عدن توداي
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
مقالات ذات صلة
عادت حليمة لعادتها القديمة
سوق المؤهلات العلمية
في زمنٍ تُعجُّ فيه الأحزاب بالصراخ والنقد على كل صوتٍ يخالف الرأي، يجب ألا نخلط بين النقد البناء والهدم الممنهج الذي يفضي إلى تفكيك ما بناه أجدادنا بصبرٍ وإخلاص. إنَّنا – أبناء الجنوب – نملك الحق في نقد قيادتنا ومطالبنا بالتغيير، لكن تدمير المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي هو الكيان الوحيد المعترف به دوليًا وحامل القضية الجنوبية، لن يكون سوى باب مفتوح للأعداء ليقتحموا وطننا من الداخل.
النقد: مشروع لكنه يجب أن يبني!
لنكن صادقين، كلنا نعلم أن النقد مشروع، بل هو ضرورة لصناعة مستقبلٍ أفضل، إذا لم ننتقد، كيف يُمكننا تصحيح المسارات الخاطئة وإصلاح ما هو تالف؟
لكن، حينما يتحول النقد إلى حملة هدامة تهدف إلى إسقاط المجلس الانتقالي – الذي رغم كل عيوبه ما زال يمثل حصنًا للوحدة والكرامة – فإننا بذلك نُسهم في تفكيك الحصن الذي يحمي مصالحنا، ونمنح الأعداء فرصةً للعبث بمستقبلنا.
المجلس الانتقالي: الدرع الواقي ضد الأعداء:
فكروا معي، إذا تم تدمير هذا الكيان الوحيد الذي يمثل صوت الجنوب في المحافل الدولية، فما الذي سيبقى؟
القوات المسلحة الجنوبية التي كانت تحمي أرضنا ستجد نفسها بلا من يحميها، وسيتسنى للخصوم استغلال الفراغ لتقديم أنفسهم كمنقذين، بينما يعود الأعداء ليقتحموا شوارعنا ويجردونا من حقوقنا دون رحمة… النقد الهادم هو بمثابة سكينٍ يُثقب جدار الوحدة الجنوبية، ويتركنا عرضةً لهجمات لا تُحصى.
دعوة للنقد البناء واليقظة الوطنية:
أيها الأحرار، علينا أن نحافظ على وحدة الصف ونستخدم النقد كأداة للتصحيح وليس للهدم. نحن بحاجة إلى حوارٍ صريحٍ وبناءٍ مع القيادة، يُعيد النظر في السياسات ويتعلم من أخطاء الماضي دون أن نسمح لتلك الأخطاء بأن تتحول إلى فُرُقٍ داخلية تُضعف صفوفنا.
لا تدعوا كلماتكم الجارحة تُحول مجلسنا إلى دميةٍ في يد خصومٍ لا يرحمون، بل اجعلوا من نقدكم قوةً تدفعنا جميعًا نحو إصلاحٍ حقيقي ووحدةٍ لا تنكسر.
سخرية الواقع: هل نسينا أن الوحدة سلاحٌ لا يُقدَّر بثمن؟
إنه لأمرٌ ساخرٌ حقًا أن نرى بعض الأفراد يُحاربون قيادتهم بنبرةٍٍ ثائرةٍ، متناسين أن تدمير المجلس الانتقالي هو دعوةٌ مفتوحةٌ لاستغلال أعدائنا.
إذا كانت لدينا القدرة على الانتقاد، فلنستخدمها لصنع الفارق، لا لتفكيك البنية التي تحمي أمتنا. فالوحدة الوطنية التي جمعناها عبر سنواتٍ من النضال هي الدرع الذي لن يخترقه أحد إذا ما وقفنا صفًا واحدًا، مهما كانت خلافاتنا.
ختامًا: الوحدة أولاً، والنقد البناء لا يُفقد الحب الوطني:
أيها أبناء الجنوب، لنتذكر دائمًا أن الوحدة الوطنية هي الثروة الحقيقية التي لا تُشترى ولا تُباع. لنرفع أصواتنا في النقد الذي يُصلح ولا يهدم، ونبني مستقبلًا مشرقًا على أسسٍ راسخة من الوعي والاحترام المتبادل. تدمير المجلس الانتقالي ليس إلا خطوةً إلى الوراء، وستُجبرنا تلك الخطوة على مواجهة أعداءٍ ينتظرون اللحظة المناسبة ليزرعوا الفتن والانقسام.
فلنكن حذرين، ولنستخدم النقد كأداة إصلاحٍ تُعيد بناء ما تهدمه سياسات الخصم، حتى لا نصبح نحن من يفتحون الباب للأعداء دون وعيٍ أو ندم. الوحدة، يا أبناء الجنوب، هي سلاحنا الأقوى؛ ولن نسمح لأي خائن أو عميل أن يُضعفها مهما كانت حجج الانتقاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news