كيف نشأت المقاومة في الجنوب ومواجهة الحوثي عام ٢٠١٥م بعدن!

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 43 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كيف نشأت المقاومة في الجنوب ومواجهة الحوثي عام ٢٠١٥م  بعدن!

المقاومـة الجنوبيـة ..النشـأة والهـدف

إعداد:أ.د.فضل عبدالله الربيعي

المقدمـــــة :

إن العوامل التي أدت إلى اندلاع الحرب كانت مقدماتها واضحة في ما آلة إليه الاوضاع من تدهور وتراكم فشل نظام صنعاء في معالجتها، وهو الأمر الذي مكّن حركة انصار الله (الحوثي ) ، من الدخول إلى صنعاء في نوفمبر من العام الماضي بتواطؤ من قبل بعض القوى السياسية اليمنية، وبعد تحالفهم مع الرئيس المخلوع تم تغلغلهم في مفاصل الدولة المركزية وأمتد نفوذهم وسيطرتهم إلى أكثر من 13محافظة شمالية .

كانت مؤسسة الرئاسة وحكومتي الوفاق والكفاءات عاجزة عن أداء مهامهما الوطنية ، إذ أنحصر دور النخب السياسية في عملية المحاصصة والتسابق في الاستحواذ على السلطة والمال العام وتعميم الفساد .

كما لم تنجح مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في إيجاد حلول حقيقية للأزمة المركبة في اليمن ، إذ لم يتم التوصل بشأن تلك المخرجات إلى إجماع وطني حقيقي حول ترتيبات بناء الدولة وحسم مسألة السلطة والدستور( ) ، ولم تأتي بمعالجة ناجعة لتلك القضايا الجوهرية في اليمن وأهمها قضية الجنوب ، التي لم تحض بالاهتمام الكافي سواء في مؤتمر الحوار أو في الحوارات اللاحقة له ، في ظل فشل إيجاد مرجعية سياسية تمثل الجنوب وقضيته ، إذ لم تنظر النخب الحاكمة في صنعاء والراعية للعملية السياسية في اليمن إلى تلك القضية وموقف أبناء الجنوب في رغبتهم بالاستقلال وهي رغبة تتنامى في المجتمع ، وهذا ما يفسر ذلك التحالف الجهوي ( الشمالي ) في هذه الحرب والذي كان الجنوب مسرحاً لها خلال فترة خمسة أشهر بعد توجه مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق نحو عدن ومحافظات الجنوب دون أي اعتراض لها في المحافظات الشمالية بعد قرار إعلان التعبئةَ العامة الذي أعلن عبر ما تسمى “اللجنة الثورية” وهو قرار إعلان بدء الحرب اتخذه ممثلي الحلف الانقلابي الدموي (مليشيات الحوثي وقوات صالح) في 21 مارس ، وقد ارادوا المضي في طريق الحرب على الجنوب لاستكمال سيطرتهم على اليمن من أجل الاستحواذ على السلطة وتكريس الهيمنة الجهوية والطائفية على البلد والسير في تنفيذ اجندة خارجية ، ويظهر بانهم قد استعدوا لهذه الحرب على مستوى عال من التخطيط والتدريب والعدة والعتاد كما بيّنها مسرح العمليات القتالية( ).

*الهــدف:

يتمحور هدف هذه الورقة حول هدف عام وهو توصيل رسالة إلى المقاومين والرأي العام للتعرف بتاريخ نشأة المقاومة الجنوبية ودورها واهدافها.

مفهوم المقاومة :

بداية نقول أن جميع المقاومات في العالم قد نشأت تحت وازع الرفض الفطري للاحتلال باعتباره جريمة بشعة ترفضها جميع الفلسفات وتقف في مواجهتها كل القيم والاعراف .

وتّعرَف المقاومة بأنها فعل يؤدي الواجب الوطني في مقاومة العدوان.

بهذا المعنى فالمقاومة الجنوبية : هي كل الافعال التي عبر عنها الناس في رفضهم لقوات صنعاء عندما فرضت سيطرتها على الجنوب بعد اجتياحه بالحرب عام 1994م . وقد ظهرت المقاومة بأشكال وانشطة مختلفة إلا إن الظروف الاستثنائية التي رافقت المقاومة الجنوبية في بدايتها الأولى بعد حرب 1994م لم تساعد على اظهار المقاومة ودعمها ، إذ كانت الظروف الدولية قد عملت ضد هذه المقاومة مما حرمها الدعم والتبني الخارجي الذي يدعم مساهمتها في الميدان ، ويجعل من تحقيق اهدافها المتمثل في التحرير الكامل ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى كانت الظروف الداخلية لم تسمح للمقاومة العمل بسبب شدة وقسوة نظام صنعاء وقمعه لها وعدم بلورة الموقف الواحد في الجنوب من احتلال صنعاء حينها .

