح “محمد” أن سقوط الدولة اليمنية بيد الحوثيين وما أعقبه من تدخلات خارجية تسبب في خسارة اليمن أكثر من 100 مليار دولار، ونصف مليون قتيل، وأكثر من 5 مليون مشرد ومعاقين وجرحى ومجاعة، ووضع إنساني كارثي، بالإضافة إلى تخلف اليمن عن التقدم بالتوازي مع دول المنطقة لعقود من الزمن.
وقال: هذه الكلفة كبيرة جدًا في المستقبل، وستدفع ثمنها الأجيال القادمة، خاصة وأن العملية التعليمية تمت إدخال العنصرية والطائفية والتجهيل إلى مضمونها ما يشكل إشكالية كبيرة تحتاج لمعالجتها سنوات.
واعتبر رئيس مركز استعادة الدولة من قبضة الحوثيين أولى خطوات استعادة السيادة اليمنية. مضيفا: “استعادة الدولة من يد الحوثيين يجب أن يكون من الأولويات وهو بالنسبة لليمنيين حلم وسيتحقق”.
وقال: “هذا الأمر سيتحقق كما تحقق للإخوة السوريين، لأن بقاء اليمن رهينة للحوثيين يعني بقاءه رهينة لإيران، وبقاء الصراعات المحلية والانقسامات، واستمرار التدخلات الإقليمية والدولية في اليمن”.
وفي وقت سابق رصد “يمن ديلي نيوز” أربعة تحالفات إقليمية ودولية شاركت فيه نحو 30 دولة وجماعة مسلحة خارجية جلبها الحوثيون إلى اليمن خلال الأعوام الماضية.
ففي 21 سبتمبر/أيلول 2014 تمكن التحالف الإيراني بقيادة إيران من اجتياح العاصمة صنعاء وإسقاطها بيد جماعة الحوثي، وذلك بمشاركة أذرع إيران في العراق ولبنان إضافة إلى النظام السوري.
وفي 26 مارس/آذار 2015 أعلن انطلاق معركة عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية بمشاركة 10 دول عربية، وذلك دعما للحكومة المعترف بها دوليا وتطبيقا للمبادرة الخليجية التي وقعتها الأطراف اليمنية في 2011 برعاية دولية.
والدول التي شاركت في التحالف هي: السعودية والامارات والبحرين والكويت وقطر والسودان والأردن ومصر والمغرب عسكريا في اليمن.
وفي 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انطلاق تحالف “حارس الازدهار” وهو تحالف بحري متعدد الجنسيات تقوده الولايات المتحدة.
وطبقا لبيان إشهار التحالف فإن الهدف من إنشائه هو حماية الملاحة الدولية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن من الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على السفن التجارية.
يتكون التحالف من أكثر من 20 دولة هي: الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، كندا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج، إسبانيا، البحرين، سيشل، اليونان، وأستراليا. فيما فضلت ثماني دول أخرى عدم الكشف عن مشاركتها علنًا لأسباب سياسية.
وأمام هجمات الحوثيين التي طالت عددا من السفن الأوروبية وفر ذلك مبررا لإطلاق الاتحاد الأوروبي عملية مماثلة لعملية حارس الازدهار أطلق عليها “أسبيدس” وهي مهمة بحرية أطلقها الاتحاد الأوروبي في 19 فبراير/شباط 2024.
العملية وفقا لبيان الاطلاق تهدف لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب ومضيق هرمز والخليج العربي من الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على السفن التجارية التي تقول الجماعة إنها مرتبطة بإسرائيل.
وتشارك في العملية خمس دول أوروبية، هي إيطاليا التي تشارك بفرقاطة “كارلو بيرغاميني” وفرنسا بفرقاطة “أوفيرن” وألمانيا بفرقاطة “هامبورغ” وبلجيكا بفرقاطة “لويز ماري” واليونان بفرقاطة “هيدرا”.
مرتبط
الوسوم
هجمات الحوثيين
البحر الأحمر
التدخل الإيراني في اليمن
السفن التجارية
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news