ظاهرة التدخل السلبي في شؤون الآخرين

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 70 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 ظاهرة التدخل السلبي في شؤون الآخرين

ظاهرة التدخل السلبي في شؤون الآخرين

قبل 6 دقيقة

لن أبالغ إذا قلت بأن التدخل السلبي في شؤون الآخرين وخصوصياتهم هو السبب الأول في حدوث الكثير من المشاكل والخلافات بين أفراد المجتمعات البشرية ، وهذا الأمر يتوقف على مستوى الوعي والعلم والمعرفة داخل كل مجتمع ، فكلما كان المستوى مرتفعًا كلما تقلصت ظاهرة تدخل أفراد المجتمع في الشؤون الخاصة لبعضهم البعض ، وكلما اهتموا بمصالحهم ومشاكلهم الخاصة ، وكلما انخفضت نسبة المشاكل والخلافات داخل ذلك المجتمع الأكثر رقياً وتحضراً ، وكلما انخفض مستوى الوعي والعلم والمعرفة داخل المجتمع كلما تعاظمت وتوسعت ظاهره تدخل الأفراد في الشؤون الخاصة لبعضهم البعض ، وكلما ارتفعت وتزايدت وتيرة المشاكل والخلافات داخل ذلك المجتمع الأقل رقياً ووعياً وتحضراً ، فالمسألة هنا تتوقف على درجة الوعي والنضج والعلم والثقافة

..

كما أن تفشي هذه الظاهرة يتوقف على نوعية المجتمع نفسه هل هو مجتمع إنتاجي وعملي وعلمي وصناعي أم مجتمع جاهل وعاطل وخامل واستهلاكي ، فكلما كانت المجتمعات أكثر انتاجاً وصناعة وابداعًا وتقدمًا كلما تلاشت هذه الظاهرة بين أفرادها فهم من حيث المبدأ لا يمتلكون الوقت الكافي للفضول والتدخل في شؤون الآخرين ، لأن أوقاتهم دائماً مضغوطة بالعمل والمثابرة والانتاج ، وعقولهم وتفكيرهم مشغولة دائما في التنافس على المزيد من الابداع والابتكار والاختراع والتطوير ، وكلما كانت  المجتمعات أقل انتاجا وصناعة وابداعًا وتقدمًا كلما تعاظمت وتفشت وتوسعت هذه الظاهرة بين أفرادها ، لأنهم وبكل بساطة يمتلكون الوقت الكافي بل والفائض للفضول والتدخل السلبي في شؤون وخصوصيات الآخرين ، بل قد يكون ذلك هو عملهم الوحيد والمفضل على مدار الساعة واليوم والسنة ، وذلك وبدون شك يهيئ الفرصة لصناعة المزيد من المشاكل والخلافات بين أفراد تلك المجتمعات الجاهلة والمتخلفة والعاطلة ، كيف لا وشغلهم الشاغل هو الحديث عن بعضهم البعض والتطفل والتجسس على بعضهم البعض ، والسخرية من بعضهم البعض ، وغيبة بعضهم البعض ، والتدخل السلبي في خصوصيات وشؤون بعضهم البعض ..

كل ذلك رغم أن المنهج الإسلامي قد نهى عن مثل هذه السلوكيات الأخلاقية السلبية وغير المثالية ، قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) وهذا أمر إلهي صريح بالتحري والتدقيق عن كل الأنباء والاخبار التي تصل إلينا ، قبل الاستعجال في اصدار الاحكام والخوض في أعراض الناس ومشاكلهم وشئونهم الخاصة ، وقال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأؤلئك هم الظالمون )) ، وللأسف الشديد رغم هذه الأوامر الإلهية الصريحة والواضحة ، إلا أنك تجد العديد من الأفراد في بعض المجتمعات العربية لا عمل لهم إلا السخرية من الآخربن ، بل إنه وبعد تطور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح هناك فرق ومواقع وجيوش إلكترونية عملها الوحيد هو السخرية من الآخرين والتهجم على الآخرين ، وتشوية صورة الآخرين ، أين هؤلاء من هذه التشريعات الإلهية العظيمة..