وحتى جاءت الحرب الراهنة التي تعد الثانية على الجنوب ، ظهرت فيها المقاومة الجنوبية بشكل اوسع شملت كل قطاعات المجتمع الجنوبي التي توحدت في مواجهة هذا العدوان الذي شنتة مليشيات الحوثي وقوات الجيش اليمني المواليين للرئيس المخلوع صالح.

نشؤ المقاومـــة :

يمكن القول هنا أن بداية المقاومة يعود إلى الارهاصات الأولى للمقاومة التي ظهرت بعد إجتياح الجنوب عام 1994م المتمثلة بظهور حركة (حسم) المسلحة ، مرورا في حركة ونشاط الحراك الجنوبي السلمي ، إلا إن ظهورها قد تبلور بصورة واضحة في هذه المرحلة عند دخول قوات الحوثي المحافظات الجنوبية ويمكن نوثق لها في تاريخ 25/ 3/ 2015م، عندما ظهرت المقاومة الشبابية في عدن للتصدي لمليشيات الحوثي وصالح وذلك عندما اقبلت مجموعة من الكتيبة التابعة للواء 31 والمرابطة في معسكر بدر الملاصق للمطار والذين كانوا قد اعلنوا ولائهم للرئيس هادي من سابق وانقلبوا عليه ، حيث تقدموا للسيطرة على مطار عدن المدني ، وانتشرت قوات الامن المركزي في عدد من الجولات كما حصل بالقرب من جولة كالتكس والقاهرة واجهم شباب المقاومة الذي تمكنوا من كسر اندفاعهم نحو المدن ، وفي مطار عدن قام شباب المقاومة في مواجهة الكتيبة العسكرية ودخلوا في اشتباك معها، كما تصدى الشباب للمليشيات والقوات الخاصة المنتشرة في شوارع عدن،وقدتمكن الشباب في قتل العديد من هؤلاء الغزاة ، وتعد هذه اللحظات هي لحظة نشؤ المقاومة الجنوبية ، التي انتشر ظهورها على نحو واسع في عدد من المواقع في محافظات عدن ولحج والضالع وابين وشبوة ، بلغ عدد الجبهات في هذه المحافظات حوالي 31 جبهة . .

لقد وجد الناس انفسهم في حرب فرضت عليهم بالقوة ، يرون ان الواجب الوطني يحتم عليهم مقاومة هذا العدوان ، بعد ان اختفت السلطات الرسمية واللجان الشعبية في صورة مفاجئة في هذه المحافظات والتي كانت قد اعلنت ولائها مع الشرعية.

يذكر ان جزء من شباب المقاومة في عدن قد تمكنوا من الحصول على السلاح من مخازن الأسلحة في جبل حديد يوم 24/3 مما ساعد على ظهور المقاومة الشبابية المسلحة بشكل طوعي للدفاع عن انفسهم وعن كرامتهم .حيث وضع الجنوبيون بين خيارين هما :

1- الخيار الأول: أما أن يتركوا الجنوب لمليشيات الحوثي والقوات اليمنية المتحالفة معها التي معظمها هي من اجتاحت الجنوب خلال 21 عام الماضية ، وان تجتاحه مرةً ثانية، خصوصا بعد ان تبين لهم اختفاء القوات الرسمية التابعة للشرعية عن مقاومتها لمليشيات الحوثي الانقلابية ومن ثم اخضاع الجنوب لمرحلة جديدة من الاحتلال ، وربما تكون اسواء من المرحلة السابقة.

2-الخيار الثاني : لم يكن أمام المقاومة إلا إن يتصدوا لذلك العدوان دفاعا عن الوطن (الارض والعرض والدين ) من تلك العصابات على أمل ان تفضي هذه الحرب إلى واقع جديد يمثل لهم مدخلا نحو تحقيق مطلبهم باستقلال الجنوب وهو المطلب الذي لم يتفهم له المجتمع الاقليمي والدولي – مع الاسف – فقد تكون لغة السلاح هي الحل في نظرهم وخلق واقع اخر قد يتعامل معه العالم ، والذي ظل قطاع واسع من شباب الجنوب ينادون به من وقت طويل بعد ان سأموا من التظاهرات السلمية بحسب تعبير الشباب .

