تقرير يصف التعامل الغربي مع الحوثيين بـ”الساذج”

     
تهامة 24             عدد المشاهدات : 47 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تقرير يصف التعامل الغربي مع الحوثيين بـ”الساذج”

وصف تقرير أصدره المجلس الأطلسي لتحليل السياسات الدولية، التعامل الغربي مع مليشيا الحوثي الإرهابية خلال عقد من الزمن بـ”الساذج”

وقال التقرير الذي كتبته فاطمة أبو الأسرار وهي محللة أولى في مركز واشنطن للدراسات اليمنية وعضو مجلس إدارة مبادرة مسار السلام أنه “بعد سنوات من محاولات دبلوماسية فاشلة تعاملت خلالها المؤسسات الدولية مع المليشيا كطرف شرعي في المفاوضات لتفاجأ لاحقاً بأنها خُدعت في كل جولة”.

وأشارت بالقول خلال تلك الفترة، عزز الحوثيون -المدعومون من إيران- تحالفهم مع طهران، ووسعوا عملياتهم العسكرية لتهديد الملاحة في البحر الأحمر، في توسع لم يكن ليتحقق دون دعم لاعب رئيسي مُستَخف به: روسيا.

وتابع التقرير: ضمت قائمة العقوبات الأمريكية الأخيرة سبعة قادة حوثيين بارزين، من بينهم محمد عبدالسلام فليته، المتحدث الرسمي للمليشيا الذي قدمه الدبلوماسيون الغربيون سابقاً كوسيط سلام محتمل.

وركزت العقوبات الأمريكية على الأفراد المتورطين في شبكات تهريب الأسلحة، مستهدفة بشكل مباشر القدرات العسكرية التي تهدد أمن المنطقة. حيث يعد استهداف شخصيات حوثية مرتبطة بموسكو إشارة واضحة لتحول هذه العلاقة من تحالف ظرفي إلى شراكة عسكرية استراتيجية، وتكشف عن شبكة إمداد أسلحة غير شرعية تربط طهران بصنعاء وموسكو تغذي عدم الاستقرار الإقليمي عبر قنوات تهريب عابرة للحدود.

من دور الوكيل إلى أداة روسية

وتضيف الباحثة أن الحوثيين تحولوا من دور الوكيل الإيراني إلى أداة في الاستراتيجية الروسية. فموسكو -التي تواجه عزلة دولية بسبب حرب أوكرانيا- وجدت في الحوثيين ورقة ضغط ضد الغرب، بينما أدركت طهران أن المليشيات المسلحة قادرة على خوض صراعات بالوكالة بفعالية تضاهي الجيوش النظامية، في لعبة جيوسياسية معقدة تعيد تشكيل موازين القوى.

تصنيف ترامب اعتراف متأخر

وأضاف تقرير الكاتبة أن التصنيف الأمريكي الأخير يمثل اعترافا دوليا متأخرا بواقع ظل الغرب يتغاضى عنه سنوات وظهر أن المليشيا الحوثية تعمل كذراع عسكري لمصالح خارجية، وتعطل أي مسار للسلام بينما تكرس أزمات البلاد.

ويدرك اليمنيون أن تحالفات الحوثيين مع طهران وموسكو حولت البلاد إلى ساحة لتصفية حسابات قوى إقليمية ودولية. تهدد هذه التحالفات بجر اليمن إلى صراعات بالوكالة، قد تدفع بأجيال جديدة إلى دوامة عنف تطول استقرار المنطقة بأكملها.

كشفت وثائق وزارة الخزانة الأمريكية عن شبكة تجارية عسكرية ثنائية الاتجاه بين الحوثيين وروسيا، حيث تعمل وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية بنشاط سري في صنعاء تحت ستار المساعدات الإنسانية، بينما توفر خبرات تقنية لتعزيز قدرات المليشيا القتالية. تبرز في هذه الشبكة شخصية فيكتور بوت، تاجر الأسلحة الروسي الشهير، كأحد أذرع التهريب الرئيسية التي تغذي ترسانة الحوثيين، في تحول جذري للعلاقة من تعاملات انتهازية إلى شراكة عسكرية مباشرة تدعمها تقنيات روسية متطورة لتعقب السفن في البحر الأحمر.

تصدير الشركات الحوثية للبشر

بينما استفاد الحوثيون لسنوات من تهريب الوقود وابتزاز المنظمات الإنسانية، كشفت تقارير استخباراتية عن مسار جديد لتمويل المليشيا: الاتجار بالبشر. يقود القائد الحوثي عبدالولي الجابري شبكة لتجنيد اليمنيين تحت وعود كاذبة بالعمل في روسيا، ليجدوا أنفسهم وقودا في حرب أوكرانيا. هذه الممارسات لا تعكس فقط استغلال البؤس الإنساني، بل تكشف تحالفاً أخلاقياً مريضاً بين مليشيا متطرفة ونظام استبدادي، حول اليمنيين إلى عملة في صفقات دولية قذرة.

كما كشفت التحقيقات عن بُعد جديد في التحالف الحوثي-الروسي يتجاوز تهريب الأسلحة إلى الاتجار بالبشر، حيث جندت المليشيا آلاف اليمنيين تحت ذرائع عمل وهمية في روسيا، ليجدوا أنفسهم وقوداً في حرب أوكرانيا. تُظهر هذه الممارسات تحالفاً أخلاقياً مشبوهاً بين جماعة متطرفة تدعي الانتماء المذهبي ونظام ديكتاتوري، حيث تحول قادة الحوثيين إلى سماسرة بشر يبيعون معاناة مواطنيهم لخدمة أجندة خارجية.

