مادة قاتلة تعقد أزمة الولايات المتحدة وكندا

كشف المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة تسعى إلى حل الخلاف مع كندا بشأن دخول مادة "الفنتانيل" القاتلة إلى الولايات المتحدة عبر حدودها الشمالية بحلول نهاية مارس.

وأكد هاسيت، في تصريحات إعلامية، أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على كندا هي "انعكاس لمخاوف الرئيس المتعلقة بتهريب المخدرات".

وقال "أطلقنا حربا على المخدرات، وليس حربا تجارية... ونأمل في أن نتمكن من حل (هذا الخلاف) بحلول نهاية الشهر".

فما هي مادة الفنتانيل؟ وما علاقتها بكندا؟ ولماذا تشكل تهديدا للولايات المتحدة؟

الفنتانيل هي مادة أفيونية مصنعة قوية تُستخدم بشكل رئيسي في علاج الألم الحاد تحت إشراف طبي.

ويؤدي الاستخدام غير الطبي لهذه المادة يؤدي إلى زيادة كبيرة في حالات الوفاة نتيجة الجرعات الزائدة.

يُعد الفنتانيل أقوى من الهيروين والمورفين، ما يجعله مصدرا رئيسيا للوفيات في العديد من البلدان، خاصة في الولايات المتحدة وكندا.

وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في عدد الوفيات المرتبطة بالفنتانيل في كندا. ووفقا للتقرير الصادر عن هيئة الصحة العامة في كندا بالعام 2023، يُعتقد أن الفنتانيل مسؤول عن حوالي 70 في المئة من الوفيات المرتبطة بالمخدرات في كندا، خاصة في المناطق الغربية مثل كولومبيا البريطانية وألبرتا.

أما في الولايات المتحدة، فقد أصبح الفنتانيل أحد أكبر تهديدات المخدرات في البلاد. وحسب تقرير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها "سي. دي.سي" لعام 2022، تجاوزت حالات الوفاة نتيجة تعاطي الفنتانيل 70 ألفا، مما يجعله المسبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالمخدرات.

وبالرغم من أن الفنتانيل يأتي في الغالب من المكسيك، إلا أن بعض الكميات الصغيرة تُهرّب أيضًا عبر الحدود الكندية.

ولذلك، تُعرب إدارة مكافحة المخدرات الأميركية عن قلقها المتزايد من تهريب الفنتانيل عبر الحدود مع كندا.

ويتهم تقرير لوزارة الأمن الداخلي الأميركية، شبكات إجرامية في تهريب الفنتانيل من دول مثل الصين والمكسيك وكندا إلى الولايات المتحدة.

غير أن تقارير أخرى تقلل من حجم الفنتانيل المهرب من كندا إلى الولايات والمتحدة.

ورغم أن كندا تواجه أزمة فنتانيل ضخمة، حيث سجلت 49 ألف و105 حالات وفاة بسبب الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية بين 2016 و2024، إلا أن نسبة الفنتانيل الذي يأتي من كندا إلى الولايات المتحدة لا تتجاوز 0.2 في المئة، بحسب تقرير حديث لوحدة الشؤون الخارجية التابع لمعهد "بروكينز" الأميركي.

في المقابل، يرى التقرير أن كارتيلات المكسيك تهيمن على تجارة الفنتانيل في الولايات المتحدة.