قال ماوتسي تونج زعيم الصين وباني تقدمها الحضاري ذات يوم (أن التطرف نحو اليسار هو بداية الولوج نحو اليمين) قالها امام اجتماع إستثنائي للحزب الشيوعي الصيني بعد أن وجد أن هناك عناصر انتهازية تتبني خطاب شيوعي متطرف بدافع المزايدة الانتهازية ومن أجل كسب ثقة القيادة ليحصلوا على ثقتها وعلى مناصب يمارسون من خلالها استبدادهم على العامة.. التطرف المغالي فيه والمجرد من العقلانية والمنطق يتبناه دائما الانتهازيون كجواز مرور لهم لتمرير نزواتهم الشيطانية وهؤلاء المزايدون في اي نظرية وفي أي جماعة هم الد اعدا النظريات وسبب نكبات اي تجمعات سياسية وحزبية ولنا في واقعنا امثله شاهدة على ما نقول منها هذا السقوط المدوي لأولئك الذين ضجونا بمزايدتهم عن الوطنية والمبادئ والشرف والعداء للرجعية والإمبريالية والاستعمار..وبرزوا خلال المرحلة السابقة والعهد السابق كخصوم اشداء للنظام _ظاهريا _من خلال كتاباتهم النارية ومفرداتهم المرعبة في وصف النظام ورموزه وأجهزته فظهروا أمام الراى العام المغلوب على أمره أبطال ومناضلين مع ان حقيقتهم كانوا من زباينة مطبخ النظام وممولين من رموزه ويتلقوا معلوماتهم من مطبخه لأنهم كانوا يمنحون النظام شرعية ويظهروه أمام العالم كنظام ديمقراطي يؤمن بالحرية ويحترمها.. ساهمت مواقفهم هذه في تلميع صورة النظام وقدموا له خدمات جليلة، في الوقت الذي ظهروا فيه أمام الشعب بأنهم أبطال واجهوا النظام وتحدوا طغيانه، (واللي ما يدري يقول بلسن)..؟!
من هؤلاء من تحالفوا مع (الإخوان) ومنحوهم شرعية جماهيرية ليس حبا بهم على ما اعتقد بل نكاية بنظام تعبيرا عن حالة حقد سياسي، والسياسي الحاقد لا يمكن أن يحقق أيا من أهدافه المعلنة ولا يمكن أن يكون حاملا لمشروع وطني، وقد اعتمدوا على نظرية ميكافيللي _الغاية تبرر الوسيلة _ وتجاهلوا مبدأ _ ان الوسائل يجب أن ترتقي شرفا مع غايتها _ ومنهم من ذهب وفق مبدأ ميكافيللي ليرتمي باحضان قوي الرجعية والإمبريالية بحثا عن وطن ودولة وهذا هو العذر الاقبح من ذنب الذي رفعوه، هؤلاء المتأركسين يجعلهم في أدنى درجات الانحطاط الفكري ويفقدهم ليس مصداقيتهم بل انتمائهم للفكر الإنساني وللإنسانية السوية، ويجردهم من اي علاقة بالمشروع الوطني الذي يزعمون..؟!.
نعم الحاجة قد تدفع البعض ليعرض نفسه وفكره وثقافته للبيع وهذا وارد واكيد، لكن على الأقل وحفاضا على بقايا ماء وجه أن يغلف موقفه بقدر من التوازن بحيث لا يفقد ذاته ويظهر نفسه مجرد (عبد) في اسطبل النخاسين..!.
أن التطرف في الإرتهان لن يزيد من رصيد المتطرف الذي يكفي سقوطه موقف واحد يعلن فيه هذا السقوط، ويتبني فيه رغبة (الممول) الذي يكفيه من _الساقط _موقفا واحدا، بعده سيدير الممول وجهه عن هذا _الساقط _ويقلب له ظهر المجن وكأنه لا يعرفه، الأمر الذي سيجعل من سقط يواصل سقوطه بكثير من الابتذال عله يرضى الممول أن رضي لأن من قبل وقدم تنازل في الشيء البسيط لن يتردد في مواصلة تقديم التنازلات في كل شيء حتى يصل لنقطة يصبح فيه تنازله لا يعني احد ولا يكترث به احد مثله مثل الفتاة العذراء الجميلة التي أن (فرطت بشرفها) لمن تتوهم انه حياتها والذي ياخذ منها ما يريد ثم يتخلى عنها و تصبح هي (مجرد غانية) تبيع نفسها على الأرصفة مقابل لقمة عيش مغمسة بالذل.. وهذا حال بعض المزايدين بالوطنية والشرف والاستقامة والنزاهة، ممن أصبحوا اليوم للأسف يقتدون ب(المؤمس) التي تنصب نفسها داعية للفضيلة..؟!.
يقال الحاجة أم الاختراع، لكن الحاجة لا قيمة لها ولا جدوى منها ان جاءت على حساب الذات، فالحرة تموت ولا تأمل بثدييها، قالها الآسلاف الأوائل ولاتزال تطغي بحضورها في مواجهة أصحاب الغاية تبرر الوسيلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news