في مشهد إنساني يعكس قيم التضامن الدولي، تمكنت بارجة فرنسية من إنقاذ ستة صيادين يمنيين من أبناء مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، كانوا عالقين في عرض البحر الأحمر لمدة أسبوع، بعد أن تعرض قاربهم للتعطل.
وعاد الصيادون إلى ديارهم سالمين، وسط فرحة كبيرة من ذويهم وأهالي المنطقة الذين انتظروا عودتهم بقلق وترقب.
تفاصيل الإنقاذ
بدأت القصة عندما انطلق الصيادون الستة في رحلة صيد اعتيادية على متن قارب تقليدي، إلا أن محرك القارب تعطل بهم في عرض البحر جنوب البحر الأحمر، ما أوقعهم في موقف صعب للغاية.
ظل الصيادون عالقين لسبعة أيام متواصلة، يواجهون خلالها تحديات جمة، من بينها نفاد الغذاء والماء، بالإضافة إلى التحديات المناخية والمخاطر المحيطة بهم في المياه الدولية.
وفي الوقت الذي كانت فيه آمالهم تبدأ بالتلاشي، ظهرت البارجة الفرنسية التي كانت تقوم بدورية في المنطقة ضمن إطار عملياتها البحرية.
وبفضل الجهود الإنسانية التي أظهرتها طواقم البارجة، تم اكتشاف القارب المعطل وإنقاذ الصيادين، حيث قدمت لهم المساعدات الطبية والإغاثية اللازمة قبل أن يتم تسليمهم إلى السلطات المحلية في محافظة الحديدة.
فرحة العودة
فور وصولهم إلى ديارهم، عبر الصيادون عن شكرهم العميق للطواقم الفرنسية التي أنقذتهم، مؤكدين أنهم كانوا على وشك فقدان الأمل في النجاة.
وقال أحد الصيادين في تصريح صحفي: "ظللنا نصارع الموت لأيام طويلة، ولم نكن نعرف إذا كنا سنعود إلى أسرنا أم لا. لكن بفضل الله ثم المساعدة الفرنسية، تم إنقاذنا وعادت إلينا الحياة من جديد".
وأضاف: "ما حدث معنا كان درسًا قاسيًا، وندعو الجهات المعنية إلى توفير الدعم اللازم لنا كصيادين، سواء من خلال تحسين أدوات الصيد أو تقديم الدعم الفني لتجنب مثل هذه الحوادث مستقبلًا".
نداء للمسؤولين
حادثة الصيادين الستة أثارت تساؤلات حول الواقع الصعب الذي يعيشه صيادو الساحل الغربي في اليمن، خاصة في ظل استمرار التحديات الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة التي تفاقمت بسبب الحرب المستمرة منذ سنوات.
وأكد عدد من الأهالي أن الصيادين يواجهون مخاطر يومية نتيجة قدم معداتهم وافتقارهم إلى وسائل السلامة اللازمة.
من جانبهم، دعا ناشطون حقوقيون ومنظمات مجتمع مدني الجهات المعنية إلى الاهتمام أكثر بقطاع الصيد، وتوفير الدعم اللازم للصيادين، بما في ذلك تحديث القوارب ومعدات الصيد، وتأمين خدمات الإنقاذ البحري، لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.
تفاعل المجتمع المحلي
عودة الصيادين إلى ديارهم كانت فرصة لتجديد الترابط المجتمعي في مديرية الخوخة، حيث احتشد العشرات من الأهالي لاستقبالهم، معبرين عن فرحتهم الكبيرة بسلامتهم.
كما أقيمت احتفالية بسيطة بهذه المناسبة، أكد فيها المشاركون أهمية الوقوف إلى جانب الصيادين ودعمهم بكل الوسائل المتاحة.
إن قصة الصيادين الستة ليست فقط قصة إنقاذ إنساني، بل هي أيضًا نداء واضح لضرورة الاهتمام بقطاع الصيد في اليمن، الذي يمثل مصدر رزق أساسي لمئات الآلاف من الأسر.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها هذا القطاع، إلا أن هناك أملًا كبيرًا بأن تشهد الأيام المقبلة خطوات جادة نحو تحسين أوضاع الصيادين، وضمان سلامتهم أثناء ممارسة مهنتهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news