يمن إيكو|تقرير:
بعد أقل من أسبوع واحد على بدء الحملة الأمريكية الجديدة ضد اليمن، بدأت المخاوف تتصاعد داخل الولايات المتحدة من أن تتحول الحملة إلى حرب طويلة تستنزف الموارد الأمريكية، بعد التجربة غير الناجحة لإدارة بايدن، وفي ظل عدم وجود أي مؤشر على تراجع قوات صنعاء.
ونشر موقع “بوليتيكو” الأمريكي، مساء الثلاثاء، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “مسؤولي البنتاغون تعهدوا بأن القتال المتجدد مع الحوثيين في اليمن لن يتحول إلى حرب لا نهاية لها، لكن الأمر يزداد تعقيداً بالفعل”.
وأضاف: “تتعهد إدارة ترامب بملاحقة الحوثيين حتى يكفوا عن هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، ومع ذلك، تصطدم حملة القصف التي بدأت قبل أيام بالقيود السياسية والصناعية الأمريكية، بما في ذلك مخزونات محدودة من الأسلحة الدقيقة، وأزمة إقليمية أوسع نطاقاً، وجماعة إرهابية من غير المرجح أن تتراجع، حتى في مواجهة قوة عسكرية عظمى”.
وأشار التقرير إلى أن “الحوثيين نجوا بالفعل من عشرات الغارات الجوية والصاروخية التي شنتها إدارة بايدن، وبينما يُصرّ البيت الأبيض على أن هذا الوضع سيتغير بقيادة ترامب، يواجه المسؤولون الأمريكيون أيضاً تفاقم التوترات في الشرق الأوسط، بما في ذلك احتمال تجدد القتال بين إسرائيل وحماس في غزة، حيث شنّت إسرائيل أكبر هجوم لها على القطاع، يوم الثلاثاء، منذ وقف إطلاق النار في يناير، رغم أن حماس لم تردّ بعد”.
ونقل التقرير عن بلال صعب، المسؤول الدفاعي السابق في إدارة ترامب الأولى، قوله إن “الحوثيين سيقاتلون حتى آخر رمق في حركتهم. إنهم لا يكترثون، بل يرحبون بهذه المعركة مع الولايات المتحدة”.
كما نقل عن دانا سترول، المسؤولة العليا في البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط في عهد إدارة بايدن، قولها: “إن العنصر المهم والمفقود هذه المرة هو العنصر المتعدد الجنسيات”، في إشارة إلى عدم وجود أي دول أخرى في الحملة الأمريكية الجديدة.
وأوضح التقرير أن “هناك مهمة أمنية بحرية مستمرة للاتحاد الأوروبي بقيادة إيطاليا في البحر الأحمر، فيما تواصل مهمة أوسع بقيادة أمريكية تُعرف باسم (حارس الرخاء) مرافقة السفن التجارية، لكن حملة القصف الجديدة تُمثل تحركاً منفرداً للولايات المتحدة”.
وأضاف أن “حملة القصف قد تؤدي إلى إجهاد إمدادات الأسلحة الأمريكية، التي تكافح بالفعل لمواكبة شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا على مدى ثلاث سنوات، والجهود السابقة ضد الحوثيين، والصواريخ للهجمات الإسرائيلية في غزة، والدفاعات ضد الهجمات الإيرانية”.
ونقل التقرير عن دانا سترول قولها: “نحن نعلم أن صناعة الدفاع لا تواكب معدل الإنفاق سواء من جانب الجيش الأمريكي أو لدعم حلفاء وشركاء الولايات المتحدة مثل أوكرانيا وإسرائيل”.
وذكّر التقرير بأن “الولايات المتحدة أطلقت أكثر من 800 صاروخ خلال حملتها الجوية ضد الحوثيين في اليمن عام 2024، بما في ذلك 135 صاروخاً من طراز (توماهوك) للهجوم البري والتي تكلف ما يصل إلى مليونيّ دولار لكل صاروخ، إلى جانب 155 صاروخاً قياسياً من السفن الحربية الأمريكية، والتي تكلف ما بين مليونيّ دولار و4 ملايين دولار لكل صاروخ”.
وأضاف أن “المتحدث باسم البنتاغون أصر على أن الجهود الأخيرة ليست هجوماً بلا نهاية، وأن الأمر لا يتعلق بتغيير النظام، لكن مسؤولين وضباطاً عسكريين سابقين حذروا أيضاً من أن الضربات هذه المرة ستسبب المزيد من الضرر”.
ونقل عن كينيث ماكنزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية قوله إن “المهمة طويلة الأمد قد تشكل عبئاً على البنتاغون وتصرف انتباهه عن ردع الصين”.
وفي السياق نفسه، ذكر تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، مساء الثلاثاء، ورصده موقع “يمن إيكو”، أن “السؤال الأهم هو ما إذا كانت الحملة العسكرية الأمريكية المُكثّفة ستُخضع التهديد الحوثي للمراقبة، أم أنها ستُصبح مجرد لعبة مُكلفة”.
ونقلت المجلة عن جيمس هولمز، الأستاذ في كلية الحرب البحرية الأمريكية، قوله إنه يشكك في “جدوى القوة الجوية البحرية في ترويع الجهات البرية غير الحكومية”، متسائلاً عما إذا كان “استنزاف مخزونات الذخائر الثمينة اللازمة لحرب مستقبلية محتملة في المحيط الهادئ هو أفضل استخدام للموارد الأمريكية المحدودة”، حسب ما نقل التقرير.
يشار إلى أن مسألة استنزاف الموارد في مواجهة قوات صنعاء كانت من أبرز المواضيع التي تصدرت واجهة المشهد خلال معركة البحر الأحمر التي خاضتها إدارة بايدن، والتي أنفقت فيها قرابة 5 مليارات دولار، وفقاً لمجلة إيكونومست، واستخدمت خلالها كمية من صواريخ الدفاع الجوي المكلفة تفوق ما تم استخدامه في ثلاثة عقود، بحسب تقرير أمريكي نشر مطلع هذا الشهر، ومع ذلك فقد كانت النتائج شبه معدومة، حيث لم تتوقف هجمات قوات صنعاء البحرية المساندة لغزة، بما في ذلك ضد السفن الحربية والتجارية الأمريكية نفسها، بل اتسع نطاقها مع مرور الوقت، وخرجت قوات صنعاء من المعركة بقدرات وتكتيكات متطورة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news