أفادت الولايات المتحدة بأن الغارات الجوية التي شُنت ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن ستستمر "بلا حدود زمنية"، وذلك بعد أن أسفرت الضربات الأولى يوم السبت عن مقتل 53 شخصًا على الأقل وإصابة نحو 100 آخرين.
بدأت هذه الهجمات يوم السبت بهدف معاقبة الجماعة المسلحة على هجماتها المستمرة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وهي أول استخدام عسكري للقوة الأميركية في المنطقة منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة في يناير.
وقال بيت هيغسيث، وزير الدفاع الأميركي، لقناة "فوكس نيوز": "في اللحظة التي يقول فيها الحوثيون: 'سوف نتوقف عن إطلاق النار على سفنكم وطائراتكم بدون طيار'، ستنتهي هذه الحملة. أما إلى ذلك الحين، فستستمر بشكل لا هوادة فيه."
وأكد هيغسيث وغيره من المسؤولين الكبار أن الغارات جاءت لتوجيه رسالة واضحة بشأن سياسة أميركية جديدة أكثر حزمًا تجاه إيران والمنطقة بشكل عام.
وفي تصريحات منفصلة، قال مايكل والتز، مستشار الأمن القومي الأميركي: "استهدفت الضربات قادة متعددين من الحوثيين وأخرجتهم من المشهد"، مشيرًا إلى أن القوة الهائلة التي تم استخدامها كانت رسالة لإيران مفادها: "يكفي!".
من جانبه، كتب ترامب على منصة "تروث سوشيال" الخاصة به: "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، انتهت أيامكم وهجماتكم يجب أن تتوقف اليوم. وإذا لم تتوقفوا، فإن العذاب سيحل عليكم بطريقة لم تروها من قبل!"
وأضاف: "إلى إيران: يجب أن يتوقف دعمكم للإرهابيين الحوثيين فورًا!"
مشاهد الحرب والردود الإقليمية
أظهرت صور البيت الأبيض الرسمية ترامب وهو يراقب الغارات من ولاية فلوريدا، حيث كان يرتدي قميص غولف يحمل علامته التجارية. ووفقًا لمقاطع فيديو نشرها مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، كان ترامب في وقت سابق من اليوم في منتجع "مار-أ-لاجو" الخاص به بمدينة بالم بيتش، وفي نادي الغولف المجاور الذي يملكه.
وفي يوم الأحد، أفاد أيّيس الصباحي، المتحدث باسم وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أن بين القتلى الـ 53 خمسة أطفال وامرأتان، بينما أصيب 98 آخرون ، ولم تاتي معلومات مؤكدة من مصادر مستقلة.
يُذكر أن الحوثيين، الذين سيطروا على مناطق شمال اليمن خلال العقد الماضي، زعموا أن هجماتهم على الشحن الدولي تأتي تضامنًا مع الفلسطينيين وحركة حماس، التي تحظى أيضًا بدعم إيران.
كما أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل منذ بداية الحرب في غزة. وقال مسؤولون إسرائيليون يوم الأحد إنهم يحققون في صاروخ أطلق من اليمن وسقط في مصر بالقرب من منتجع شرم الشيخ، للتأكد مما إذا كان يستهدف إسرائيل.
وفي السياق نفسه، أعلن مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" أن الطائرات المقاتلة أسقطت 11 طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون يوم الأحد، بعد أن زعمت الجماعة أنها حاولت استهداف حاملة الطائرات الأميركية "هاري إس ترومان" قبالة سواحل اليمن. وأكد المسؤول أن الطائرات لم تقترب من الحاملة، التي لعبت دورًا رئيسيًا في الغارات الأميركية على اليمن.
ردود الفعل الإيرانية
ردًا على التهديدات الأميركية، قال الجنرال حسين سلامي، القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، إن الحوثيين "مستقلون ويقررون استراتيجياتهم وعملياتهم بأنفسهم".
وأضاف سلامي: "نحذر أعداءنا من أن إيران سترد بحزم وتدمير إذا حولوا تهديداتهم إلى أفعال."
وفي بيان رسمي، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الغارات الأميركية على اليمن، واصفة إياها بـ"انتهاك فادح لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للقانون الدولي". كما أكد الوزير الإيراني عباس عراقجي أن واشنطن "لا تملك الحق أو الصلاحية في فرض سياسات إيران الخارجية"، محذرًا من أن على أميركا "وقف دعمها للإبادة الجماعية الإسرائيلية وإنهاء قتل الشعب اليمني".
الوضع الإنساني والنداء الأممي
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأحد إلى "أقصى درجات ضبط النفس ووقف جميع الأنشطة العسكرية" في اليمن، معتبرًا أن التصعيد الجديد قد يؤدي إلى "دوامة من الانتقامات" التي قد تزيد من زعزعة استقرار اليمن والمنطقة، وتعرض الوضع الإنساني المأساوي في البلاد لمخاطر أكبر.
يأتي هذا التصعيد بعد أن هدد الحوثيون يوم الثلاثاء باستئناف هجماتهم على السفن الإسرائيلية المارة عبر البحر الأحمر وبحر العرب، مضيق باب المندب وخليج عدن، منهين فترة هدوء نسبية بدأت في يناير بالتزامن مع وقف إطلاق النار في غزة.
وفي سياق آخر، أشار متحدث باسم البنتاغون إلى أن الحوثيين شنوا 174 هجومًا على السفن الحربية الأميركية و145 هجومًا على السفن التجارية منذ عام 2023.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news