يمن إيكو|ترجمة خاصة:
قال موقع “جيوبوليتكيال مونيتور” الكندي المهتم بالشؤون الاستخباراتية، إن قوات صنعاء خرجت متماسكة من معركة البحر الأحمر، بفضل قدراتها وتكتيكاتها المتطورة ووحدتها الداخلية، مشيراً إلى أن تلك الأسباب تقلل احتمالية حدوث تدخل دولي كبير ضد صنعاء، خوفاً من النتائج العكسية على استقرار المنطقة.
وتحت عنوان “الحوثيون خرجوا من أزمة الملاحة في البحر الأحمر سالمين” نشر الموقع، مساء أمس الأربعاء، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو” جاء فيه أنه: “منذ دخولهم في الصراع بين إسرائيل وحماس في أواخر عام 2023، اكتسب الحوثيون قوة عسكرية ونفوذاً سياسياً بشكل مطرد، وقد غذت الحرب تجنيدهم.. وقد ازدادت قوة موطئ قدمهم في شمال اليمن، مما جذب القبائل المحلية والجماعات السياسية التي تتوافق مع موقفهم المناهض لإسرائيل”.
ووفقاً للتقرير فقد تطورت الترسانة العسكرية لقوات صنعاء بشكل كبير، وباتت تضم “تكنولوجيا متقدمة” تمكنها من “ضرب أهداف على مسافات طويلة، بما في ذلك السفن الحربية الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية”، كما تطورت “العقيدة العسكرية” لقوات صنعاء أيضاً.
وأشار التقرير إلى أن “هذا التطور يشمل استخدام حرب الطائرات بدون طيار، وضربات الصواريخ الموجهة بدقة، والاعتماد المتزايد على تكتيكات الحرب الإلكترونية لمواجهة أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، بالإضافة إلى استراتيجيات نشر متطورة، باستخدام منصات الإطلاق المتنقلة والمناطق الساحلية ومرافق التخزين المدفونة بعمق تحت الأرض”.
ولفت إلى أنه “على الرغم من الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية المستمرة التي تستهدف مخازن الأسلحة التابعة للحوثيين، فقد أثبتوا قدرتهم على الصمود، إذ أن قدرتهم على نشر الأصول العسكرية عبر البنية التحتية والمواقع النائية والمرافق الجوفية التي يصعب اكتشافها جعلت من الصعب على التدخلات العسكرية الغربية توجيه ضربات حاسمة”.
واعتبر التقرير أن “اعتماد الحوثيين على الحرب غير المتكافئة” ساهم في “ضمان قدرتهم المستمرة على شن الهجمات على الرغم من الضغوط الخارجية”.
كما اعتبر أن “التحالف الأيديولوجي للحوثيين مع إيران وحزب الله وحماس- والذي يشار إليه في كثير من الأحيان باسم محور المقاومة- عزز موقفهم على المستويين الإقليمي والمحلي، إذ يتردد صدى خطابهم المناهض لإسرائيل وأمريكا بعمق في اليمن، حيث ينتشر الاستياء من التدخل الغربي في المنطقة على نطاق واسع”.
وأضاف أن “تدخل الحوثيين في الصراع بين إسرائيل وحماس أدى إلى حشد المزيد من الدعم الشعبي لهم، حيث يُنظر إليهم على أنهم يشاركون بنشاط في النضال ضد العدوان الغربي والإسرائيلي”.
ورأى التقرير أن “الغارات الجوية الإسرائيلية ضد مواقع الحوثيين عملت على تعزيز جاذبيتهم الوطنية، مما كرس صورتهم كخصم مباشر لإسرائيل ولاعب رئيسي في الصراع الأوسع في الشرق الأوسط، وبدلاً من إضعافهم، قدمت هذه الضربات للحوثيين المزيد من المبررات لحشد الدعم وتجنيد مقاتلين إضافيين، بينما تظل الحكومة المعترف بها دولياً ضعيفة ومجزأة، وتكافح صراعات داخلية على السلطة ونقص في المقاومة العسكرية المنسقة”.
واعتبر التقرير أن الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن “لم تؤثر بشكل كبير على القدرات العسكرية الأساسية للحوثيين، بل على العكس من ذلك، أظهرت الجماعة قدرة على التكيف من خلال نقل الأصول بشكل متكرر، وتوظيف تكتيكات الكر والفر، والاستفادة من هياكل القيادة اللامركزية لدعم العمليات على الرغم من الضغوط الخارجية”.
وبحسب التقرير فإن “قدرة الحوثيين على الحفاظ على الوحدة الداخلية على الرغم من الانقسامات القبلية والسياسية التاريخية تشير إلى أنهم سيظلون قوة مهيمنة في اليمن، كما أن إحجام المملكة العربية السعودية عن الانخراط في تدخل عسكري واسع النطاق متجدد يعزز موقفهم”.
وخلص التقرير إلى أنه “لن يكون هناك تدخل دولي كبير بالضرورة” لمواجهة قوات صنعاء، معتبراً أنه “على الرغم من أن الحوثيين يتسببون في مشاكل في البحر الأحمر، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها قد لا يرغبون في التورط بشكل أعمق في صراع آخر طويل الأمد وبدلاً من تكثيف العمل العسكري المباشر، يمكنهم الاعتماد على الضغوط الدبلوماسية، أو العقوبات الاقتصادية، أو الحراسة البحرية لتثبيت تدفقات التجارة بدون تصعيد الموقف. وهناك أيضاً خطر أن يؤدي الرد العسكري الأقوى إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر، مما يجعل الدول الغربية تفكر مرتين قبل الانخراط، وفي النهاية سيكون هناك إغراء للاستسلام للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والسماح لهما بتولي زمام المبادرة لتجنب التورط المباشر”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news