الجنوب .. يتهاوى بين أنياب الفساد .. هل آن أوان الخلاص؟

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 86 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الجنوب .. يتهاوى بين أنياب الفساد .. هل آن أوان الخلاص؟

عدن توداي

كتب/محمد المسيحي

وسط الركام، بين الأطلال التي كانت يوماً صروحاً لمؤسسات تحفظ كرامة المواطن وتعزز وجود الدولة، يقف الجنوب على مفترق طرق، متأرجحاً بين أمل الإصلاح وكابوس الفساد المستشري. سنواتٌ من التآكل المنهجي، وعبث العابثين، تركت البلاد نهباً للفوضى، وفتحت الأبواب مشرعة أمام الذئاب التي لا تعرف سوى لغة النهب والدمار.

لقد كان الجنوب، ذات يوم، قلباً نابضاً بالإرادة، تتدفق في شرايينه مؤسسات تحفظ حقوق الناس، وتكفل العدالة، وتمنح المواطن شعوراً بالانتماء؛ لكن، شيئاً فشيئاً، تسللت أيادي الفساد إلى مفاصل الدولة، عبثت بالقوانين، واغتصبت مقدرات البلاد، حتى تحولت المؤسسات إلى هياكل خاوية، لا دور لها سوى خدمة مصالح فئة قليلة تتلذذ بنهب ما تبقى من خيرات الوطن.

إن الحديث عن الفساد في الجنوب ليس مجرد كلمات تُقال في المجالس، أو شعارات تُرفع في التظاهرات، بل هو واقع مرير يعيشه المواطن يومياً، بين مؤسسات متهالكة، وحقوق ضائعة، وخدمات تتلاشى تحت وطأة الفساد المالي والإداري.

في دهاليز المكاتب الرسمية، تُبرم الصفقات المشبوهة، وتُسرق الأموال المخصصة للبنية التحتية، وتتحول المشاريع التنموية إلى مجرد حبر على ورق، أما المواطن، ذلك البسيط الذي ينهكه البحث عن لقمة العيش، فلا نصيب له سوى الفتات، ووعود زائفة لا تسمن ولا تغني من جوع.

مقالات ذات صلة

السعداء الذين لايحسدهم أحد !

رسالة صريحة من الواقع المؤلم إلى مجلس القيادة الرئاسي

نحن اليوم أمام لحظة فارقة، لحظة لا تحتمل التسويف أو التراخي، فإما أن نواجه هذا الطوفان المتوحش من الفساد بكل ما أوتينا من قوة، وإما أن نترك الجنوب فريسة سهلة لمن لا ضمير لهم ؛ إن إعادة بناء المؤسسات على أسس سليمة وقوية لم تعد خياراً قابلاً للنقاش، بل هي ضرورة وجودية، ومسألة حياة أو موت.

الوقت يمضي، والتحديات تتزايد، والمستقبل لا ينتظر المترددين . فإما أن نقف جميعاً خلف البرامج الإصلاحية، نعيد بناء ما تهدم، ونستعيد هيبة الدولة، أو نترك الساحة مشرعة أمام من لا همّ لهم سوى مصالحهم الشخصية، ممن يبيعون الوطن بثمن بخس، ولا يأبهون بما يخلفونه من دمار.

إن معركة استعادة مؤسسات الدولة من براثن الفساد ليست نزهة، لكنها معركة لا بد منها، معركة تحتاج إلى تكاتف الجميع، إلى وعي شعبي، وإرادة سياسية، وجهود صادقة لا تعرف المساومة. فالجنوب لا يحتمل مزيداً من الضياع، والأمل ما زال قائماً، لكنه يتطلب شجاعة، وتضحية، وإيماناً بأن الوطن يستحق الأفضل.

اليوم، نقف جميعاً أمام امتحان التاريخ.. فإما أن نكون صناع التغيير، أو نظل أسرى لواقع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، فهل آن أوان الخلاص؟ أم أننا سنظل نراوح مكاننا، حتى نجد أنفسنا غرباء في وطن كان يوماً لنا؟


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الكشف تسلل خلية حوثية إلى المهرة بإشراف أبو علي الحاكم.. وهذه أسماء أعضائها

بوابتي | 521 قراءة 

صحفي سعودي بارز: هذا الطرف هو طوق نجاة لليمن واليمنيين

نيوز لاين | 493 قراءة 

"الانتقالي" يستعين رسميا بالحوثيين!

جهينة يمن | 430 قراءة 

لهذا السبب استقبل الرئيس العليمي وفد المقاومة الوطنية

جهينة يمن | 421 قراءة 

المهرة على حافة السقوط

المنتصف نت | 399 قراءة 

عيدروس الزبيدي يعود مع هذا القائد الى عدن

كريتر سكاي | 378 قراءة 

مفاجأة من العيار الثقيل...صحفي سعودي بارز : هذا الطرف هو طوق نجاة لليمن واليمنيين "شاهد"

جهينة يمن | 365 قراءة 

بلاتر يفتح النار على "السعودية"

جهينة يمن | 357 قراءة 

وصول قيادات حوثية بارزة إلى محافظة المهرة وشيخ قبلي يستقبلها بحفاوة

المشهد اليمني | 334 قراءة 

اعلان بريطاني مفاجئ عن اليمن !

جهينة يمن | 316 قراءة