يمن إيكو|ترجمة:
كشف قائد حاملة الطائرات الأمريكية (أيزنهاور) كريستوفر هيل، عن بعض التحديات العسكرية والتشغيلية التي واجهتها حاملة الطائرات أثناء مشاركتها في معركة البحر الأحمر التي تعتبر الأعنف والأكثر تعقيداً بالنسبة للبحرية الأمريكية منذ عقود.
وفي حلقة بودكاست مع المؤلف الأمريكي دان هيلث، تابعها وترجمها موقع “يمن إيكو”، أمس الثلاثاء، تطرق هيل إلى مهمة حاملة الطائرات (أيزنهاور) في مواجهة قوات صنعاء، وقال: “لقد كنا في البحر الأحمر بشكل مستمر لمدة ستة أشهر، وحاول الحوثيون مهاجمة العديد من السفن الحربية التابعة للبحرية، بما في ذلك سفننا، وكذلك السفن المدنية، كان هناك شيء يحدث كل يوم، سواء كان صاروخاً للحوثيين أو طائرة بدون طيار، وهذه الطائرات بدون طيار كبيرة، وكنا نستهدفهم كذلك، ونضرب بعض أهدافهم البرية أو بعض سفنهم السطحية غير المأهولة وما إلى ذلك، لقد كان الأمر مزدحماً للغاية، ويقول بعض الناس إنها كانت العملية الأكثر تعقيداً للبحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية”.
ورداً على سؤال “متى كانت المرة الأخيرة التي تعرضت فيها حاملة طائرات لإطلاق نار قبل ذلك الانتشار” قال هيل: “لا أعلم، لم أشاهد أي شيء من الحرب الكورية أو حرب فيتنام، لذا لا أستطيع أن أجيب”، ثم أضاف: “لقد كان ذلك منذ الحرب العالمية الثانية”.
وحول أسلحة قوات صنعاء التي واجهتها القوات الأمريكية، قال هيل إنه: “كان هناك عدة أنواع، أحدها صواريخ كروز المضادة للسفن، والتي تحلق على ارتفاع منخفض إلى حد ما، ويصعب اكتشافها لأنها قريبة جداً من سطح السفينة”.
وأضاف: “كان هناك أيضاً الصواريخ الباليستية، التي تطير عالياً ثم تعود عمودياً، ولم نرَ مثل هذه الصواريخ في البحر من قبل”.
وبخصوص الطائرات المسيّرة التي استخدمتها قوات صنعاء، قال هيل إنها: “ليست الطائرات رباعية المراوح التي يمكنك الحصول عليها من المتاجر، إنها كبيرة، أكبر من السيارة، ضعف حجمها، مع رؤوس حربية مدمجة بداخلها حتى تتمكن من عمل ثقوب داخل السفن”.
وبشأن الظروف الصعبة للمهمة، قال كابتن (أيزنهاور) إن “درجات الحرارة على متن السفينة كانت لا تطاق لفترات طويلة من الزمن، مما جعل النوم صعباً”.
وقال: “كنت أطلب من خبراء الأرصاد الجوية أن يجدوا لي بقعة مياه أكثر برودة في البحر الأحمر، كنا نذهب إلى تلك النقطة في يوم عطلة أو يوم صيانة، فقط حتى نتمكن من تبريد السفينة قليلاً، لقد حاولنا كل ما في وسعنا”.
وأوضح أن الأشخاص الذين يعملون في محطة المفاعل داخل حاملة الطائرات، يواجهون درجات حرارة مرتفعة جداً، مشيراً إلى أن الدخول إلى هناك “يشبه تلقي صفعة على الوجه بموجة من الحرارة”.
وأضاف: “ننقل الأشخاص إلى الداخل والخارج على فترات قصيرة حتى يتمكنوا من الحصول على الماء والتبريد وإعادتهم إلى هناك، وعلى نحو مماثل بالنسبة للأشخاص الذين يعملون على سطح الطيران، فإن سطح الطيران نفسه يسخن بسبب الشمس، ويمكنك أن تشعر بذلك من خلال حذائك، يمكن أن تصل درجة الحرارة حول سطح الطيران، بسبب الحرارة المنبعثة من المعدن، إلى 120 أو 130 درجة، وهم يرتدون ملابس كاملة طوال الوقت من الرأس إلى أخمص القدمين، بما في ذلك ارتداء الأقنعة والنظارات والقفازات.. يجب أن نكون حذرين للغاية بشأن الجفاف وضربة الشمس وما إلى ذلك من أشياء”.
وبشأن حركة الطيران على متن الحاملة (أيزنهاور)، قال هيل “كنا نحاول الحد من عمليات الطيران إلى 12 ساعة في اليوم حتى نتمكن من استخدام الساعات الـ 12 الأخرى لإجراء الإصلاحات لأن الأشياء تتعطل باستمرار، قطع صغيرة من المكونات، ومعدات الطيران في الطائرات، وأجزاء من السفينة يمكن أن تنكسر.. نحتاج إلى الوقت لتجهيز الأنظمة وإعادتها للعمل في اليوم التالي”.
وأضاف: “في العادة، نطلق ما بين 80 إلى 120 طلعة جوية للطائرات يومياً، ويمكننا أن نفعل أكثر من ذلك بكثير، لكننا نحاول الحفاظ على الطائرات وعدم تحطيمها كثيراً”.
وغادرت حاملة الطائرات الأمريكية (أيزنهاور) البحر الأحمر، منتصف العام الماضي بعد أن أعلنت قوات صنعاء مطاردتها بعدة هجمات صاروخية وجوية، الأمر الذي لم تعترف به البحرية الأمريكية في وقتها، لكن تقارير أفادت لاحقاً بأن صاروخاً يمنياً اقترب إلى مسافة 200 متر من حاملة الطائرات، وهو ما لم يعلق عليه قائد الحاملة.
وفي أغسطس الماضي قال القائد السابق للمجموعة الضاربة لحاملة الطائرات (أيزنهاور) مارك ميجيز، إنه كان يضطر إلى تحريك الحاملة من مكان لآخر في البحر الأحمر لتجنب هجمات يمنية كانت تلاحقها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news