ان تقاطع مصالح المقاومة مع دول التحالف التي ترى بان هذا التمدد للحوثي على الاراضي الجنوبية يشكل خطرا على امن واستقرار المنطقة ، قد شجع الجنوبيون على خيار المقاومة بدلا من الاستسلام.

*إعــلام المقاومـــة :

حظيت المقاومة في مختلف التجارب العالمية بدعم إعلامي واسع وكبير، نظراً إلى اهمية الاعلام ودوره وتأثيره في الرأي العام، وعندما نقارن الدعم والإسناد الاعلامي في تجارب المقاومة على المستوى العالمي بالظرف التي نشأت فيها المقاومة الجنوبية ، التي لم تحض بالدعم الاعلامي ، حيث لا نجد وجهاً للمقارنة على الاطلاق. وعند متابعة ذلك لاحظنا ان اجتياح الجنوب الاول في عام 1994م ، قد تزامنا مع اوسع انطلاقة يشهدها العالم في وسائل الاعلام من فضائيات وإذاعات وإنترنت، استثمرتها ماكنة إعلام نظام صنعاء وتسخيرها لمصلحته ، من خلال توظيفها للترويج لخطابها التضليلي طوال السنوات الماضية الذي انتقص من قضية شعب الجنوب وحرمانه من تلك الوسائل، ولم تتوافر للجنوب ومقاومته أدوات إعلامية تخاطب الرأي العام وتشرح قضيته، وهذا الوضع سحب نفسه على اعلام المقاومة اليوم في الحرب الثانية على الجنوب حيث تعرضت المقاومة الجنوبية إلى التجاهل وعدم إبراز دورها الفعال في التصدي للعدوان وكسر المشروع العدواني الذي يستهدف امن واستقرار المنطقة ككل، حيث تعرضت المقاومة ودورها القتالي للتعتيم الهائل على نشاطها المتمثل في شن هجومها الواسع على مليشيات الحوثي والمخلوع والتصدي لعدوانهم، وحتى بعد تحقيق النصر الذي تمثل في انتصار المقاومة ودحر المليشيات من خمس محافظات جنوبية ، ولم تّطلع الاغلبية العظمى من الناس على حجم المقاومة الجنوبية والتعرف على نشاط المقاومين في عدد من المحافظات الجنوبية ، بسبب عدم وجود وسائل إعلام توثق وتنشر عملياتها ، كما جرت محاولات واسعة لسرقة دور المقاومة الجنوبية والتضليل عن نشاطها عن طريق نزع الثوب الوطني الجنوبي عنها من خلال تكريس خطاب يذهب إلى ان المقاومة هي مقاومة شعبية واحدة لربطها بالمقاومة الموجودة في بعض المحافظات الشمالية أو ما يسمى بقوات الشرعية.

* سلاح المقـــــــــــاومة:

يذكر أن المقاومة لم تكن جاهزة لخوض هذه الحرب ولا تتوفر لديها اسلحة لمواجهة تلك القوات المتمثلة في مليشيات الحوثي التي تمتلك المعدات والاسلحة المتوسطة والثقيلة، بالإضافة إلى السلاح التابع للجيش اليمني والقوات الخاصة الذي سلم للحوثي والقوات العسكرية المتحالفة معه في هذه الحرب وهذا لا يقارن مع الاسلحة الشخصية البسيطة لدى المقاومة ، التي لا تمتلك الاسلحة في بداية الأمر سوى ما تمكنت الحصول عليه واغتنمته من المخازن التي بدا نهبها من قبل القوات النظامية ، أو من بعض المعسكرات التي هرب منها الجيش ،وهي في معظمها اسلحة خارجة عن الجاهزية وبحاجة إلى الصيانة ، حيث عمل رجال المقاومة بالتعاون مع افراد الجيش الجنوبي السابق الموقوفين عن العمل منذ 1994م على اصلاح الكثير منها. وفي اثنا المعارك وصلت للمقاومة بعض القطع الصغيرة من الاسلحة التي كانت تتم عبر الانزال المظلي من قوى التحالف .