المفارقة تكمن في أن نفس القادة الحوثيين -مثل عبدالسلام وعلي الهادي والمشاط- الذين شاركوا في هذه الشبكة الإجرامية، كانوا يقدمون دولياً كـ”وسطاء سلام” خلال مفاوضات ستوكهولم 2018. فشل الاتفاق في تحقيق أي تقدم حقيقي، لكن المجتمع الدولي احتفى به كـ”انتصار دبلوماسي”، في مؤشر على سذاجة التعامل مع مليشيا تستخدم المفاوضات كغلاف لتعزيز نفوذها، بينما تواصل على الأرض تصفية الخصوم وتوسيع تحالفاتها العسكرية.

وكشفت وزارة الخزانة الأمريكية عن استراتيجية حوثية ممنهجة لاستهداف السفن الغربية بشكل انتقائي، بينما تُمنح السفن الروسية والصينية ممراً آمناً في البحر الأحمر – ترتيب اعترف به قادة المليشيا علانية. يأتي هذا النمط المتعمد ضمن خطة إقليمية أوسع تشهدها طهران وموسكو لإعادة تشكيل النظام الإقليمي عبر مليشيات بالوكالة، وفقاً لشهادة الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية أمام الكونغرس.

كما كشفت وثائق “مكتب مراقبة الأصول الأجنبية” عن تواصل مباشر بين محمد علي الحوثي ومسؤولين روس وصينيين لضمان هذه الاتفاقية، في تحالف ثلاثي يستهدف تقويض النفوذ الغربي.

أشكال الدعم الروسي للحوثيين

تسارع التحالف الروسي-الإيراني الداعم للحوثيين بعد هجوم 7 أكتوبر، حيث تخلت موسكو عن الحياد الزائف لصالح دعم عسكري واستخباري مكثف. تدعم تقنيات الرادار الروسية المتطورة –إلى جانب طائرات الحرس الثوري الإيراني المسيرة– قدرات المليشيا على تتبع السفن بدقة غير مسبوقة، محولة البحر الأحمر إلى ساحة اختبار لأسلحة متطورة في يد مليشيا، كجزء من محور معاد للغرب يهدد طرق التجارة العالمية. هذه الخطوة تعكس تحولاً جذرياً في الاستراتيجية الروسية: من دبلوماسية الصمت إلى شريك فعال في حرب بالوكالة، باستخدام اليمن كرأس حربة لضرب المصالح الغربية.

الغرب ومأزق القراءة الخاطئة

رغم توسع النفوذ الروسي-الإيراني عبر الحوثيين، ظلت الرؤية الغربية أسيرة وهم تصنيف المليشيا كـ”تمرد محلي”، متجاهلة تحولها إلى ذراع في محور معادٍ. بلغ السذاجة ذروته مع تفاؤل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ –قبل أشهر من هجمات أكتوبر 2023– بـ”اتجاه إيجابي” في المفاوضات، بينما كانت المليشيا تعزز تحالفاتها العسكرية وتخطف موظفي الأمم المتحدة نفسها.

ويعكس إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية اعترافاً أمريكياً بفشل سياسات الاحتواء السابقة، وتصحيحاً لمسار دبلوماسي ظل لسنوات يتعامل مع المليشيا كـ”طرف تفاوض” رغم تحولها إلى أداة في يد محور إيراني-روسي. لكن هذا القرار –وإن كان مهماً– يأتي متأخراً في مواجهة شبكة معقدة من التحالفات العسكرية والتمويلات المشبوهة، نجح خلالها الحوثيون في تحويل البحر الأحمر إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية.

التحدي الأكبر الآن يتمثل في ما إذا كانت واشنطن قادرة على تجاوز النهج التقليدي في التعامل مع الأزمة، الذي تجاهل لعقد كامل تحول اليمن إلى ساحة حرب بالوكالة، أم أنها ستكرر أخطاء الماضي بافتراض إمكانية “احتواء” مليشيا مدعومة بآلة عسكرية روسية-إيرانية، ومصممة على زعزعة الاستقرار الإقليمي خدمة لأجندة خارجية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

دماء وألغاز ورعب في صنعاء.. "العزي" بين الموت والتمويه وشبح التصفيات الحوثية يطل من جديد

نافذة اليمن | 664 قراءة 

معسكر العبر.. الضربة التي قصمت ظهر الجيش اليمني تحت راية التحالف

يني يمن | 571 قراءة 

”سفينة واحدة.. ورسالة واضحة: بريطانيا ترد على استهداف ”ماجيك سيز” بالبحر الأحمر”

المشهد اليمني | 468 قراءة 

تسريبات مفاجئة!!.. أنباء عن مقتل القيادي الحوثي (حسين العزي) وثلاثة من أطفاله

موقع الأول | 364 قراءة 

إسرائيل تدك منصة التجسس الحوثية وتُفجّر خرافة الانتصار الزائف

نافذة اليمن | 350 قراءة 

بلاغ مغترب يُحرّك الأمن: كشف حقيقة حساب يمني شهير

المرصد برس | 326 قراءة 

شرطة تعز تصدر تعميماً بإلقاء القبض على أمجد خالد قائد لواء النقل سابقاً و82 من مرافقيه

المشهد اليمني | 281 قراءة 

رئيس الوزراء يكشف امر صادم بشان انهيار الخدمات في عدن

كريتر سكاي | 245 قراءة 

بدء اسقاط "الانتقالي" بدعم دول كبرى

العربي نيوز | 244 قراءة 

خبير اقتصادي: فرصة تاريخية أمام البنك المركزي لإنقاذ الريال اليمني.. فهل يلتقطها قبل فوات الأوان؟

نافذة اليمن | 230 قراءة