أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، الدكتور شائع الزنداني، اليوم الأحد، أن إعلان المليشيات الحوثية استئناف هجماتها في البحر الأحمر يشكل تهديدًا خطيرًا لحرية الملاحة البحرية والتجارية الدولية وأمن المنطقة، خاصة بعد أن استنفدت المليشيات جميع الذرائع المتعلقة بمساندة الشعب الفلسطيني في غزة.
وأشار الوزير الزنداني في مقابلة مع "الجزيرة نت" إلى أن تصعيد هذه الهجمات يعكس الطبيعة العدوانية للحوثيين، ويؤكد عدم اكتراثهم بمصالح الشعب اليمني أو سلامته، بل يعرضون هذه المصالح لخطر داهم.
وفيما يتعلق بمسار السلام في اليمن، قال الزنداني: "كانت هناك آمال كبيرة معلقة على خريطة الطريق التي أبدينا استعدادنا الكامل للتعامل معها، بجهود مشتركة من الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان".
وأوضح الوزير أن المملكة كانت حريصة على تنفيذ هذه الخطة لتهيئة الظروف اللازمة للدخول في المسار السياسي، ولكن التصعيد الحوثي في البحر الأحمر والخروقات المستمرة للهدنة ربما تعيق العودة إلى المسار السياسي، خاصة بعد تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.
وتعليقًا على تأثير هذا التصنيف، أكد الزنداني أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية قد يؤثر سلبًا على جهود السلام في اليمن، لكنه في الوقت نفسه يرى أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تجفيف منابع تمويل الحوثيين وتهريب الأسلحة إليهم من إيران، ما قد يساهم في إضعاف قدرتهم العسكرية وإقناعهم بأنه لا سبيل لتحقيق مكاسب عن طريق القوة، وأن الحل الوحيد يكمن في السلام.
وفيما يخص التصعيد العسكري، قال الوزير الزنداني: "المواجهات الأخيرة بين القوات الحكومية والحوثيين في عدة جبهات ليست جديدة. فقد كانت هناك خروقات للهدنة التي بدأت قبل أكثر من عامين، والحوثيون يواصلون تصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات، مما يعطل أي جهود إقليمية ودولية للتوصل إلى تفاهمات بشأن السلام".
وبخصوص تأثير توقف دعم الوكالة الامريكية للتنمية الدولية على اليمن، أوضح الزنداني أن اليمن سيتأثر مثل باقي البلدان التي كانت تتلقى الدعم، وأن هذا القرار لا يتعلق بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، بل بسبب قرار الإدارة الأمريكية بتوقيف مساعداتها. وأشار إلى أن هذا التصنيف قد ينعكس أيضًا على بعض المشاريع التي تنفذها الوكالة.
زيارة قطر
وفيما يتعلق بزيارته الأخيرة إلى قطر، أكد الزنداني أن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، معربًا عن تقديره للتعاون الكبير الذي أبدته قطر في دعم اليمن في مجالات متعددة.
وأضاف أن اللقاءات التي أجراها في الدوحة مع المسؤولين القطريين، بما في ذلك الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية، ومجموعة من المسؤولين في منظمات التنمية والإغاثة القطرية، أسفرت عن اتفاقات لدعم عدة مشاريع حيوية في اليمن، مثل مستشفى خليفة في تعز، والكليات في جامعة لحج، ودعم مستشفى الصحة النفسية في حضرموت.
كما تم خلال اللقاءات بحث دعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، وتقديم المساعدات في قطاعات الأمن الغذائي والصحة والكهرباء، بما يعزز جهود الحكومة اليمنية لتحسين الأوضاع الإنسانية والتنموية في البلاد.
وأعرب الزنداني عن تفاؤله بالنتائج الإيجابية التي تحققت من الزيارة، وأمل في توسيع آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news