21 مارس.. ذكرى ميلاد بشير الخير
الحادي والعشرين من مارس عام 1942، في هذا اليوم كان اليمن على موعد سيتحدد من خلاله رسم ملامح مستقبل فترة من تاريخه المشرق. كان ذلك الموعد مولد رئيس وزعيم وقائد وإنسان سيحمل على عاتقه هم الوطن الكبير الممتد من أقصى الشمال إلى الجنوب والذي اسمه اليمن الخالد خلود الأرض. كغيره من أبناء ذلك الجيل، جاء بشير الخير علي عبد الله صالح إلى الحياة في ظروف من القهر والظلم وشظف العيش رسمتها لليمنيين أيدي الشر والكهنوت المتمثلة بالإمامة، وأذاقتهم بها الويلات وجرعتهم كؤوس الذل والهوان، لتنعم هي بكل خيراتهم، فكان لذلك الطفل وأترابه أن يروا تلك الأيادي الآثمة وهي طفولتهم وأحلامهم وتسجنهم في ثلاثية الفقر والجهل والمرض
.
وفي تلك الظروف القاهرة راحت السنوات الأولى من عمر علي عبد الله صالح تخط ملامحها في الأرض وتصنع من ترابها المعجون بعرق الأسرة الفلاحية أفقا للحلم لا يمكن أن تصل إليه الأيادي الآثمة. حتى إذا بلغ السادسة من عمره كان هو وكل اليمنيين على موعد عظيم مع الأمل حين تناهى إلى مسامعهم مقتل الطاغية يحيى حميد الدين في منطقة حزيز على يد قلة من الأحرار نذروا أنفسهم لتخليص اليمنيين من ذلك الكابوس الجاثم على صدورهم.
ولا شك أن ذلك الحدث العظيم قد ترك أثره الكبير في نفس الطفل علي عبد الله صالح ذي الأعوام الستة، وبدأ يعي أهمية الانعتاق من نير الإمامة.
سيأتي ذلك الحدث ببشارة كبرى لليمنيين عنوانها إمكانية التخلص والانعتاق وصنع مستقبل مشرق تصنعه الأجيال نفسها، فكان لعلي عبد الله صالح ان وجد نفسه منخرطا في أحلام ذلك الجيل، حتى إذا جاء العام 1962 كان جنديا مدافعا عما قد آمن به من ثورة وجمهورية وحرية وانعتاق.
علي عبد الله صالح ابن الفلاح رفض أن يكون مجرد رقم في قائمة سجناء الظلام الإمامي. بفضل عزيمته وشغفه بالحلم، فتحول هذا الحلم إلى واقع مشرق من خلال ثورة سبتمبر التي أنهت الاستبداد وجلبت الحرية لليمنيين.
علي عبدالله صالح، الذي شارك في ثورة سبتمبر وحصار السبعين، أصبح وجهة نظره وأفكاره محور الحياة السياسية في اليمن. وعندما شهد اليمنيون ميلاده السياسي في يوليو 1978، أصبح نجمًا ساطعًا في السماء السياسية.
إن إرث الزعيم علي عبدالله صالح يظل حاضرًا في قلوب اليمنيين، حيث استحضروا إنجازاته ومشاريعه العملاقة التي ساهمت في تطوير الوطن، بما في ذلك شبكة الطرق والمطارات والمراكز الصحية والتعليمية. وبينما يستذكرون يوم ميلاده، يعبرون عن حزنهم وحسرتهم بسبب فقدانه، وعن اندماجهم العميق في الحريات التي بناها والتي تتضاءل اليوم بسبب سيطرة المليشيات على السلطة وإعادة إحياء حقبة الكهنوت.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news