الفتنة نهاية بلا عزاء.. وموت بلا رجعة

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 112 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الفتنة نهاية بلا عزاء.. وموت بلا رجعة

 

 

عدن توداي

كتب/ محمد المسيحي

 

مقالات ذات صلة

تراث البردوني

عبدالقادر ابوالليم.. قضية مقتل الدكتور أحمد الدويل

في زوايا الذاكرة، حيث تتراكم الذكريات كأوراق خريف ذابلة، هناك مشاهد لا تموت، هناك ضحكات كانت تملأ المكان ثم اختفت، ووجوه كانت أقرب من نبض القلب ثم غدت سرابًا بعيدًا، وأيدٍ كانت تتشابك في الحب والود، ثم تفلتت كأنها لم تعرف يومًا معنى العناق.

إنه الحزن حين يأتي في أبشع صوره، حين لا يكون سبب الفراق موتًا محتمًا، بل موتٌ أشد قسوة.. موت الثقة، موت المودة، موت العلاقة التي كنا نظنها حصنًا لا تهزه العواصف، ثم اكتشفنا أنها مجرد أوراق هشّة، التهمتها نيران الفتنة والكذب والنميمة.

كم مرة وقفنا أمام صورٍ قديمة، نحدق في وجوه أولئك الذين كانوا يومًا أقرب إلينا من أرواحنا، ثم نسأل أنفسنا بحرقة: كيف وصلنا إلى هنا؟ كيف تحوّل الأخ إلى خصم، والصديق إلى غريب، والحبيب إلى عدو؟ كيف فرّقتنا كلمات لم نسمعها من شفاههم، بل نقلها إلينا من لا ضمير لهم، من لا يسعدون إلا حين يرون جدران الحب تتهاوى؟

كم من قلب انكسر ولم يجد من يلملمه، وكم من عين بكت حتى جفّت مآقيها، وكم من نفسٍ تجرّعت المرارة لأن أحدهم قرر أن يفرّق بين القلوب، أن يزرع الحقد حيث كان الحب، أن ينفث سمه في علاقة لم يكن له فيها إلا دور الهدم والتخريب!

ما أصعب أن تبكي بحرقة على أشخاص ما زالوا أحياء، لكنك فقدتهم دون أن تعرف كيف ولماذا! أن تبحث في دفاتر الأيام عن لحظة واحدة أخطأت فيها، فلا تجد، أن تراجع شريط الذكريات فلا تعثر إلا على المودة والوفاء، ثم تتساءل: كيف أصبحنا غرباء؟ أي لعنةٍ أصابتنا؟ أي يدٍ خبيثة امتدت بيننا فمزّقت ما كان مقدسًا؟ واصبحت نزيف روحي، جرح لا يُشفى، إحساس قاتل بأنك تعرضت للخيانة دون أن تعرف من خانك، بأنك أصبحت وحيدًا لأن أحدهم قرر أن يسرق منك أحب الناس إليك بكلمةٍ كاذبة، وشايةٍ مغرضة، فتنةٍ سوداء لم تترك خلفها إلا الرماد!

كم من شخصٍ جلس في عزلته بعد سنوات من القطيعة، أمسك هاتفه بأصابع مرتجفة، بحث عن رقمٍ كان يحفظه عن ظهر قلب، لكنه لم يجد الجرأة ليضغط على زر الاتصال! كم من أخٍ فقد أخاه، وكم من صديقٍ دفن صديقه، وكم من عاشقٍ وقف أمام قبر من أحبّه، وهو يتمزق حزنًا لأنه لم يسامحه في حياته، لأنه صدّق الكذب، لأنه لم يمنح العلاقة فرصةً أخيرة!

لكن بعد أن تُهدم الجسور، ماذا ينفع الندم؟ بعد أن تصدأ الكلمات في الحناجر، ماذا يجدي الاعتذار؟ بعد أن يرحل من نحب، كيف نعيد الزمن إلى الوراء؟

إن الإنسان الذي يزرع الفتنة، إنه مجرم، قاتلٌ لا يحمل سلاحًا، لكنه يقتل الأرواح، يدمّر العلاقات، يترك خلفه دمارًا لا يُصلحه الزمن ؛لا تسمحوا لهؤلاء أن يكونوا بينكم، لا تمنحوهم فرصةً ليكونوا سُعاة خراب في حياتكم.

قبل أن تصدّقوا ما يُقال، قبل أن تحكموا على من تحبون، قبل أن ترحلوا بلا عودة، تذكروا: هناك قلوبٌ نزفت حتى جفّت، هناك علاقاتٌ ماتت لأن أحدهم أراد لها أن تموت، وهناك دموعٌ لن تتوقف، لأن بعض الأخطاء لا يمكن تصحيحها بعد فوات الأوان.

احفظوا من تحبون، تمسكوا بهم، لا تجعلوا المسافة تتسع، لا تدعوا الشك يتسلل، لا تسمحوا لأحد أن يسرق منكم أثمن ما في الحياة: من كانوا يومًا قطعةً من أرواحكم!

تحرير المقال


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بعد سنوات من الغموض... اسم قاتل الرئيس صالح يظهر للعلن.. الاسم والصورة

نيوز لاين | 574 قراءة 

صفعة مدوية للحوثيين من المهرة بشأن مصير الزايدي

جهينة يمن | 531 قراءة 

أمريكا تلاحق هذا الشخص في اليمن وترصد مكافأة 10 ملايين دولار لمن يدل عليه ( الإسم والصورة)

يني يمن | 475 قراءة 

فريزر البنك المركزي يجمد السوق ويصعق هوامير الصرافة.. والريال في طريقه لتحطيم سقف 1500

نافذة اليمن | 399 قراءة 

الكشف رسميًًا عن خطة عسكرية بمشاركة بريطانيا والسعودية والإمارات لاجتثاث الحوثي"طعنة أمريكية غادرة للشرعية"

جهينة يمن | 361 قراءة 

عن عمر ناهز 103 أعوام...الموت يغيب رجل أعمال يمني

جهينة يمن | 360 قراءة 

الكشف عن جثمان علي عبدالله صالح بعد سنوات من التكتم

المرصد برس | 343 قراءة 

بعد قرارات البنك المركزي: الريال اليمني يفاجئ السوق بقفزة قوية الليلة ويستعيد 120 ريالًا أمام الدولار

نافذة اليمن | 331 قراءة 

غليان بحضرموت لتدهور الخدمات وأبرز المرشحين بمنصب المحافظ الجديد

مراقبون برس | 307 قراءة 

حارس صالح الذي رفض الهروب.. قصة الحميدي: ترك ثراء أسرته واختار الشهادة بكرامة

نافذة اليمن | 276 قراءة