يمن إيكو|تقرير:
كشف موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي، عن مساعٍ أمريكية للاستحواذ على احتياطيات أوكرانيا من المعادن النادرة، مؤكداً أن واشنطن وكييف تقتربان من إبرام اتفاقية استثمارية تقدر قيمتها بقرابة تريليون دولار، في أولى الخطوات الإجرائية لسداد كييف ثمن دعم واشنطن للحرب الأوكرانية ضد روسيا، والتي بدأت في الـ24 من فبراير 2022م.
ونشر مراسل الشؤون العالمية لدى أكسيوس، باراك رافيد على حسابه بمنصة “إكس” تدوينة رصدها وترجمها موقع “يمن إيكو” تضمنت وثائق مسودة اتفاقية استغلال المعادن الأوكرانية، المزمع توقيعها قريباً من الجانبين، وينص مشروع الاتفاق على إنشاء صندوق استثمار لإعادة الإعمار تديره حكومتا الولايات المتحدة وأوكرانيا بشكل مشترك، بهدف تحقيق السلام الدائم في الأخيرة التي ستستمر مساهمة حكومتها فيه حتى تصل إلى 500 مليار دولار. وفق نص الصفقة المقترحة.
ويدعو مشروع الاتفاق إلى دفع 50% من عائدات أوكرانيا من الموارد القابلة للاستخراج، بما في ذلك المعادن والنفط والغاز، إلى الصندوق المزمع إنشاؤه، مشيراً إلى أن حكومة أوكرانيا ستسهم أيضاً في الصندوق بضعف المبلغ الذي تقدمه الولايات المتحدة لأوكرانيا بعد تاريخ هذه الاتفاقية.
وبموجب نص الاتفاق، فإن الصندوق سيتجه للاستثمار في مشاريع في أوكرانيا وجذب الاستثمارات لزيادة التنمية بما في ذلك مجالات مثل التعدين والموانئ، وستدير أوكرانيا والولايات المتحدة الصندوق بالتساوي لتعزيز القيمة الاقتصادية المرتبطة بموارد أوكرانيا، بما في ذلك الموارد المعدنية وموارد النفط والغاز والبنية الأساسية والموانئ حتى يتم تمويل الصندوق بالكامل.
وكما جاء في المسودة التي حصل عليها “أكسيوس”، تعتزم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تقديم التزام مالي طويل الأجل لتنمية أوكرانيا مستقرة ومزدهرة اقتصادياً، بالإضافة إلى تعبير الولايات المتحدة عن رغبتها في إبقاء أوكرانيا حرة وذات سيادة وآمنة.
وفي مقابل ذلك، ستسترد الولايات المتحدة بعض نفقاتها المتعلقة بالدفاع عن أوكرانيا وإعادة بنائها، والعودة بالناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى مستوى ما قبل الحرب، من خلال هذه الاتفاقية التي تتيح للإدارة الأمريكية استغلال المعادن النادرة في أوكرانيا، حيث يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تأمين 500 مليار دولار من المعادن النادرة الأوكرانية، التي تعد ضرورية لصناعة المغناطيسات العالية القوة المستخدمة في التكنولوجيا المتقدمة.
وتشير التقارير إلى امتلاك أوكرانيا معادن نادرة تُقدر قيمتها بنحو 10 تريليونات دولار، مؤكدة أنها تحتل مركز الصدارة بدون منازع في القارة الأوروبية، إذ تضم أراضيها 22 معدناً نادراً من أصل 30 معدناً تستخدمها دول القارة، و50 معدناً تصنفها الولايات المتحدة على أنها ذات “أهمية بالغة”، بقيمة إجمالية تبلغ نحو 15 تريليون دولار، حسب وكالة بلومبيرغ.
وعالمياً، تحتل أوكرانيا المركز الرابع (إلى جانب الهند والبرازيل وفيتنام) في حجم احتياطات المعادن النادرة، بعد الصين (68%) وأمريكا (12%) ثم أستراليا (5%)، بحسب مجلة “فوربس” التي أكدت امتلاك أوكرانيا نحو 10% من احتياطات العالم (وأكبر احتياطات أوروبا) من معدن الليثيوم المستخدم في إنتاج البطاريات، بحجم يقدر بنحو 500 ألف طن، و90 طناً من الزركونيوم المستخدم في المحركات النفاثة، كما تعد من بين أبرز 10 دول غنية بمعدن التيتانيوم المستخدم في إنتاج الصواريخ والطائرات والسفن، بحجم يبلغ 2.3 ألف طن.
وحسب “فوربس”، تضم أراضي أوكرانيا 660 طناً من الفاناديوم، و90 طناً من الزركونيوم، و50 طناً من النيوبيوم، و50 طناً من الكادميوم، وأيضاً 15 طناً من التنتالوم، و5 أطنان من الغاليوم، و1.8 طن من السيريوم، وكذلك تضم 1.5 طن من الإنديوم، وطناً من السيلينيوم، وطناً من البريليوم، و0.8 طن من الإيتريوم، فضلاً عن نصف طن لكل من التيلوريوم والسكانديوم والغرمانيوم والهافنيوم على حدة.
ويطالب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أوكرانيا بسداد ما أنفقته الخزينة الأمريكية على الحرب الأوكرانية ضد روسيا منذ الـ24 من فبراير 2022م، مؤكداً في أكثر من مقام خلال حملاته الانتخابية في 2024م أن بلاده أنفقت 200 مليار دولار، قبل مهاجماته المتكررة لأوكرانيا ورئيسها منذ تسلمه السلطة في يناير الماضي، مؤكدا أن بلاده أنفقت نحو 350 مليار دولار، غير أن تقريراً صادراً عن خدمة أبحاث الكونجرس أكد أن حجم الأموال التي أرسلتها الولايات المتحدة لأوكرانيا لتمويل جهودها الحربية، تجاوزت 174 مليار دولار فقط حتى يناير، وهو ما يشير إلى أسلوب ترامب الابتزازي ومساعيه للاستحواذ شبه الكلي على كنز أوكرانيا من المعادن النادرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news