كما كان لوجود السلفيين على وجه التحديد ضمن المقاومة والذين شكلوا عامل مهم واساسي في المقاومة نظرا لما يمتلكونه من خبرات عسكرية وقد سبق لهم وان دخلوا في حروب سابقة مع انصار الله فيما عرفت بحرب دماج بين السلفيين والحوثيين قبل سنتين تقريباً ، حيث كان هؤلاء قد ارتبطوا بعلاقات جيدة مع بعض دول التحالف مما سهل لهم التواصل مع التحالف الذي مدهم بالسلاح للمقاومة، وحتى انتظم العمل في قيادة المنطقة العسكرية الرابعة قبل شهرين من الحسم العسكري تقريباً وتم التنسيق بين فصائل المقاومة والجيش في المنطقة العسكرية الرابعة بعدن ، و هو الأمر الذي شجع دول التحالف على دعم المقاومة بالأسلحة النوعية والذي كان لها الدور الفعال في حسم المعركة بعد وصول كتيبة الحزم من الشباب الجنوبيين الذين تم تدريبهم في المملكة .

* دور الشباب في المقاومة:

يؤكد المتخصصين في الدراسات الاجتماعية والنفسية ,ان فئة الشباب هم الأكثر اندفاعا لتقديم التضحية ، ويقدمون أنفسهم ودماءهم في ميادين الحرب والقتال، وهم الاكثر قوة وفعل في المقاومة السلمية والمسلحة والتي تأتي في غالبها تعبيراً عن عدم الرضا بالواقع، أو الاعتراض والاحتجاج على بعض الأوضاع والسلطات وضد الاستبداد والظلم( ).

إن الفرق الكبير بين شباب الجنوب والاخرين من الشباب العربي كما تشير إليه الاحداث التي شهدها المجتمع العربي من حروب جُند فيها اعداد كبيرة من الشباب للجهاد مع منظمات ارهابية مختلفة تحت دوافع عقائدية وايدلوجية واستخباراتية، اما الشباب في الجنوب فقد اندفعوا طواعية في الحرب بهدف التخلص من الظلم والاستبداد الذي مورس عليهم من قبل نظام صنعاء ، ومن اجل استقلال وتحرير الجنوب( ).

حيث تلعب التنشئة السياسية والتعبئة التي يتلقوها في مجتمعهم دوراً كبيراً في توجههم اما نحو التطرف والارهاب بمختلف اشكاله الفكري والعقائدي ، أو نحو رفض الاستبداد والتسلط والظلم وهذه حال شباب الجنوب ..

إن ارتفاع الروح المعنوية لدى المقاومة الوطنية التي ظهرت جليا بين شباب الجنوب ولا سيما شباب مدينة عدن في التصدي للمليشيات الحوثية المسلحة والقوى المتحالفة معها من القوات الخاصة والجيش اليمني تعود إلى تلك المعاناة الطويلة التي عاناها أبناء الجنوب والقهر الاجتماعي الذي شافوه في وجوه ابائهم وامهاتهم من جراء ما لحق بهم من مظالم خلال السنوات الماضية من قبل نظام صنعاء - الذي حول الجنوب إلى ارض محتلة - وإلى تلك التعبئة الثورية للحراك الجنوبي والمتمثلة بالأنشطة والفعاليات المختلفة خلال الثمان السنوات الماضية كالمسيرات والمظاهرات الجماهيرية والمحاضرات والندوات والبرامج الثقافية والتوعوية التي عززت من روح الانتماء للهوية الوطنية الجنوبية. وكانت التضحيات التي قدمها الشهداء الذين سقطوا في السنوات الماضية دفاعا عن الجنوب وأرضها أثر كبيرا في احياء الروح المعنوية التي دفعت بالشباب نحو الانخراط في صفوف المقاومة ، التي استطاعت ان تكبد المليشيات الحوثية والقوات المتحالفة معها خسائر كبيرة بالأرواح رغم ان المقاومة الجنوبية لا تمتلك الاسلحة الشخصية، بينما مليشيات الحوثي والقوات الموالية لها من الجيش والامن تمتلك مختلف الأسلحة منها المتوسطة والثقيلة .

إن ارتفاع معنوية الشباب وعزيمتهم لم يكن ورائها دوافع ايدلوجية ، أو ولاءات ضيقة ، بل يقف وراءها حب الأرض الجنوبية التي زرعت فيهم طيلة السنوات الماضية .

