د. وليد ناصر الماس.
قال الله تعالى:
(لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور).
سورة آل عمران, الآية 186.
تتحدث الآية الكريمة عن حال المؤمنين في الحياة الدنيا، وما يحل بهم من أقدار ربانية، فقد جعل الله تعالى هذه الحياة دار ابتلاء وامتحان للمؤمنين، فالإنسان المؤمن يقابل ذلك القدر بالصبر على ما يصيبه من خير أو شر، ويشكر الله على كل حال، وتذكر الآية صور من الابتلاء التي تنزل بالإنسان في حياته، منها ما يصيبه في ماله، وأخرى تصيب جسده، ومن ذلك ما أوجبه الله على عباده من صدقة وإنفاق للمال في سبيل الله، وذلك ابتلاء للإنسان المؤمن، الذي يقوم بتلك الواجبات كما أمره الله تعالى، ومن الابتلاء ما يصيب مال المؤمن من خسائر ونقص في الأرزاق، وفقر وجوع، وإيضا ما يصيب المؤمنين من ابتلاء في الأجساد من تعب وأسقام، وافتقاد للأحباب، كل ذلك حتى يميز الإنسان المؤمن الصادق والصابر عن غيره من ضعاف الإيمان، وتواصل الآية الكريمة شرح ما ينتظر المؤمنين، من إيذاء وإساءة لفظية تؤذي أسماعهم من طعن في دينهم، وسخرية من عباداتهم، أفعال تصدر عن اليهود والنصارى والكفار، وتحثهم على الصبر على كل ذلك الأذى في سبيل التمسك بدينهم، وعدم المقابلة بنفس الأقوال، فذلك السلوك القويم يعد من الأمور المحمودة والأفعال المشكورة، التي ترفع مراتب ودرجات المؤمنين الصادقين في الدنيا والآخرة.
مقالات ذات صلة
وقفة مع قصة نبي الله لوط ,,
النفط في شبوة.. الإدارة بالفساد والكلفتة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news