عدن توداي
بقلم / ياسر غيلان
في أعقاب القرار الأمريكي بتصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية، يصبح من العبث استمرار الحديث عن جهود سلام مع جماعة لا تفهم إلا لغة العنف والدمار. وعلى الرغم من أن المبعوث الأممي لا يزال يمارس مهامه الدبلوماسية، إلا أن الواقع يفرض سؤالًا جوهريًا: هل يمكن التفاوض مع الإرهاب؟
مقالات ذات صلة
متى يفهم شرفاء اليهود بأنهم مجرد أدوات لتنفيذ سياسة امريكا وحلفائها؟.. بقلم /سالم المسعودي
الإستراحة الأخيرة
لماذا لا جدوى من الوساطات الدولية مع الحوثيين؟
التجربة الطويلة مع الحوثيين أثبتت أنهم يستخدمون كل هدنة أو مفاوضات كغطاء لإعادة التسلح والتوسع العسكري، وليس للبحث عن حلول سياسية. منذ اتفاق ستوكهولم 2018 وحتى اليوم، لم يلتزموا بأي اتفاق، بل حولوا كل فرصة سلام إلى مرحلة جديدة من التصعيد العسكري واستهداف المنشآت الحيوية داخل اليمن وخارجه.
والآن، بعد أن صنفتهم الولايات المتحدة منظمة إرهابية عالمية، لم يعد هناك مبرر لأي جهود وساطة. فالمجتمع الدولي لا يفاوض “داعش” أو “القاعدة”، فلماذا يستمر في التعاطي مع الحوثيين وكأنهم طرف سياسي شرعي؟!
ما المطلوب من الشرعية والتحالف العربي؟
على الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي والتحالف العربي التعامل مع هذا التصنيف كنقطة تحول في إدارة المعركة ضد الحوثيين، وذلك من خلال:
1. إعلان وقف أي مسارات تفاوضية عبثية، والتركيز على تنفيذ قرارات التصنيف الإرهابي ميدانيًا وسياسيًا.
2. تفعيل الضغوط الدبلوماسية على الأمم المتحدة لمنع أي محاولات لإعادة تدوير الحوثيين كطرف سياسي، ودفع المجتمع الدولي لمزيد من العقوبات والعزل الدبلوماسي ضدهم.
3. إعادة ترتيب الصف الوطني، واستيعاب القوى التي كانت مضطرة للتحالف مع الحوثيين تحت الضغط، مع دعم أي انشقاقات داخل الجماعة.
4. فرض معادلة جديدة على الأرض، حيث يجب أن يكون التصنيف الأمريكي مقدمة لتحركات عسكرية وأمنية تستهدف مراكز القوة المالية والعسكرية للحوثيين.
رسالة لمن تبقى في صفوف الحوثيين: نافذة الفرصة تضيق!
لكل من لا يزال في صفوف الحوثي من قبائل، وإعلاميين، وناشطين، وحتى بعض القيادات السياسية والعسكرية، القرار الأمريكي رسالة واضحة: أنتم اليوم في صفوف منظمة إرهابية، والتاريخ لن يرحم المترددين.
الفرصة لا تزال متاحة للعودة إلى الصف الوطني، قبل أن تتحول العقوبات والملاحقات الدولية إلى واقع لا يمكن الهروب منه. الحوثي لن يدوم، ومشروعه الإرهابي محكوم عليه بالفشل، والسؤال هو: هل ستغرقون معه، أم تغتنمون الفرصة للنجاة؟
الخلاصة.. لا وقت لمبعوث أممي مع جماعة إرهابية
اليوم، لم يعد هناك معنى لوجود مبعوث أممي يدعو للسلام مع كيان إرهابي معترف به دوليًا. المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة تنفيذ التصنيف لا الالتفاف عليه، وحان الوقت لأن يتعامل المجتمع الدولي مع الحوثيين بالطريقة التي يستحقونها: كإرهابيين، لا كأطراف سياسية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news