وفي نفس السياق يقول الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم )) ، أوامر إلهية عظيمة تنشد للفرد المسلم وللمجتمع الاسلامي المثالية والإيجابية والرقي والسمو الأخلاقي ، وتدعوا إلى إهتمام كل فرد بشؤونه الخاصة وإصلاح نفسه وعدم التدخل السلبي في شئون الآخرين ، من خلال التوقف عن إصدار الأحكام السلبية ضد الآخرين والقائمة على مجرد الظنون السيئة ، وعن طريق التوقف عن التجسس عليهم أو الحديث عنهم بشكل سلبي عند غيابهم ، وهو ما يتعارض مع سلوكيات وأخلاقيات العديد من أفراد بعض المجتمعات الاسلامية الذين همهم وشغلهم الشاغل هو التجسس على الآخرين ومراقبتهم والبحث عن هفواتهم وزلاتهم ، بل قد يصل الحال ببعض هكذا أفراد إلى صناعة الروايات والأكاذيب والإشاعات المغرضة بهدف تشويه صورة وسمعة الآخرين وإلحاق الضرر الكبير بهم ، في صورة تعكس بشاعة وسلبية وعدوانية وقذارة وانحطاط نفسياتهم وأخلاقهم ، وهذا هو التدخل السلبي في شئون الآخربن في أبشع صوره وأشكاله ..!!

كما أن تدخل الإنسان السلبي في شؤون وخصوصيات الآخرين والتطفل عليهم ، يجعله يعيش في حالة من الصراع الدائم والمستمر مع نفسه ومع الآخرين ، فما أن يخرج من مشكلة حتى يدخل في مشكلة أخرى ، ليعيش طوال حياته في دوامة من المشاكل ، فمن يتدخل فيما لا يعنيه بدون شك سوف يجد ما لا يرضيه ، فكم هو جميل ورائع أن يهتم الإنسان بشئونه الخاصة ، ويترك الفضول الزائد وحشر الأنف في شئون ومشاكل وتصرفات الآخرين ، حتما من يدع شئون الآخرين سوف يشعر بالسعادة ، ويجد الوقت الكافي للاهتمام بمشاكله الخاصة ، وسوف يكون أكثر شعور بالسعادة والراحة النفسية لو يسخر وقته وجهده في الاتجاه المعاكس كإصلاح ذات البين والمساهمة الايجابية في حل مشاكل الآخرين إذا طلب منه ذلك ، فهذا من أفضل الأعمال في المنهج الاسلامي ، قال تعالى (( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو إصلاح بين الناس )) , وهكذا أعمال عظيمة وإيجابية هي العكس تماما للتدخل السلبي في شؤؤن الآخرين وخصوصياتهم ، لأن الإنسان وهو يقوم بهذه السلوكيات الإيجابية يكون مصدر خير لنفسه ومجتمعه ودينه وأمته ، بينما الإنسان وهو يقوم بالتدخل السلبي في شئون الآخرين يكون مصدر شر لنفسه ولغيره.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : انفجارات عنيفة في البحر الأحمر ومصادر تكشف السبب "شاهد"

جهينة يمن | 309 قراءة 

العميد طارق صالح يخرج عن صمته ويكشف اسباب التحشيد الحوثي باتجاه مأرب ويوجه رسالة صريحة للعرادة وبن عزيز "فيديو"

جهينة يمن | 301 قراءة 

إيران ترسل رسالة تحذيرية إلى الحوثيين بعد تصريحاتهم الأخيرة

المرصد برس | 248 قراءة 

صنعاء تحقق إنجازاً: أول نظام دفاع جوي عربي رابع عالمياً

المرصد برس | 243 قراءة 

هجوم حوثي مباغت في تعز وخسائر كبيرة

المشهد اليمني | 222 قراءة 

قصة مأساوية لطفل فقد بصره بسبب قبلة!

صوت العاصمة | 199 قراءة 

مراسل الجزيرة: لماذا لن تتجاوز قوات طارق صالح حدود دورها المرسوم؟

كريتر سكاي | 177 قراءة 

تفاصيل جديدة حول مصير 4 شبان يمنيين بعد تورطهم بمسابقات "تفحيط" جنونية بسياراتهم في منطقة "العشاش" بصنعاء !

يمن برس | 163 قراءة 

المملكة تتدخل لإنقاذ بن مبارك

جهينة يمن | 147 قراءة 

تحركات غامضة تحت الأرض تثير الرعب.. ماذا يحدث في اليمن؟

جهينة يمن | 134 قراءة