واي دي:
قال الدبلوماسي اليمني ووزير الإعلام السابق “محمد عبدالمجيد قباطي” إن ما وصفتها بـ “السياسات المتقلبة” لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه المنطقة تتطلب استراتيجية عربية موحدة لضمان استقرار اليمن وحل أزمته الإنسانية والسياسية المستمرة.
ودعا قباطي الزعماء العرب الذين سيلتقون في قمة بالقاهرة في 4 مارس/آذار المقبل إلى وضع الأزمة اليمنية في صدارة أجندة القمة. مشددا على القمة تمثل فرصة حاسمة لتعزيز التنسيق العربي في مواجهة التحديات التي تفرضها سياسات ترامب على المنطقة.
وأشار قباطي في تصريح خص بـ “واي دي” إلى أن الشارع العربي يتساءل عن إمكانية توحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات التي تطرحها سياسات ترامب، والتي تشمل قضايا شائكة مثل القضية الفلسطينية، الملف الإيراني، تأمين الملاحة في البحر الأحمر، والأزمة اليمنية.
وأضاف: “سياسات ترامب تعتمد على مزيج من التفاوض الصارم، التكتيكات القائمة على ‘فن الصفقة’، وأساليب التعطيل والاضطراب، مما يتطلب استجابة مرنة وقابلة للتكيف من الدول العربية”.
في الصدارة
وشدد قباطي على أن الأزمة اليمنية يجب أن تكون في صدارة أجندة القمة العربية القادمة، خاصة في ظل استمرار الحرب وتأثيراتها الإنسانية والاقتصادية المدمرة.
وأوضح أن سياسات ترامب تجاه اليمن تتسم بعدم الوضوح، مما يتطلب تنسيقًا عربيًا فعّالًا لضمان تحقيق استقرار دائم في البلاد. وأكد أن الأزمة اليمنية ليست مجرد قضية محلية، بل هي قضية إقليمية تؤثر على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
ولفت قباطي إلى أن سياسات ترامب في المنطقة تشمل أساليب التفاوض والتخريب، مشيرًا إلى أن “صفقة القرن” جسدت أسلوب التفاوض القائم على الحوافز الاقتصادية، متجاهلة الحقائق التاريخية للقضية الفلسطينية.
في المقابل – يقول قباطي – إن الملف الإيراني شهد أسلوب التخريب عبر الانسحاب من الاتفاق النووي (JCPOA) وإعادة فرض العقوبات، مما خلق فوضى إقليمية تهدف إلى إعادة ترتيب النظام لصالح الولايات المتحدة.
وذكر قباطي أن الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية من سوريا أدى إلى تعزيز نفوذ روسيا وإيران، مما زاد من حدة التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وأشار إلى أن مثل هذه التحركات لا تزيد من عدم الاستقرار فحسب، بل تخلق أيضًا فراغات سياسية يمكن أن تستغلها قوى أخرى.
ثلاثة محاور
قباطي في حديثه لـ”واي دي” دعا إلى أن تركز القمة العربية القادمة على ثلاثة محاور أساسية لمواجهة سياسات ترامب المتقلبة: أولاً، التفاوض الاستراتيجي، حيث يجب على الدول العربية توحيد أساليب التفاوض لتعزيز قوتها السياسية والاقتصادية عند التعامل مع إدارة ترامب.
ثانيًا، يرى قباطي أن على القمة العربية إدارة الفوضى والتخريب، نظرًا لأن سياسة ترامب تعتمد على التعطيل، يجب أن تكون الدول العربية مستعدة لتوقع التغيرات المفاجئة والتكيف معها بسرعة.
أما المحور الثالث فيتمثل في تعزيز التنسيق العربي، حيث يعد التنسيق الفعّال بين الدول العربية، خاصة في قضايا حساسة مثل القضية الفلسطينية والعلاقات مع إيران، والأزمة اليمنية، أمرًا حيويًا لمواجهة سياسات ترامب غير التقليدية.
وشدد قباطي على أن التعامل مع إدارة ترامب يتطلب مرونة استراتيجية عالية، ليست فقط للاستجابة للتحديات الحالية، بل أيضًا للتكيف مع التحولات المستمرة في السياسة الأمريكية.
واعتبر أن القمة العربية القادمة تمثل فرصة تاريخية لوضع استراتيجيات لا تقتصر على التعامل مع التحديات الحالية، بل أيضًا لضمان مصالح المنطقة على المدى الطويل.
وأشار إلى أن تعزيز التنسيق العربي، واستخدام التكتيكات التفاوضية بذكاء، والاستعداد للتعامل مع التعطيل، يمكن أن يضع الدول العربية في موقع قوي في هذا النظام الجيوسياسي الجديد.
واختتم بالقول: “إنها مرحلة حاسمة في تاريخنا العربي المعاصر، ويتطلب الأمر وحدة واستجابة استراتيجية لضمان مستقبل مستقر للمنطقة، وخاصة لليمن الذي يعاني من أزمة إنسانية وسياسية طاحنة”.
مرتبط
الوسوم
القضية الفلسطينية
ترامب
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news