وعليه ان التفريط بهذه الروح أو محاولة من ينتظر استقلالها لغير ذلك ، انما هم يدفعون هؤلاء الشباب إلى أعمال عنف أخرى . لذا ندعو المنظمات الدولية والدول التي تكافح الإرهاب ودول التحالف أن تدرس هذه التجربة والاستفادة منها وتدعم هذه الروح الوطنية ، وخيارها الوطني .

* المخاوف من عدم تحقيق أهداف القوى المنتصرة في الحرب :

1. تشير معطيات الحالة الراهنة للحرب بأن النهاية المتوقعة لها تحمل مسارين هما :

أ- مسار يمثله الحوثي والمخلوع وهو الاتجاه نحو الحل السياسي لضمان بقائهم ضمن العملية السياسية القادمة والمدعوم من حلفائهم الخارجيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية ، ومن ثم سوف يستعيدون بكل تأكيد مشروعهم السياسي باليمن في والاستفادة من تجربة الحرب ونتائجها. وهنا نتوقع ظهور تحالفات جديدة معهم ، وقد نرى مواقفهم ومشروعهم السياسي يظهر عبر قوى أخرى كما يبدو في الافق اليمني ، بحسب ما يخطط له من قبل بعض القوى السياسية التي ظلت متحالفة معهم وتقدم لهم الدعم اللوجستي، لسبب بسيط هو تقاطع مصالحهما معا فيما يخص الموقف من استقلال الجنوب !!

ب- مسار أخر يتمثل في موقف الحكومة الشرعية والقوى المؤيدة لها وتدعمها دول التحالف العربي وهو فرض مخرجات الحوار عبر الستة الاقاليم وهذا واضح تماما من ما يجري على مسرح عمليات الحرب على أرض الواقع الذي تم تقسيم مسرح عملياتها ومحاولة توزيع المقاومة بحسب الاقاليم المقترحة ، دون الاعتبار لتلك التضحيات التي قدمتها المقاومة الجنوبية والتحامها مع الشرعية والتحالف ميدانيا وتباينها معهم سياسيا .

2. نجحت القوى السياسية التي تقف على النقيض من مشروع وتضحيات المقاومة الجنوبية في تواصلها وتأثيرها على صانعي القرار السياسي في دول الجوار لأنها تعمل في اطار مبرر الشرعية، بالمقابل اخفقت النخب والقوى السياسية الجنوبية التي تتبنى موقف المقاومة الجنوبية الذي لم تستطيع التأثير على صانعي القرار السياسي في دول الجوار لسبب بسيط ايضا ، وهو ان القوى الاولى يوجد لها تمثيل واضح باسم الشرعية وباسم الشرعية جاءت عاصفة الحزم والامل ، بينما الثانية لا يوجد لها تمثيل واحد ومعترف به بالخارج

3. كل ما ذكر في 1 و2 قد لا يؤدي إلى ضمان الأهداف التي جاء من أجلها تدخل دول التحالف العربي، حيث ان عدم التفهم لحقيقة قضية الجنوب ، واستمرار الوحدة تحت أي شكل أو مسمى كان، فإن ذلك سوف يمكن الشمال والزيدية تحديدا من العودة للحكم بعد الانتخابات القادمة وبقوة وسوف يفرضون سيطرتهم على اليمن بأكمله. ومن ثم فإن السعودية والخليج قد يواجهون مخاطر أكبر في المستقبل ، حينها لم يستطيعوا التدخل لمنع أي مخاطر تهددهم، فقد لا يجدون شرعية أخرى تتوجه لهم بطلب التدخل كما هم عليه الان !! وقد نجد الغالبية العظمى في الشمال في المستقبل معارضين لدول التحالف، كما يبدو واضحا اليوم في الشمال من الخطاب الاعلامي وفي تأخرهم في حسم الحرب هناك لصالح المقاومة والشرعية .

4. إن عودة الرئيس و الحكومة الشرعية إلى اليمن حتى وان تم تطبيق قرارات مجلس الأمن وتنفيذ آليات المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار وقبلوا الحوثيون بالأقاليم السته ، فذلك ليس لمصلحة دول الجوار أو لمصلحة المشروع العربي، لعدة أسباب أهمها ان عودة الرئيس والحكومة محكومة بفترة انتقالية قصيرة حتى يتم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وسوف يأتي بعدها رئيس أخر منتخب قد لا يسلك موقف الرئيس هادي مع الخليج، فقد يكون زيدياً او حوثيا وقد يكون سنيا او لبراليا قريب للغرب ومتعاطف مع الحوثيين يسهل تواجدهم في الحكم مما سوف يشكلون خطرا على السعودية وبقية دول الجوار .

