أصدرت جماعة الحوثي اعلانا جديدا بشأن الحرب، افصح أن استئنافها حظر ملاحة الكيان الاسرائيلي والدول الداعمة له "الخطوة الأولى"، ولوح بـ "خطوات تصعيدية أخرى وبسقف عالٍ إذا استمر العدو الإسرائيلي في تجويع الشعب الفلسطيني ولم يسمح بدخول المساعدات". وأن تخاذل الانظمة العربية يحولها الى "أطراف معتدية".
جاء هذا في خطاب متلفز، لزعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، بثته قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة، ليل الاربعاء (12 مارس)، قال فيه: "اتجهنا إلى قرار حظر الملاحة الإسرائيلية من واقع إدراكنا أنه لا بد من خطوات عملية إزاء التعنت والوحشية الإسرائيلية". عزاها إلى تخاذل الانظمة العربية وتواطئها معه وتصعيده.
مضيفا: "حظر ملاحة العدو عبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي دخل حيز التنفيذ، وسيتم استهداف أي سفينة إسرائيلية تعبر في منطقة العمليات المعلنة". وأردف: ""الدعم الأمريكي يجعل العدو الإسرائيلي يقدم على خطوات عدوانية كبيرة لا يمكن أن يتوقف عنها إلا بالردع والمواقف القوية العملية".
وتابع: إن "حظر الملاحة الصهيونية ليس سقف موقفنا إنما هو الخطوة الأولى في موقفنا، وسنتجه إلى خطوات تصعيدية أخرى وبسقف عالٍ إذا استمر العدو الإسرائيلي في تجويع الشعب الفلسطيني ولم يسمح بدخول المساعدات". وزاد: "كل الخيارات العملية مطروحة على الطاولة إزاء استمرار التجويع للشعب الفلسطيني".
منتقدا الانظمة العربية، بقوله: "الصمت والجمود في الموقف العربي تجاه هذه الخطوة التصعيدية وفرض التهجير القسري يعتبر خطيئة كبيرة وتنصلا عن مسؤولية كبرى". وأردف: "الموقف العربي والإسلامي لا يرقى إطلاقا إلى مستوى المسؤولية الإنسانية والدينية والأخلاقية على هذه الأمة وتجاه مظلومية شعب هو جزء منها".
وتابع: "سقف الموقف العربي ومن خلفه الموقف الإسلامي في أغلبه، إصدار بيانات حتى في صياغتها يراعون ألا تكون شديدة اللهجة". معتبرا أن "هذا الموقف لأمة الملياري مسلم ليس الموقف الصحيح لأمة لديها كل هذه القدرات والإمكانات". وأن "خطوات العدو العدوانية والإجرامية تأتي بدعم أمريكي وتخاذل عربي إسلامي".
الحوثي مضى قائلا: "الأنظمة العربية الكبرى متواطئة مع الأمريكي والإسرائيلي وتعمل على منع أي خطوات عملية تخدم الموقف الفلسطيني". مشيرا إلى خلو بيانات القمم العربية من أي خطوات عملية مهما كانت بسيطة، لا سياسيا على مستوى المقاطعة الدبلوماسية ولا على المستوى الاقتصادي ولا بأي شكل من الأشكال".
وقال" لم تتغير المواقف السلبية تجاه إخوتنا المجاهدين في فلسطين، والأنظمة العربية لم تغير لوائحها في تصنيفهم بالإرهاب، والأسوأ هو ما أعلنه البنك الدولي عن قيام بعض الأنظمة العربية بفتح مسار بري للالتفاف على الحصار اليمني ضد العدو الإسرائيلي". متحدثا عن "فيديوهات لشاحنات نقل العرب البضائع للعدو".
مضيفا: "لو اتخذ العدو الإسرائيلي قرارا بإبادة كل الشعب الفلسطيني لما تجاوز الموقف العربي سقف البيانات التي تتضمن بعض الأمنيات، ولو قرر العدو الإسرائيلي هدم المسجد الأقصى أو تهجير الشعب الفلسطيني بالكامل لكان سقف الموقف العربي هو بيانات التنديد والشجب،.. ضمن برنامج واضح بأهدافه وغاياته".
وتابع: "الرفض العربي لإعطاء أراضي لتهجير الشعب الفلسطيني جيد لكنه فعلا في مستوى متدنٍ جدا"، و"قبول الأنظمة العربية بالتهجير سيحولها إلى أنظمة معتدية بشكل مباشر على الشعب الفلسطيني وليست فقط متخاذلة أو متواطئة". وأردف: ""لا يجوز لشعوب أمتنا أن تربط مواقفها بمستوى سقف الأنظمة العربية".
مستنكرا الادانات لموقف جماعته بقوله: "هناك من الأنظمة العربية من يعادينا أشد العداء لماذا؟ لأننا نقف مثل هذه المواقف المساندة للشعب الفلسطيني والمواقف التحررية، كما أن البعض من الأنظمة العربية حتى المتعاطفة معنا ترى في موقفنا هذا حماقة وترى فيه تهورا وترى فيه تصرفا غير مناسب والكثير يوجّه إلينا اللوم".
وتابع: "هناك من يصنف موقفنا بأنه موقف لا ينسجم مع المصالح العامة والمكاسب السياسية والمصالح الاقتصادية، ومنهم من يشكك فيه". ورد: قائلا: "يجب أن يتوجه كل اللوم، كل الاحتجاج، كل الانتقاد والاحتجاج والحملات الاعلامية، وكل الضغط على العدو الإسرائيلي لأنه يريد أن يجوع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
مضيفا: "الاعوجاج الكبير في واقع الأمة هو بالشكل الذي دائما يوجه اللوم ضد الموقف الحق، ويسكت ويتجاهل ويتغاضى عن الموقف الباطل والظالم". وأردف: "ندرك أننا في هذه المرحلة التاريخية المهمة في العصر الذي يكثر فيه اللوم لمن يقف موقف الحق، يكثر فيه اللائمون، يلومونه ينتقدونه بكل أشكال اللوم".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news