أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامر لوزارة الدفاع “البنتاجون” بإعداد خطط لاستعادة قناة بنما، بما في ذلك خيار استخدام القوة العسكرية، في تحرك يهدف إلى تقليص النفوذ الصيني المتنامي في هذا الممر المائي الاستراتيجي.
الخيار العسكري
كشفت صحيفة “ذا تليجراف” البريطانية أن القيادة الجنوبية للجيش الأمريكي تعكف حاليًا على وضع مقترحات واسعة النطاق تشمل ثلاثة محاور رئيسية، وهي إقامة شراكة جديدة مع قوات الأمن البنمية، وزيادة عدد القوات الأمريكية في المنطقة، والخيار الأخير المتمثل في السيطرة على القناة بالقوة في حال فشل المسارات الدبلوماسية.
وأوضحت مصادر لشبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية أن دوافع ترامب لاستعادة السيطرة على القناة ترتبط بشكل أساسي برغبته في تقليص النفوذ الصيني في المنطقة، إذ يعتبر الرئيس الأمريكي أن الوجود الصيني هناك يشكِّل تهديدًا للمصالح الأمريكية.
تأتي هذه التطورات في ظل توتر متصاعد بين واشنطن وبكين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، إذ اتهمت الصين الولايات المتحدة بـ”إكراه” بنما على منع مشروعات المساعدات الصينية في المنطقة.
زيادة عدد القوات
تسلم وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث مسودات استراتيجية متعددة هذا الأسبوع، استعدادًا لزيارته المرتقبة إلى بنما الشهر المقبل، فيما تشمل الخطط زيادة ملحوظة في عدد القوات الأمريكية في بنما، والتي لا تتجاوز حاليًا 200 جندي.
كما تتضمن الخطط إمكانية نشر قوات إضافية قرب بنما تحسبًا لاندلاع نزاع إقليمي، وفي هذا السيناريو، ستسيطر القوات الأمريكية على القناة ومنع الصين من الوصول إليها.
ومع ذلك، استبعدت المصادر سيناريو الغزو العسكري الكامل لبنما، مشيرة إلى أن تعزيز الوجود العسكري في المنطقة قد يكون كافيًا للحد من النفوذ الصيني.
وكانت بنما حصلت على السيطرة على القناة بموجب معاهدة وقعت عام 1977 في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ إلا بعد عقدين، حيث سلمت السلطات الأمريكية القناة للبنميين في عام 1999.
وتُعد قناة بنما من أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم، إذ يمر عبرها غالبية البضائع المتجهة إلى الولايات المتحدة أو القادمة منها، ما يجعلها ذات أهمية قصوى للتجارة الأمريكية والعالمية.
يخشى ترامب من أن الوجود الصيني المتزايد في المنطقة قد يمكِّن بكين من إغلاق القناة أمام الشحن الأمريكي في حالة نشوب صراع، وهو ما يعتبره تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي.
في العام الماضي، اتهمت الجنرال لورا ريتشاردسون، التي كانت تترأس آنذاك القيادة الجنوبية للجيش الأمريكي، الصين بـ”لعب لعبة طويلة الأمد” في محاولة للسيطرة على القناة، مشيرة إلى أن بكين تستهدف “نقاط الاختناق البحرية الاستراتيجية” حول العالم.
موقف بنما والصين
من جهتها، نفت بنما رسميًا مزاعم منح بكين نفوذًا أكبر على الممر المائي في السنوات الأخيرة، وأكد الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو أن حكومته فقط هي المخولة بإدارة القناة، نافيًا منح الصين أي سلطة عليها.
وخلال زيارته الشهر الماضي، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو السلطات البنمية بأن “الوضع الراهن للوجود الصيني في المنطقة غير مقبول”، في إشارة واضحة إلى الموقف الأمريكي المتشدد تجاه أي نفوذ صيني في المنطقة.
وسائل حقيرة
واتهمت المقالة، التي شاركها مكتب الصين لشؤون هونج كونج، الولايات المتحدة باستخدام “وسائل حقيرة” لفرض الصفقة التي “ستضر بالتجارة الصينية”.
تأتي وعود ترامب بـ”استعادة” قناة بنما ضمن استراتيجية أوسع لتوسيع النفوذ الأمريكي، إذ تعهد أيضًا بجعل كندا “الولاية الأمريكية الـ51” والاستحواذ على جرينلاند، الأمر الذي أثار ردود فعل حادة، منها تصريح رئيس لجنة الدفاع الدنماركية بأن أي تحرك للاستحواذ على جرينلاند سيعني “حربًا بين دولتين من دول حلف الناتو”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news