الولايات المتحدة ترسل عادل عبد المهدي إلى صنعاء في مهمة وساطة بينما ترامب يهدد عبر منصة إكس
وكالة المخا الإخبارية
كشفت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة الأمريكية، التي لا تتوانى عن التلويح بقوتها عبر تغريدات الرئيس السابق دونالد ترامب على منصات التواصل الاجتماعي، قررت هذه المرة اللجوء إلى أسلوب أكثر دبلوماسية! حيث أرسلت رئيس الوزراء العراقي الأسبق، عادل عبد المهدي، إلى صنعاء في مهمة وساطة تهدف إلى وقف الهجمات الصاروخية التي تشنها جماعة الحوثي على السفن الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر.
يبدو أن واشنطن، التي اعتادت على إطلاق التهديدات عبر "إكس"، وجدت نفسها مضطرة إلى تبني نهج أكثر هدوءاً هذه المرة، في محاولة لتهدئة الأوضاع المتوترة في المنطقة. وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود دولية لاحتواء الأزمة اليمنية، التي طال أمدها وأصبحت مصدر تهديد للأمن البحري الدولي.
خياران على الطاولة: توافق أم تقسيم؟
وفقاً للمصادر، طرح عبد المهدي خلال مباحثاته مع قيادات الحوثي في صنعاء خيارين رئيسيين.
الخيار الأول يتضمن تشكيل مجلس رئاسي موحد، يتم اختيار رئيسه من قبل الحوثيين، مع وجود عضوين آخرين يمثلان الشمال والجنوب. كما سيتم تعيين رئيس وزراء من الجنوب (من محافظة حضرموت) ووزير دفاع من صنعاء، ووزير داخلية توافقي من الجنوب. وستُدار جميع الإيرادات الحكومية بشكل موحد، مع تخصيص 10 مليارات دولار كدفعة أولى لإعادة الإعمار.
أما الخيار الثاني، فهو أكثر إثارة للجدل، حيث يقترح تقسيم اليمن إلى دولتين منفصلتين: شمالية تحت سيطرة الحوثيين، وجنوبية تحت إشراف التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات. هذا الخيار يعيد اليمن إلى ما قبل عام 1990، عندما كانت البلاد منقسمة إلى شطرين.
مقايضة سياسية: غزة مقابل البحر الأحمر!
وتكشف المصادر أن هذه المبادرات تأتي في إطار مقايضة سياسية، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تهدئة الأوضاع في غزة، مقابل قيام صنعاء بفك الحصار البحري الذي تفرضه على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر.
ترامب يهدد... وأمريكا ترسل وسيطاً!
في الوقت الذي يهدد فيه ترامب عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر الولايات المتحدة وجهها الدبلوماسي بإرسال وسيط إلى صنعاء. يبدو أن واشنطن تعيش حالة من الانفصام بين التهديدات اللفظية على "إكس" والجهود الدبلوماسية على الأرض.
ومن المتوقع أن تستمر المباحثات في الأيام القادمة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق تقدم في الملف اليمني كجزء من جهودها لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
لكن في ظل التعقيدات السياسية والعسكرية التي تشهدها اليمن، تبقى هذه المبادرات محل نقاش ساخن بين الأطراف المعنية، فيما تظل أمريكا تلعب على جميع الجبهات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news