�جري تشييد ملعب الحسن الثاني الكبير بالدار البيضاء، الذي سيتسع لـ 115 ألف متفرج، على مساحة تزيد عن مليون متر مربع وسط غابة في منطقة المنصورية في مدينة بنسليمان الواقعة على بعد حوالي 38 كيلومترا شمال الدار البيضاء. قال طارق ولعلو، المهندس المعماري الرئيسي للملعب، أن أعمال البناء بدأت في أغسطس/آب الماضي مع تهيئة وتسوية الأرض، والتي تم الانتهاء منها الآن وأفسحت المجال لأعمال البناء الرئيسيةوأوضح ولعلو، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإسبانية، أن تصميم الاستاد مستوحى من فكرة الخيمة، وهو نوع من التجمعات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية السنوية المتجذرة في التقاليد المغربية والمرتبطة بفكرة الضيافةوأضاف: "مفهوم (مرحبا) هو في صميم المشروع، ولهذا السبب قمنا بتطوير المشروع المعماري حول شكل الخيمة، وهو شكل مغربي عميق وعالمي أيضابالنسبة للمهندس المعماري المغربي، فإن استلهام تصميم الخيمة يحيلنا إلى شكل معماري بدائي يسبق المباني ويعيد إلى الأذهان مساكن مثل اليورت (منزل قابل للتنقل تقليدي الهيكل مُحاط بإطار من الخشب المقوس كان يتم استخدامه من جانب قبائل البدو الرحل في سهوب آسيا الوسطى) أو خيمة الهنود الحمر. واستكمل: "الفكرة هي الحديث عن المغرب، ولكن أن يكون لها صدى عالمي، عندما يأتي الناس إلى هنا يمكنهم أن يتحاوروا مع ثقافتنا، ولكن في نفس الوقت يشعرون بالتقاطعات مع مكانهم الأصلي. نريد أن نسلط الضوء على مفهوم الترحيب الذي هو في صميم تقاليدنا وثقافتنا وعلاقتنا مع العالم ومع الأجانب". ويرى ولعلو أن هذا المشروع ليس مجرد مشروع تقني لبناء أكبر ملعب في العالم، بل هو أيضا فكرة ثقافية. وبميزانية تقدر بنحو 5 مليارات درهم (478 مليون يورو)، سيحتوي ملعب الحسن الثاني الكبير في الدار البيضاء على 3 مدرجات يتسع كل منها لـ 29,500 متفرج. وسيكون الملعب محاطاً بفندق ومساحات خضراء ومراكز تسوق وحمام سباحة، من بين أمور أخرى، وسيكون المقر المستقبلي لناديي الرجاء والوداد. وأمضى: "الملعب سيكون على أحدث طراز ومطابقا لإرشادات الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، وسيكون معتمدا وفقا لمبادئ التنمية المستدامة (HQE) وسيأخذ بعين الاعتبار الخبرة المكتسبة من النسخ السابقة، وسيوفر تجهيزات تقنية للاعبين والجمهور ووسائل الإعلام لم يسبق أن وُجدت من قبل".وبالإضافة إلى خصائصه التقنية، أكد ولعلو على ارتباط هذا الاستاد بالطبيعة، قائلا: "نتخيل الملعب كهيكل ضخم يحمي المناظر الطبيعية. فالخيمة يجب أن تمتد وتحمي الطبيعة وتظهر فوق الغابة".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news