نيويورك تايمز: ضربات جوية وبحرية أمريكية ضد الحوثيين.. رسالة تحذيرية لإيران

الجنوب اونلاين| ترجمة خاصة

:

الضربات الجوية والبحرية التي استهدفت مواقع يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران كانت تهدف إلى إعادة فتح الممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر.

نفذت الولايات المتحدة يوم السبت ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد عشرات الأهداف في اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران، بحسب ما أعلن الرئيس دونالد ترامب.

كانت هذه الضربات بمثابة الطلقة الافتتاحية في ما وصفه مسؤولون أمريكيون كبار بأنه حملة جديدة ضد الميليشيات، ورسالة قوية إلى إيران، حيث يسعى السيد ترامب إلى التوصل إلى اتفاق نووي مع حكومتها.

استهدفت الضربات الجوية والبحرية، التي أمر بها السيد ترامب، أنظمة الرادار، والدفاعات الجوية، والصواريخ، والطائرات المسيرة، في محاولة لإعادة فتح الممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر التي أعاقها الحوثيون بهجماتهم المستمرة منذ أشهر. كما استهدفت الضربات أحد كبار قادة الحوثيين. وكانت إدارة بايدن قد شنت عدة ضربات ضد الحوثيين، لكنها فشلت إلى حد كبير في إعادة الاستقرار إلى المنطقة.

وصرح مسؤولون أمريكيون بأن القصف، الذي يعتبر أهم عمل عسكري في فترة ولاية السيد ترامب الثانية حتى الآن، كان يهدف أيضًا إلى إرسال تحذير إلى إيران. يسعى السيد ترامب إلى التوصل إلى اتفاق يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، لكنه لم يستبعد الخيار العسكري إذا رفضت إيران التفاوض.

وقال السيد ترامب في رسالة على منصة “تروث سوشيال”:

“اليوم، أمرتُ الجيش الأمريكي بتنفيذ عمل عسكري حاسم وقوي ضد إرهابيي الحوثيين في اليمن. لقد شنوا حملة لا هوادة فيها من القرصنة والعنف والإرهاب ضد السفن والطائرات الأمريكية وغيرها.”

ثم وجه تحذيرًا إلى الحكام الإيرانيين في طهران:

“إلى إيران: يجب أن ينتهي دعمكم لإرهابيي الحوثيين فورًا! لا تهددوا الشعب الأمريكي، أو رئيسهم الذي حصل على أحد أكبر التفويضات في تاريخ الانتخابات الرئاسية، أو ممرات الشحن العالمية. إذا فعلتم، فاحذروا، لأن أمريكا ستحمّلكم المسؤولية الكاملة.”

وقال مسؤولون أمريكيون إن الضربات الجوية ضد ترسانة الحوثيين، التي يقع جزء كبير منها في مواقع تحت الأرض، قد تستمر لعدة أسابيع، مع إمكانية تصعيدها بناءً على رد الفعل الحوثي. وقد واجهت وكالات الاستخبارات الأمريكية صعوبة في تحديد مواقع أنظمة أسلحة الحوثيين، والتي يتم تصنيعها في مصانع تحت الأرض وتهرب من إيران.

ويرى بعض مستشاري الأمن القومي أنه ينبغي اتباع نهج أكثر عدوانية يمكن أن يؤدي إلى فقدان الحوثيين السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال اليمن، وفقًا لمسؤولين أمريكيين. لكن السيد ترامب لم يوافق بعد على هذه الاستراتيجية، خوفًا من التورط في صراع طويل في الشرق الأوسط، وهو ما وعد بتجنبه خلال حملته الانتخابية.

ضغوط إسرائيلية لضرب إيران

يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقناع السيد ترامب بالموافقة على عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، مستغلًا اللحظة التي أصبحت فيها الدفاعات الجوية الإيرانية مكشوفة بعد حملة قصف إسرائيلية في أكتوبر الماضي دمرت بنية تحتية عسكرية حاسمة. لكن السيد ترامب، المتردد في الانجرار إلى حرب واسعة، رفض حتى الآن الضغوط من الصقور في كل من إسرائيل وواشنطن لاغتنام الفرصة لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

تصاعد هجمات الحوثيين على السفن الدولية

منذ هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، شن الحوثيون أكثر من 100 هجوم على السفن التجارية والحربية في البحر الأحمر باستخدام مئات الصواريخ والطائرات المسيرة والزوارق المفخخة، مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية في أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم.

وكان الحوثيون قد أوقفوا هجماتهم إلى حد كبير عندما توصلت إسرائيل وحماس إلى وقف لإطلاق النار في غزة في يناير. لكن عندما فرضت إسرائيل حصارًا على المساعدات إلى غزة هذا الشهر، أعلن الحوثيون أنهم سيصعدون هجماتهم ردًا على ذلك.

رد أمريكي صارم بعد استهداف مقاتلة وطائرة مسيرة

وكتب السيد ترامب في رسالة عبر “تروث سوشيال”:

“إلى جميع إرهابيي الحوثيين، لقد انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم فورًا، بدءًا من اليوم.”

أهداف الضربات العسكرية الأمريكية

بحسب سكان في صنعاء، استهدفت الضربات الجوية مبانٍ في أحياء معروفة بأنها مراكز قيادية للحوثيين. ووفقًا لقناة “المسيرة” التابعة للحوثيين، قالت وزارة الصحة في صنعاء إن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب تسعة آخرون في الضربات، لكن لم يتم التحقق من هذه المعلومات بشكل مستقل.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الضربات جاءت بعد سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى هذا الأسبوع بين السيد ترامب وكبار مستشاري الأمن القومي، بمن فيهم نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، ووزير الدفاع بيت هجزث، والجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية. وافق السيد ترامب على الخطة يوم الجمعة.

التوترات الإقليمية واحتمال تصعيد النزاع

تُظهر بيانات تتبع السفن أن العديد من شركات الشحن الكبرى لا تزال تتجنب البحر الأحمر، حيث تمر عبر رأس الرجاء الصالح بدلًا من العبور عبر قناة السويس، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف.

وقد حذرت جماعة الحوثيين، التي خاضت حربًا استمرت لأكثر من ثماني سنوات ضد تحالف تقوده السعودية، من أن أي هجوم أمريكي أو بريطاني مباشر على اليمن سيؤدي إلى استئناف هجماتهم على السفن المرتبطة بهاتين الدولتين. وتشير أدلة حديثة إلى أن الحوثيين ربما حصلوا على تكنولوجيا متطورة تجعل طائراتهم المسيرة أكثر صعوبة في الكشف عنها وتزيد من مدى طيرانها.

في يناير الماضي، أصدر السيد ترامب أمرًا تنفيذيًا بإعادة تصنيف الحوثيين كـ”منظمة إرهابية أجنبية”، واصفًا الجماعة بأنها تهديد للأمن الإقليمي. وقد انتقد البعض هذه الخطوة، قائلين إنها قد تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.