رمضان في اليمن: بين روحانية الشهر وجحيم الغلاء (تقرير خاص)

     
خبابير نت             عدد المشاهدات : 239 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
رمضان في اليمن: بين روحانية الشهر وجحيم الغلاء (تقرير خاص)

 

رمضان في اليمن: بين روحانية الشهر وجحيم الغلاء

تقرير خاص – عباد الجرادي-:

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتجدد معاناة المواطن اليمني البسيط في مواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث يشهد هذا الشهر الفضيل ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، ما يجعل تأمين الاحتياجات الأساسية للأسرة تحديًا يوميًا.

ففي وقتٍ يُفترض أن يكون شهر الخير والبركة، يجد كثير من اليمنيين أنفسهم عاجزين عن شراء المواد الغذائية الضرورية التي كانت جزءًا من مائدتهم الرمضانية في الأعوام الماضية.

وبين تطلعاتهم لاستقبال الشهر بروحانية وطمأنينة، تثقلهم هموم الغلاء، ما ينعكس على الأسواق المحلية ويؤثر على نمط الحياة الرمضاني التقليدي.

مواطنون بين الحاجة والتأقلم

في حديث مؤثر، عبّر علي الرياشي، وهو سائق حافلة، عن تأثير الأزمة الاقتصادية على استعدادات الأسر لاستقبال رمضان، قائلًا:

“في الأعوام السابقة، كنا نبدأ بتحضير مستلزمات رمضان قبل أسابيع، ونحرص على شراء مختلف الأطعمة التقليدية.

أما هذا العام، فقد أجبرتنا الظروف الاقتصادية على الاكتفاء بالضروريات، والبحث عن بدائل أقل تكلفة.”

ويتابع بحسرة:”اضطررنا إلى الاستغناء عن الكماليات الرمضانية التي اعتدنا عليها، كالعصائر والحلويات الصنعانية، وأصبحنا نركز فقط على توفير الأطعمة الأساسية للإفطار والسحور.”

ورغم التحديات، يؤكد الرياشي أن الأسر اليمنية تحاول الحفاظ على روحانية رمضان، قائلًا:”مهما كانت الظروف صعبة، فإننا نحاول الاستمتاع بالأجواء الرمضانية مع عائلاتنا، متمنين أن تتحسن الأوضاع في السنوات القادمة.”

الأسواق تفقد زخمها المعتاد

انعكست الأزمة الاقتصادية على الأسواق الرمضانية في اليمن، حيث شهدت أسواق صنعاء القديمة، التي تُعد من أعرق وأشهر الأسواق في البلاد، تراجعًا ملحوظًا في الإقبال هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة.

ففي حين كانت الأسواق تمتلئ بالمتسوقين استعدادًا للشهر الفضيل، أصبح المشهد مختلفًا هذه الأيام، حيث يقتصر الشراء على الضروريات فقط.

يؤكد صالح الكميم، وهو تاجر مواد غذائية، أن حجم المبيعات تراجع بشكل واضح، موضحًا:”الأسعار ارتفعت بشكل غير مسبوق، وهذا أثّر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمستهلكين. الناس أصبحوا يشترون بكميات أقل، وبعضهم اضطر للاستغناء عن بعض المنتجات التي كانت أساسية في موائدهم الرمضانية.”

ويضيف أن أسباب هذا الارتفاع تعود إلى عوامل عديدة، منها

ارتفاع تكاليف الاستيراد، وزيادة الرسوم الجمركية، إضافة إلى الانهيار الاقتصادي المستمر. ويؤكد أن التجار يعانون بدورهم من هذه الأزمة، حيث تقلصت أرباحهم بسبب انخفاض الإقبال.

الغرباء ينقذون الأسر من الجوع

في ظل هذه الظروف، أصبحت المساعدات الإنسانية عاملًا أساسيًا في دعم الأسر اليمنية خلال رمضان.

يوضح الخبير الاقتصادي عبد الكريم المساوى أن المساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال والمغتربون اليمنيون في الخارج تخفف نسبيًا من وطأة الأزمة.

“المغتربون اليمنيون، خصوصًا في دول الخليج، يلعبون دورًا محوريًا في دعم أسرهم من خلال إرسال التحويلات المالية، إضافة إلى إطلاق مبادرات خيرية لتوزيع المساعدات الغذائية على المحتاجين.”

