جهت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داعية إياه إلى الوفاء بتعهده الانتخابي بعدم الانجرار إلى حروب الشرق الأوسط، محذرة من أن أي تدخل عسكري في اليمن سيكون مغامرة مكلفة بثمن باهظ.
وجاءت الرسالة رداً على مقترحات من مستشارين عسكريين وسياسيين أمريكيين بغزو محافظة الحديدة الساحلية إلى جانب قوات حكومة عدن، لفرض حصار على مينائها الحيوي، الذي يعتبر شرياناً رئيسياً لإدخال المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين.
وشددت المجلة في رسالتها لترامب، من أن الشرق الأوسط يشكل رمالاً متحركة جيوسياسية، مؤكدة أن التدخلات العسكرية الأمريكية السابقة أهدرت تريليونات الدولارات وأزهقت آلاف الأرواح دون تحقيق أهدافها.
وأشارت إلى أن فكرة احتلال ميناء الحديدة لمواجهة فصيل محلي (في إشارة إلى جماعة الحوثيين – أنصار الله) ليست سوى وهم استراتيجي قد يعرض القوات الأمريكية لخطر الموت أو الأسر.
وأوضحت المجلة أن أي تدخل أمريكي مباشر في اليمن، خاصة بدوافع انتقامية مرتبطة بموقف صنعاء الداعم لغزة والعمليات العسكرية المساندة للقضية الفلسطينية، سيكون “فخاً مُكلفاً” ترفضه الدروس التاريخية.
ولفتت إلى أن اليمن، بقيادة صنعاء، أصبح نموذجاً لـ”المقاومة الصلبة” التي تُحبط الخطط الخارجية، حيث فشلت جميع الحملات العسكرية السابقة في تحقيق أهدافها، من حرب 2015 إلى اليوم.
تظهر التحذيرات الأمريكية المتكررة من التدخل في اليمن إدراكاً متزايداً لفشل المشاريع الخارجية في كسر إرادة صنعاء المتمسكة بالسيادة، والتي ترفض تحويل اليمن إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.
وتؤكد الأحداث أن حكومة صنعاء، رغم الحصار، نجحت في تعزيز حضورها كطرف رئيسي لا يمكن تجاوزه في أي تسوية سياسية، خاصة مع تصاعد تأثيرها الإقليمي عبر دعمها الثابت للقضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
تتعزز اليوم حقيقة أن الحل في اليمن لن يكون عسكرياً، بل عبر تفاوض يعترف بإرادة اليمنيين ويوقف محاولات استغلال أراضيهم لخدمة أجندات خارجية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news