هل تصنيف ترامب للحوثيين حبر على ورق؟!
يبدو أن تصنيف ترامب للحوثيين منظمة إرهابية مجرد حبر على ورق. دخلت العقوبة حيز التنفيذ ولم تظهر اي مؤشرات لانعكاسات التصنيف على الانقلابيين
.
قد يقول قائل ان الرئيس الامريكي يضع اليمن في آخر اولوياته على اساس عدم اتضاح اي صفقة قد يخرج منها حال التدخل في القضاء على الحوثيين باعتبارهم جماعة ارهابية استولت على السلطة بالقوة والدعم الايراني وهددت سلامة الملاحة الدولية اي أن اليمن لا تغري ترامب الذي يلهث وراء ثروات الشعوب وهو ما ترك الأمر على حاله، خاصة وان الحوثي تجنب اي عمل عدائي خلال هده المرحلة وخفض من تصريحاته العنترية وصرخاته الموت لأمريكا الموت لإسرائيل .
في لقاء وزير خارجية امريكا بوزير الدفاع السعودي تحاشت الرياض في المفاوضات بين الجانبين ذكر الحوثيين وكأن الأمر اصبح لا يعنيها وهي من قادت تحالف استعادة الشرعية مما يدلل ان هناك نوايا خفية لابقاء الوضع على ما هو عليه في انتظار ما سوف تؤول اليه صفقة أمريكا مع ايران وبعدها سيكون لكل حادث حديت.
شاهدنا وفودًا من مليشيا الحوثي تتحرك بأريحية تامة من العاصمة صنعاء الى بيروت تشارك في تشييع جثمان حسن نصر الله وهاشو صفي الدين وتعود ادراجها الى مطار صنعاء دون ان يعترض التصنيف الامريكي طريقهم، وهذا يعني ان الحوثيين حصلوا على تطمينات بحرية الحركة وعدم الاعتراض بعد ان كانوا مرعوبين من التصنيف وتبعاته في ان تطال قياداتهم وتحد من حركتهم في الدول التي يتواجدون فيها وبالذات سوريا ولبنان والعراق وسلطنة عمان ما دفعها ان وجهت قياداتها بسرعة العودة الى صنعاء قبل سريان العقوبة الامريكية وها هي تدخل خيز التنفذ وكأن شيئًا لم يكن.
رحلة المذلة والمهانة لوفد الحوثيين إلى لبنان لحضور تشييع جثمان حسن نصر الله وهاشم صفي الدين أثارت جدلًا واسعًا، خاصة بعد تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كجماعة إرهابية ومع ذلك لم تتخذ الولايات المتحدة أي إجراءات لمنع سفر الوفد أو معاقبته بعد عودته، مما يثير تساؤلات حول وجود ترتيبات غير معلنة أثارت تساؤلات حول التوازنات الإقليمية والدولية، وجدية المواقف الدولية تجاه الحوثيين ليس هذا فحسب بل ان الحكومة الشرعية اصرت ان تكون مغيبة عن تلك التحركات لا تعترض ولا تطالب ولا تدين، مجرد تغريدة لوزير الاعلام اوهمتنا ان حكومة بن مبارك طالبت لبنان بالقبض على القيادات الحوثية المشاركة في التشييع وبعدها صمت قد يكون وراء الصمت توبيخ لوزير التغريدات.
يرى الخبراء أن هذا التحرك يعكس تصعيدا إيرانيا، يستهدف فتح جبهة جديدة في اليمن على اعتبار ان المشاركة في التشييع لم يكن مجرد حضور دبلوماسي، بل كانت فرصة لإثبات الولاء لإيران، وتثبت تواطؤا دوليا غير معلن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news