تشير التطورات الأخيرة إلى تحول كبير في النهج الأميركي تجاه إيران، حيث تتزايد المؤشرات على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب باتت تتبنى موقفًا أكثر تشددًا، لا سيما فيما يتعلق بالملف النووي ودعم طهران لوكلائها في المنطقة.
الغارات الأميركية الأخيرة على مواقع الحوثيين في اليمن جاءت كإشارة واضحة إلى أن واشنطن لم تعد تكتفي بالتصريحات، بل انتقلت إلى مرحلة الفعل. وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، شدد على أن الحوثيين لم يكونوا ليتمكنوا من استهداف خطوط الملاحة في البحر الأحمر "لولا الدعم الإيراني".
التصعيد لم يقتصر على الجانب العسكري، بل ترافق مع خطوات سياسية واقتصادية واضحة، من بينها إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، وهو القرار الذي يحمل تداعيات كبيرة على تمويلهم وأنشطتهم المالية. كما أعلنت واشنطن عن صفقة أسلحة ضخمة بقيمة 7 مليارات دولار مع إسرائيل، في خطوة قد تعكس استعدادًا لسيناريو تصعيدي ضد إيران.
في سياق موازٍ، أطلق السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام تحذيرات شديدة اللهجة حول برنامج إيران النووي، معتبرًا أن تخصيبها لليورانيوم بنسبة 60% هو مؤشر واضح على نيتها تطوير قنبلة نووية.
قبل نحو أسبوعين، بعث الرئيس ترامب برسالة إلى القيادة الإيرانية تتعلق بالملف النووي، تضمنت خيارين لا ثالث لهما: التفاوض كخيار مفضّل، أو المواجهة العسكرية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
في إطار تعزيز هذا النهج التصعيدي، يرى محللون أن الضربات الأميركية ضد الحوثيين لم تكن مجرد رد فعل، بل تأتي في سياق إرسال "الرسالة الثانية" لطهران، بعد رسالة ترامب، بأن أي تحركات إيرانية ستواجه برد حازم. التصعيد الإسرائيلي ودور تل أبيب بالتوازي مع الموقف الأميركي المتشدد، صعّدت إسرائيل من عملياتها ضد ما تسميه "الأذرع الإيرانية" في المنطقة، في مؤشر على أنها تستعد لمواجهة مباشرة.
هل ستكون الخطوات الأميركية المتزايدة مجرد وسيلة لانتزاع تنازلات إيرانية، أم أنها مقدمة فعلية لمواجهة عسكرية باتت واشنطن ترى أنها الخيار الوحيد القادر على وضع حد للملف النووي الإيراني؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news