أكد الباحث والكاتب السعودي، د. فهد الفراج، أنه لا يوجد أي ثقة في السياسة الأمريكية تجاه جماعة الحوثي أو إيران، مشيراً إلى أن الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة لن تفضي إلى القضاء على قادة الجماعة السياسيين أو إنهاء سيطرتهم على صنعاء.
وقال الفراج إن هذه الضربات الجوية تهدف إلى تحقيق مكاسب أمريكية يسعى لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأنها قد تخدم الحوثيين أكثر من أن تضرهم، كونها تعزز صورتهم كعدو شرس تهدد المصالح الأمريكية، مما يساهم في زيادة شعبيتهم بين الرأي العام العربي والإسلامي، خاصة بعد استغلالهم للأحداث في غزة.
وأوضح الفراج أن استهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر هو أمر يضر بشكل أساسي دول المنطقة العربية، وخاصة دول الخليج ومصر، لافتاً إلى أنه لو كانت النوايا الأمريكية حقيقية تجاه محاربة الحوثيين، لكانت الضغوط على عدم تحرير مدينة الحديدة، التي تعتبر الشريان الرئيس لإمداد الحوثيين بالسلاح والدعم اللوجستي، قد توقفت.
وأضاف أن الولايات المتحدة تواصل الضغط على الحكومة في عدن لمنع تطبيق الإجراءات الخاصة بالنظام المالي والحوالات البنكية، وهو ما حدث مؤخراً.
وأكد الفراج أن هذه السياسات الأمريكية تشير إلى عدم وجود رغبة حقيقية في حل الأزمة اليمنية، بل تبدو وكأنها تدعم الحوثيين بشكل غير مباشر.
وأمس السبت، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه وجه تحذيرا للحوثيين بـ"فتح أبواب الجحيم" إن لم يتوقفوا عن شن الهجمات، كما حذر إيران، الداعم الرئيسي من استمرار دعمها للميليشيا.
كما وجه ترامب رسالة إلى أيران قائلا: "يجب وقف دعم الإرهابيين الحوثيين فورًا! لا تهددوا الشعب الأمريكي، ولا رئيسه، الذي حاز على أحد أكبر المناصب في تاريخ الرئاسة، ولا ممرات الشحن العالمية. إن فعلتم ذلك، فاحذروا، لأن أمريكا ستحاسبكم بالكامل، ولن نكون لطفاء في ذلك!".
من جانبها نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي، القول إن الضربات قد تستمر لأيام وربما لأسابيع.
وتعد الربات أكبر عملية عسكرية أميركية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه في يناير، وتأتي في الوقت الذي تصعد به الولايات المتحدة ضغوط العقوبات على طهران، بينما تحاول جلبها إلى طاولة المفاوضات على برنامجها النووي.
وجاءت الضربات الأميركية على اليمن بعد أيام قليلة من إعلان الحوثيين عزمهم استئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية التي تمر عبر البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن، لينهوا بذلك فترة من الهدوء النسبي بدأت في يناير مع وقف إطلاق النار في غزة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news