أعد الحلقة لـ”يمن ديلي نيوز” محمد العياشي
: في فترة من الفترات الحرجة من تاريخ حضرموت، وتحديدا بين عامي 1934 و1944، أُرسل الحكومة البريطانية “وليام هارولد انجرامز” إلى حضرموت لتحقيق مصالحها الاستعمارية وتعزيز نفوذها.
وصل هارولد انجرامز إلى حضرموت في نهاية عام 1934، وبدأ مهمته التي استمرت حتى عام 1944.
كانت مهمته الأساسية تعزيز الاستعمار البريطاني في المنطقة، حيث كان يهدف إلى السيطرة على القبائل المحلية وتثبيت نظام السلطنات بما يحقق للاحتلال البريطاني.
كان تعامل بريطانيا ينطلق في جنوب اليمن من سياسة “فرق تسد” وهو الأمر الذي عمل عليه “أنجرامز” لكن بطريقة إصلاحات إدارية ومؤسسية سمحت له بتنفيذ تلك السياسة البريطانية.
ومن أهم أهداف “انجرامز” كان الحفاظ على النظام الاستعماري، الذي يعزز من قدرة بريطانيا على الاستفادة الاستراتيجية من المنطقة.
رفع انجرامز شعار إجراء إصلاحات إدارية وتحديث النظام السياسي والإداري في حضرموت، وذلك لتثبيت نظام السلطنات وتثبيت أقدام بريطانيا.
كان نظام السلطنات إحدى السياسات الاستعمارية التي سمحت لبريطانيا بالاستمرار، حيث قسمت الجنوب إلى نحو 15 سلطنة ومشيخة لكل سلطنة حكومتها الخاصة.
ولم تخل مهمة “انجرامز” من جوانب إيجابية منها إنشاء مشاريع بنية تحتية تعزز من التجارة والتنقل بين حضرموت وعدن، وإجراء هدنة بين القبائل الحضرمية أسميت “هدنة انجرامز” التي ساعدت في وقف العديد من الصراعات القبلية.
كما عمل على تحديث النظام الإداري، مما ساهم في استقرار سلطنة القعيطي، إلى جانب إدخال التقنيات الحديثة مثل السيارات والطرق الحديثة، التي سهلت التنقل والتجارة.
تغريب حضرموت
كان يسعى “انجرامز” للانقضاض على الثقافة الحضرمية اليمنية العربية الأصيلة ليسهل على بريطانيا تمرير سياساتها في المنطقة فقد عمل على إدخال نظام التعليم الأوروبي.
كما كان يرى أن نظام الحكم بحاجة إلى تحديث بما يتماشى مع الأنظمة الغربية، وهو ما جعله يتبنى ماكان يسميها إصلاحات ثقافية واجتماعية تهدف إلى تحويل حضرموت إلى جزء من المجتمع الغربي.
لكن لم يكن عمل انجرامز خاليًا من التحديات. فقد واجه مقاومة شديدة من بعض القبائل التي كانت ترفض الهيمنة البريطانية.
كما أن الصراع الداخلي بين سلطنة القعيطي وسلطنة الكثيري جعل الأمور أكثر تعقيدًا.
من جهة أخرى، تعرضت المنطقة لمجاعة بين عامي 1942 و1946، وهو ما ساهم في تفاقم الأوضاع الاقتصادية في حضرموت، وتزايد السخط ضد السياسات الاستعمارية.
انتقادات
تعرض انجرامز لانتقادات كبيرة بسبب سياساته الاستعمارية. فالتدخل البريطاني كان قاسياً، حيث تم استغلال الموارد المحلية لصالح بريطانيا بشكل أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي للسكان المحليين.
كما استخدم القوة العسكرية ضد القبائل المقاومة، مما أسفر عن تدمير الممتلكات وتشريد السكان.
إضافة إلى ذلك، كان فرض الأنظمة الأوروبية على الثقافة المحلية سببًا في تهميش التقاليد الحضرمية، في حين أن الضرائب الثقيلة التي فرضها ساهمت في تفاقم الأزمة الاقتصادية.
كانت سياساته الاستعمارية تحمل الكثير من السلبيات التي أثرت على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للسكان المحليين.
لقد كان انجرامز معجباً بجغرافية حضرموت وطبيعتها، ووصف وادي حضرموت بأنه منطقة غنية بالموارد الطبيعية، واعتبرها ذات جمال طبيعي أخّاذ، وهو ما أسال لعابه لمحاولة فرض السياسات الاستعمارية على حضرموت.
مرتبط
الوسوم
وليام هارولد انجرامز
المستشرقون واليمن
الحكومة البريطانية
حضرموت
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news