ورغم أهمية هذه المساعدات، يشدد المساوى على أنها ليست حلًا مستدامًا، قائلًا:

“هذه المساعدات تخفف من الأزمة، لكنها لا تعالج جذور المشكلة. اليمن بحاجة إلى حلول اقتصادية طويلة الأمد تضمن الأمن الغذائي والاستقرار المعيشي للجميع.”

أرقام صادمة تعكس حجم المعاناة

وتشير تقارير رسمية وأخرى صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن الصراع في اليمن أدى إلى أزمة اقتصادية خانقة، تسببت في ارتفاع معدل التضخم إلى 40%، وزيادة نسبة البطالة إلى 35% بعدما كانت 14% قبل اندلاع النزاع.

وتفيد البيانات بأن الفقر تفاقم ليصل إلى 78%، مما جعل الشباب، الذين يشكلون 70% من إجمالي السكان يواجهون مستقبلاً غامضاً وسط ظروف معيشية صعبة.

ووفقاً لتقرير حديث صادر عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فإن أكثر من 25.5 مليون يمني من أصل 30 مليونا إجمالي السكان باتوا يعيشون تحت خط الفقر، جراء تداعيات الصراع في البلاد.

وبحسب بيانات وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية، ارتفعت نسبة الفقر إلى 80%، بينما انكمش الاقتصاد بنسبة 50% نتيجة الصراع المستمر منذ عشر سنوات.

كما تعاني البلاد من أزمة إنسانية متصاعدة، حيث يعاني 60% من السكان من انعدام الأمن الغذائي، في حين أن 80% بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

إلى جانب ذلك، أدى النزاع إلى نزوح نحو 4.3 مليون شخص، يعيشون في ظروف تفتقر إلى الخدمات الأساسية.

وتكشف البيانات أيضًا عن تفاقم الأوضاع المالية، حيث ارتفعت المديونية الخارجية، وانكمش الناتج المحلي بأكثر من 50%، بينما تراجعت الإيرادات العامة بشكل كبير، مما زاد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين وفاقم معاناتهم اليومية.

إلى متى تستمر المعاناة؟

وفيما تتواصل هذه الأزمة، يظل السؤال مطروحًا: إلى متى ستستمر معاناة اليمنيين بسبب الحرب وتبعاتها الاقتصادية؟ وهل ستتحرك الأطراف السياسية لإنهاء الصراع، أم أن الشعب سيبقى يدفع الثمن؟

لا شك أن استمرار الحرب يعني مزيدًا من التدهور الاقتصادي والإنساني، ومزيدًا من المعاناة لشعب أنهكته الأزمات.

والحل الوحيد للخروج من هذه الدائرة المظلمة هو وقف الحرب والبحث عن حلول اقتصادية مستدامة تعيد لليمن استقراره، ليتمكن المواطنون من عيش حياتهم بكرامة، بعيدًا عن شبح الجوع والغلاء.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أول تعليق سعودي على أحداث حضرموت يكشف أخطر السيناريوهات

موقع الأول | 1114 قراءة 

تفاصيل جديدة تكشف سبب إغلاق قناة (بلقيس) المفاجئ!

موقع الأول | 1009 قراءة 

عاجل:اشتباكات عنيفة بين هذه القوات

كريتر سكاي | 793 قراءة 

رسالة نارية!.. تصريح مفاجئ من علي محسن الأحمر 

موقع الأول | 783 قراءة 

تقرير خاص | الشيخ محمد المقرمي.. رحلة استثنائية لمهندس طائرات أصبح مهندسًا للقلوب (فيديو)

بران برس | 643 قراءة 

معارك عنيفة والدفع بتعزيزات كبرى مع نصب عشرات النقاط

كريتر سكاي | 625 قراءة 

تحركات إماراتية للسيطرة على آبار النفط وقطع طرق التماس في حضرموت

قناة المهرية | 602 قراءة 

قائد لواء في (درع الوطن) يكشف موقفه من حلف قبائل حضرموت!!

موقع الأول | 501 قراءة 

قناة “بلقيس” تعلن توقف بثها بشكل “مفاجئ” بعد عقد من العمل وتتحدث عن “أسباب قاهرة”

بران برس | 482 قراءة 

ما موقف حلف القبائل والانتقالي الجنوبي من تعيين “سالم الخنبشي” محافظاً لحضرموت؟

بران برس | 352 قراءة