5. في هذه الحالة سوف يتعرض الجنوب للاضطهاد بشكل أكبر مما هو عليه الأن وهذا متوقع لسبب توفر التهم للجنوبيين بحسب زعم الشماليين لهم بوصفهم أي الجنوبيون عملا مع دول التحالف في ضرب اليمن فهم خونه ومتآمرين على الوطن ، ولا نستبعد ذلك تماما خصوصا وقد عبر عنه الكثير من النخب الشمالية المختلفة في الوقت الراهن .حينها قد لا تستطيع دول التحالف ان تتدخل لحماية الجنوبيين فيما بعد ، خلافا اذا هم في دولة مستقلة .

6. ان الاصرار من قبل الحكومة الشرعية وبعض من دول التحالف في بقاء الوحدة اليمنية حتى بشكلها الاتحادي المزمع فذلك يمثل خطرا كبيرا في تقديري ليس على الجنوب فحسب بل والامة العربية عامة ، لان ذلك سوف يخضع اليمن كله تحت سيطرة القوى المتحالفة مع إيران والولايات المتحدة الامريكية، وهذا قد يلبي مصالح إيران التي تسعى إلى بقا اليمن في دولة واحدة مجاورة للمملكة ، ومن ثم ترك الساحة اليمنية تستقل من قبل الدوائر العالمية التي تخطط لضرب الامة العربية بموجب مشروعهما الشرق الاوسط الجديد الذي بداء من العراق وسوف ينتهي بدول الخليج.

7. ان استقلال الجنوب بدولته المستقلة هو ضمان الاستقرار باليمن ومن ثم الاستقرار للخليج ودفاعا عن المشروع العربي في مواجهة التدخل الخارجي لان المخططات الخارجية لا تنجح الا في ظل عدم الاستقرار وفي استمرار الحروب ، وهي واردة اذا ما انتهت الحرب وفقا لاتجاه المسارين أعلاه .

وعليه ان فصل الجنوب كدولة مستقلة وخلق التوازن في الشمال بين اقليمي ( صنعاء وتعز ) في دولة اتحادية شمالية، هو ضمان لمنع الحروب الداخلية سوى بين الشمال والجنوب ، او حرب طائفية داخل الشمال نفسه . ومن ثم تستطيع دول مجلس التعاون معا ان تخلق تقارب بينها وبين الدولتين في اليمن .


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

شاهد اول صورة لجثة عبد الملك الحوثي بعد غارات مكثفة هزت صعده

وطن الغد | 3100 قراءة 

تعميم حوثي يكشف عن حالة الرعب والمخاوف من ضربات جوية أمريكية موسعة

حشد نت | 2317 قراءة 

عاجل : بعد اعلان امريكا مقتل عبدالملك الحوثي...الجماعة تفاجئ الجميع وتتخذ هذا القرار

جهينة يمن | 2236 قراءة 

عاجل | بقيادة الشامي والعاطفي …  انقلاب عسكري في صنعاء 

العاصفة نيوز | 2104 قراءة 

عاجل : "اليمن السعيد" يكشف حقيقة الصورة المتداولة لعبدالملك الحوثي بعد مقتله

اليمن السعيد | 1853 قراءة 

أول قرار للحوثيين بعد إعلان أمريكا مقتل ”عبد الملك الحوثي”

المشهد اليمني | 1276 قراءة 

أمريكا تعلن عن القضاء على زعيم مليشيا الحوثي في اليمن بغارة جوية

يمن فويس | 1128 قراءة 

عاجل : شاهد أول صورة لجثة زعيم الحوثيين بعد غارات أمريكية مكثفة على صعدة

العاصفة نيوز | 993 قراءة 

عاجل: شاهد فيديو للمستشفى الذي استهدفته الغارات الأمريكية قبل قليل في معقل الحوثيين بصعدة

جهينة يمن | 778 قراءة 

عاجل:هذا ماستقوم به جماعة الحـ.وثي بعد قليل

كريتر سكاي | 695 قراءة