واي دي:
قال الباحث في المركز الشرق أوسطي للأبحاث في جامعة كولومبيا، عادل دشيلة، إن الخيار العسكري لإنهاء تهديد جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، لن ينجح في ظل وجود أجندات محلية متضاربة وتيارات متصارعة في إطار الشرعية اليمنية.
جاء ذلك تعليقًا لـ”واي دي” حول ما بثته قناة فوكس نيوز الأمريكية عن مصادر رفيعة في البنتاغون بأن الحوثيين حاولوا إسقاط طائرة إف-16 أثناء تحليقها في البحر الأحمر رغم التهدئة بفعل توقف حرب غزة.
الباحث “دشيلة” قال إن محاولات الحوثيين إسقاط طائرة إف-16 رغم التهدئة تحمل عددًا من الرسائل، أولها بأنها ما تزال قوية، وأنه لا أمن ولا استقرار في البحر الأحمر دون الاعتراف بحكمها، والضغط على الولايات المتحدة للاعتراف بها.
وتحدث “دشيلة” عن حوارات مغلقة غير رسمية حدثت خلال الفترة الماضية ورسائل عبر طرف ثالث إلى جماعة الحوثي بضرورة التهدئة في البحر الأحمر، بعد أن حصل الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة.
وتابع: “جماعة الحوثي كانت تريد أن تدخل في حوار مع الولايات المتحدة حول الاعتراف السياسي وتطبيق خارطة الطريق، لكن تفاجأت بتصنيف الإدارة الأمريكية الجديدة لها كـ’جماعة إرهابية أجنبية’.”
وردًا على سؤال حول الخيار الأنجع لإنهاء تهديد الحوثيين للمنطقة، بعد أن فشلت الضربات المحدودة في الحد من قدرات الحوثيين، قال الباحث في المركز الشرق أوسطي للأبحاث في جامعة كولومبيا الدكتور “عادل دشيلة”: جماعة الحوثي أصبحت فاعلًا محليًا قويًا وبدعم إقليمي، وهناك أطراف لا تريد الحل العسكري مع الجماعة.
وأشار دشيلة إلى أن هناك أطرافًا في الشرعية اليمنية تريد أن تبقى مسيطرة، وإذا كان هناك حل عسكري مع جماعة الحوثي فيجب أن يخدم هذا التوجه العسكري مشاريع لأجندة سياسية لها.
وأردف: “الانتقالي الجنوبي يريد إنهاء حكم جماعة الحوثي، وهو مستعد للانخراط في عملية عسكرية ضد الجماعة، ولكن في المقابل يريد الحصول على مشروعه السياسي، وهو إعلان دولة مستقلة على أساس ما قبل 90، لكن إذا كان ذلك لا يخدم أجندته السياسية، فهو يفضل بقاء الوضع كما هو.”
وأضاف الباحث دشيلة أن أي دعم دولي للحكومة الشرعية اليمنية يجب ألا يكون تدخلًا عسكريًا مباشرًا، بل يجب إنهاء الوضع التفكيكي في المناطق المحررة وإعادة هيكلة الجماعات المسلحة في إطار وزارتي الدفاع والداخلية.
ولفت إلى أنه يجب تنفيذ اتفاق الرياض فيما يخص الجانب العسكري والأمني بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، باعتبار الانتقالي جزءًا من الشرعية، ودعم سلطات الدولة على الأرض، وتفعيل مؤسساتها في مدينة عدن (عاصمة اليمن المؤقتة).
وأوضح: “إذا نجحت القوى والأطراف السياسية في إنهاء وضع التفكك والدخول في إطار الدولة الواحدة، ستتمكن الحكومة الشرعية من إنهاء تمرد جماعة الحوثي وتهديدها في البحر الأحمر وداخل اليمن بشكل عام.”
وشدد الباحث دشيلة على ضرورة إنهاء جماعة الحوثي وحكمها بيد اليمنيين، ولا يمكن لأي قوة أجنبية خارجية أن تنهي حكم الجماعة مهما حاولت فناء الحوثي من الداخل.
وتابع: “إن هذا الفناء يحتاج إلى مؤسسات دولة قائمة بذاتها تستطيع أن تفرض السيطرة على الأرض عسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا في المناطق المحررة، الأمر الذي سيعمل على انهيار الجماعة دون عمليات عسكرية واسعة النطاق.”
واعتقد الباحث دشيلة أن محاولات الحوثيين من خلال التصعيد العسكري لن تنجح، لأن في المقابل هناك التحالف العربي، وعلى وجه التحديد السعودية، لا تريد أي تصعيد، لأن المملكة تريد إنهاء الوضع في اليمن أو بقائه تحت السيطرة.
وأضاف أن السعودية لا تريد أي نزاع عسكري أو صراع قوي يؤثر على أمنها واستقرارها، ويبدو أنها نجحت في إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بعدم التسرع في العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي.
وفي 22 فبراير/شباط الجاري، نقلت قناة فوكس نيوز الأمريكية عن مسؤولين كبار في البنتاغون أن نقاشات تدور حاليًا بشأن أفضل السبل لمواجهة جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، بعد محاولتهم إسقاط طائرة إف-16.
وذكرت القناة في خبر بثته مساء اليوم أن “هناك جدلًا بشأن ما إذا كان ينبغي اتباع نهج تقليدي لمكافحة الإرهاب الحوثي عبر ضربات مستمرة”.
طبقًا للمسؤولين في البنتاغون، فإن جماعة الحوثي أطلقت للمرة الأولى صواريخ أرض-جو على مقاتلة إف-16 أمريكية، دون أن تصيبها، حين حلقت فوق البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن في تصعيد كبير للمواجهة العسكرية.
مرتبط
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news